الموقع الرسمي للحركة الديمقراطية الاشورية (زوعا).. the official website of Assyrian Democratic Movement- Zowaa

 

 

كلمة المكتب السياسي بمناسبة الذكرى 34 لتأسيس حركتنا الديمقراطية الآشورية

 

 

 

كلمة المكتب السياسي بمناسبة الذكرى 34 لتأسيس حركتنا الديمقراطية الآشورية القيت من قبل الرفيق جيفارا زيا عضو اللجنة المركزية مسؤول فرع بغديدا لحركتنا الديمقراطية الآشورية في الاحتفال المركزي الذي اقيم في بغديدا بالمناسبة

السيدات والسادة الحضور

مساء الخير

اهلا وسهلا بكم ، اكيتو مبارك وكل عام وانتم بالف خير وقيامة مباركة  ، نرحب بكم اجمل ترحيب بهذه المناسبة المباركة، مناسبة ذكرى 34 لميلاد حركتنا الديمقراطية الاشورية، اذ تستقبل حركتنا وجماهيرها في الثاني عشر من نيسان من  كل عام ذكرى تأسيس الحركة عام 1979، يوم انتفض المؤسسون على الواقع المأساوي لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري تحت نير الحكم الاستبدادي الشوفيني البائد، والذي استغل حالة التشظي والانقسامات في صفوف امتنا على خلفيات التسميات والاختلافات الطائفية والمناطقية ، بأمل الصهر القومي ، وطمس أمة تمتد جذورها الى أعماق التاريخ ، وسارقا تراثها وارثها التاريخي العريق ، عبر سياساته العنصرية فالتمييز والاقصاء والتهميش وقلع الجذور، من خلال تدمير القرى والاديرة التاريخية والكنائس في مناطقنا التاريخية ،  ما ادى الى زرع الاحباط واليأس في النفوس ، نعم في ظل  هكذا اجواء وواقع مؤلم وفي مثل هذا اليوم قبل 34 عاما ، انطلق الغيارى من ابناء شعبنا ، الرفاق المؤسسون ، ليشمروا عن سواعدهم و ليعلنوا ميلاد زوعا للتصدي لهذا الواقع المؤلم من خلال تنظيم رصين ، مؤمن بعدالة قضية شعبنا وبشرعية مطالبه ، وبايمان راسخ بوحدتنا القومية ، تنظيم يتحمل وزره كوادر مؤمنة بالمبادئ القومية والوطنية ، ومستعدة للعمل في اقسى واخطر الظروف والتضحية بكل ما لديها على طريق تحقيق كامل حقوقنا واحقاق الحرية والديمقراطية في العراق ، وعلى هذا النهج قدمت الحركة كوكبة من الشهداء الابرار وفي مقدمتهم الشهداء الخالدين يوســف ويوبرت ويوخنا في زنزانات النظام الدكتاتوري البائد ، وتواصلت مسيرة التضحية والعطاء طيلة العقود المنصرمة ، من مرحلة الكفاح المسلح وبعدها في اقليم كوردستان ، وتواصل النضال والتضحيات  في مرحلة ما بعد الدكتاتورية في الموصل وكركوك وبغداد والبصرة ، وتتواصل بهمة وايمان راسخ بعدالة القضية والمطالب ، وحتى تحقيق كامل حقوقنا والمساواة والعدالة والعيش الكريم لشعبنا اسوة ببقية الاشقاء الشركاء في الوطن.

