الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

الرسالة الرعوية لقداسة مار أدى الثاني بطريرك الكنيسة الشرقية القديمة في العراق والعالم بمناسبة عيد الميلاد المجيد والعام الميلادي الجديد 2014

 

 

 

 

 

زوعا. اورغ- متابعات:

 

 أخوتنا الأحباء في الخدمة الروحية: الرعاة الأجلاء.. الكهنة المختارون.. الشمامسة الموقرون.. أبناء كنيستنا المحترمون في الوطن المبارك العراق وفي كل بلد تقطنون فيه:

تقبلوا سلامنا ومحبتنا في الرب يسوع.. مقرونةً بصلواتنا وابتهالاتنا أن تكونوا بخير.. محفوظين برحمة وبركات الرب الإله له المجد والرفعة.

مرة أخرى يفيض الله الآب علينا وعليكم بنعمته المقدسة، لنتشارك معا في الاحتفاء بعيد ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح المسيح له المجد.. ورأس السنة الميلادية الجديدة 2014، إذ يسعدنا وبقلب محب ملؤه الشكر والامتنان للآب السماوي.. أن نبارك لكم جميعا هذا العيد العظيم والعام الميلادي الجديد، آملين أن تكون هذه المناسبة المباركة فرصة متجددة لترسيخ الإيمان والمحبة والرجاء الصالح في قلوبنا جميعا، وأن يكون العام الجديد مؤطرا بالفرحة والهناء والخير والأمن والسلام لأبناء الكنيسة جميعا في الوطن الحبيب العراق.. وبلدان المهجر، وبالصحة والسلامة جسدا وروحا ونفسا.. لكي تكونوا مؤمنين مباركين وأبرار ملتزمين بوصايا الرب ومتممين إرادته.. فتنالوا بركة ميلاده ونعمة حفظ وصاياه، ومن ثم قيامته المجيدة.

 

أحباؤنا في الرب:

إذ نحتفل بعيد ميلاد الرب يسوع.. لابد لنا أن نعيد التأكيد على أن هذا الميلاد المبارك كان مرحلة مهمة من مراحل التدبير الإلهي الذي وضعه الله الآب لأجل خلاصنا، حيث نطالع في الإنجيل المقدس أن ملاك الرب قال ليوسف: (إن مريم ستلد طفلا وتسميه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياههم.. متى 1 : 21). ونطالع أيضا: (حدث هذا كله ليتم ما قال الرب بلسان النبي: ستحبل العذراء، فتلد ابناً يُدعى "عمانوئيل" أي "الله معنا".. متى 1 : 22 ـ 23).

وهكذا.. فإن ميلاد الرب يسوع المسيح من القديسة مريم العذراء كان بداية تقديم الخلاص لبني البشر، تكلل بتعاليم ووصايا الرب، ومن ثم بذل نفسه على خشبة الصليب حاملا خطايانا إلى القبر، لتعقبها قيامته المظفرة من بين الأموات مانحا لنا رجاء القيامة، مؤكدا على أن الله معنا.. ويُحبنا.. ولا يريد لنا أن نفنى، لذلك أرسل ابنه الوحيد لأجل خلاصنا.

إذن.. فإن احتفالنا بعيد الميلاد المجيد.. وكما قلنا في مناسبات عديدة سابقة.. ينبغي أن لا يقتصر على هذا الاحتفال الطقسي وحضور القداس وتناول القربان المقدس وحسب، إنما أن نحتفل به روحيا أيضا عندما نؤمن أن الميلاد المجيد إنما هو واقع كل يوم في حياتنا.. والمسيح يولد كل يوم في قلوبنا.. أي أن رجاء الخلاص من الخطيئة ونيل القيامة قائم كل يوم في نفوسنا.. والله معنا على الدوام.. كي يقدم لنا فرصة الخلاص إذا كنا حافظين وصاياه المقدسة وفي مقدمتها الإيمان الصادق.. ومحبة الله ومحبتنا لبعضنا البعض.. وما يقوم على ذلك من ثمار طيبة.

ولا يسعنا في هذه المناسبة المباركة.. إلا أن نرفع أصوتنا وأيدينا إلى الآب السماوي.. للصلاة والابتهال لعظمته.. أن يرعى ويحفظ جميع أبناء كنيستنا الشرقية القديمة المقدسة أينما كانوا سواء في الوطن أو في بلدان الاغتراب، طالبين من المؤمنين الأحباء مم هم في الوطن المبارك إدامة تمسكهم بكنيستهم وإيمانهم القويم ووطنهم الحبيب، وكذلك الحال مع ممن هم في بلدان الاغتراب.. مع تعزيز أواصر تواصلهم مع أخوتهم في الوطن، مبتهلين إلى الله أيضا أن يرعى ويحفظ عموم أبناء كنيسة المسيح في العالم، وعموم أبناء شعبنا العراقي الحبيب بكل مكوناته، وينعم عليه وعلى وطننا الحبيب بالمزيد من الأمن والسلام والاستقرار.. وعلى جميع شعوب وبلدان المعمورة بوافر بالسلام والطمأنينة والحياة الكريمة.

وفي الختام، وإذ نجدد هتاف ملائكة المساوات عند ميلاد المخلص: (المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام، والرجاء الصالح لبني البشر). نجدد تهنئتنا لكم بهذا العيد المقدس، ونقول بكل محبة وشعور بسلام المسيح: مبارك عليكم عيد الميلاد المجيد.. مبارك عليكم العام الميلادي الجديد 2014، وكل عام بالفرح والسرور، آملين أن تحتفلوا بالأعياد القادمة كلها بفرح وهناء.. محفوظين بنعمة وبركة الرب.. ولتكن نعمة الرب يسوع المسيح ومحبة الله الآب وشركة الروح القدس معنا جميعا إلى أبد الآبدين.. آمين.

كتب بقلايتنا البطريكية

بغداد _ كانون الأول 2013

أدى الثاني

بالنعمة: جاثيليق بطريرك

الكنيسة الشرقية القديمة

في العراق والعالم