ايتها الاخوات والاخوة الافاضل

اذ نحتفي اليوم  بذكرى التأسيس 34 ، وبالرغم من تحقق الكثير من الانجازات ما بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، سواءا من الدستور الذي كفل النظام الديمقراطي والتعددية والشراكة الوطنية ، والاقرار بوجودنا القومي  وحقوقنا المشروعة  ، وغير ذلك من التطور في مجالات اقتصادية وتنموية وامنية  وغيرها ، الا انه يحز فينا اليوم ما يمر به الوطن من واقع مؤلم ، وتشظي المواقف للقوى السياسية الفاعلة ، اذ رغم مرور عشرة اعوام على سقوط النظام الدكتاتوري ، فانه من المؤسف ان نرى بان العملية السياسية تتعثر و تعتريها عقبات كبيرة ويمر العراق بظروف مقلقة بل وخطيرة ، اذا لم تستجب الكتل السياسية لنداءات الغيارى والمخلصين ، وتعود لطاولة الحوار لحل الاختلافات ، وتقدم المصالح الوطنية على مطالبها الكتلوية او عناوينها الفرعية ، اذ لا نبوح سرا ان قلنا ان الصراعات الاقليمية شئنا ام ابينا  ستلقي بظلالها على الداخل العراقي تصاعديا مع استمرار غياب لغة الحوار و المنطق  ، وان خلفية الصراع الداخلي في جانب كبير منه جاء اما بسبب الاختلاف على تقاسم السلطة والثروة  او على انقاض مخلفات الماضي وفقدان الثقة بالاخر فالتأثر بل والتناغم احيانا مع جهات من وراء الحدود  ، تلك الجهات التي لا يرتجى منها خيرا ،  ولا يسرها نهضة العراق وتقدمه وتطوره واستعادته لدوره الاقليمي والدولي ، لا بل انها  سعت ومنذ سقوط النظام السابق لضرب العملية السياسية ووأدها في مهدها خوفا من ترسيخ مفاهيم ومبادئ سامية تبناها الشعب العراقي في الدستور الجديد ، من الحريات والحقوق والنظام الديمقراطي التعددي الفيدرالي ، وغير ذلك مما لا يخدم مصالحها ، فهذه المبادئ كانت ولا زالت تؤرق وترعب بعض الجماعات والزعامات في بعض دول الجوار وما وراء الجوار ، لانه حسب منطقها فهي بمثابة تهديد لمصاحها بل ولعروشها ايضا ، فكانت سياساتهم تأجيج الوضع الداخلي ودعم كل ما يؤدي الى زعزعة الامن والاستقرار فالعودة بالعراق الى المربع الاول والحكم الفردي الاستبدادي المدجن.

وفي هذا السياق ، كان موقف حركتنا وسيبقى داعيا وداعما للمصالحة الوطنية ، وان نكون طرفا فاعلا  من اجل  الحل وليس جزءا من الصراع ، الذي لا شرعية وطنية له ، ولان هذه التناحرات لا تجلب غير البلاء للوطن والمواطن وتعمق من المعاناة ، وليست الاسلوب الصحيح لتصحيح المسار عندما يكون هناك انحرافات عن المسار .وفي ذات الوقت نبدي تفهمنا وتأييدنا  للمطالب الدستورية المشروعة للمعتصمين منذ اشهر  مناشدين السلطات للاستجابة ومعالجة المطالب المشروعة وبما يحقق العدل والانصاف لكل مكونات المجتمع العراقي  ، وعدم فسح المجال امام جماعات خارجية متربصة لاستغلال الموقف وتحريف المسارات بما لا يخدم المصلحة الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي  .

وعلى الصعيد الداخلي لشعبنا ، فرغم تحقق العديد من المطالب ، سواءا في الدستور الذي اقر بوجودنا القومي وحقوقنا السياسية والدينية والتعليمية والثقافية وفقا للمادة 125 و رغم الملاحظات  او في القوانين كاعتبار لغتنا السريانية احدى اللغات الوطنية الاربعة ومن ثم  استحداث مديرية عامة للدراسات السريانية في وزارة التربية فقرار استحداث ادارات وبلديات في سهل نينوى ، القرار الذي سيتيح للشركاء في المنطقة بتملك الارض وفي ذات الوقت يحمي الهوية الثقافية وخصوصية بلداتنا ويضع حدا للتجاوزات على اراضينا ، الامر الذي امسى ظاهرة مقلقة بل خطيرة ، سواءا في سهل نينوى او في محافظات دهوك واربيل ، حيث لا يتردد الحكام من شرعنة قضم اراضينا وبذرائع مختلفة وتحت ستار الديمقراطية و غطاء المصلحة العامة ، وبالتالي مصادرة حقوقنا في اراضينا وطمس الهوية الثقافية وخصوصية مناطقنا والغاء وجودنا القومي وبالتالي استمرار ذات السياسة العنصرية تجاهنا وفق ذات القوانين والقرارات للنظام البائد رغم انها تسوق بلغة الورد والود  وغطاء وردي جدا . كما وان معاناة شعبنا لا زالت مستمرة في ظل عدم الاستقرار السياسي والامني ، واستمرار سياسات التهميش رغم التطورات النسبية في بعض الجوانب في الاعوام الاخيرة ، وان ابناء شعبنا لا يزال يعانون من الظروف الامنية غير المستتبة والهشة احيانا ، مما يجعل المهاجر او المهجر لا يمتلك الثقة ليعود الى مناطق سكناه في الموصل او في بغداد وغيرهما من مناطق الوسط والجنوب ، ويعاني الاغلبية منهم في كافة انحاء العراق من شحة فرص العمل والعيش الكريم والقلق من المستقبل ، مما يدفع باتجاه استمرار نزيف الهجرة رغم انخفاضه النسبي مؤخرا ، وهنا نناشد السلطات الاتحادية وفي الاقليم مراجعة سياساتها تجاه الضحايا من ابناء شعبنا ممن تهجروا او فقدوا ممتلاكاتهم واشغالهم ومصالحهم والتعامل والاستجابة لمطالبهم وتلبيتها  بايجابية وجدية ، بعيدا عن الكلام الطيب و لغة المجاملات  التي لا جدوى منها و ياس الناس منها .

ايتها الاخوات و الاخوة والرفاق الافاضل

حري بنا التوقف والاشارة الى عملنا القومي المشترك الذي تجسد في انبثاق تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية ، والذي كان لحركتنا دورا ملحوظا في العمل على انبثاقه ، لايماننا كونه احد ركائز نضالنا القومي المشترك، واليوم اذ نؤكد على اهمية العمل المشترك من خلال التجمع ، مؤكدين تواصلنا وثباتنا على المبادئ المشتركة في وحدة شعبنا و المطالب المشروعة المشتركة المتمثلة  باستحداث محافظة في مناطق من سهل نينوى وتشريع قانون المادة  الدستورية 125 التي تضمن حقوقنا القومية ، والحكم الذاتي في اقليم كوردستان ، اضافة الى العمل المشترك في الفعاليات والمناسبات القومية ، واخرها اداءنا المشترك الذي تمثل في المشاركة في الانتخابات المحلية  في ائتلاف وقائمة انتخابية موحدة ، ومع ذلك فاننا نؤكد بان تواصل وازدهار  العمل الجماعي مرتبط بالمواقف المشتركة في التصدي للمطالب القومية والمظالم التي يتعرض لها شعبنا والثبات على المبادئ في المنعطفات والمحطات الصعبة ، كما و نؤشر تأخر عقد المؤتمر القومي الذي يعتبر محطة مهمة لانضاج منهجيات واساليب واليات عمل اكثر نضجا لاختصار الزمن وتحقيق الاهداف المشتركة ، رغم بعض الاصوات النشاز التي سعت وتسعى دائما لتمزيق وحدتنا وعلى خلفيات الجهل بالحقائق التاريخية او مدفوعة من خارج البيت لتحقيق مصالح شخصية ، بعد ان لفظتها الجماهير الابية في محطات ومواقف عديدة ، وان تأخر انعقاد المؤتمر مسؤوليتنا جميعا وعلينا الاسراع في

 انجازه وتخطي الاسباب المعرقلة له.

كما ونود بهذه المناسبة ان نعبر عن قلقنا و مشاعرنا والالم الذي يعتصر قلوبنا تجاه  اوضاع اهلنا في سوريا وما تمر به من ظروف مأساوية من القتل والتشرد ، والتداعيات الخطيرة على مستقبلها اذا استمرت السياسات الخارجية على نهجها في التدخل ومصادرة الارادة الحرة للشعب السوري في تقرير مصيره ، ونناشد المجتمع الدولي بالمزيد من الدور لوقف نزيف الدم واللجوء الى طاولة الحوار واحترام ارادة ابناء سوريا في تقرير مصيرهم ، واسعاف المشردين بالمستلزمات الحياتية من الغذاء والدواء والدعم الانساني.

  اما على الصعيد الداخلي سواءا في الداخل او في المهاجر ، فان قواعد الحركة وتنظيماتها   قد واصلت بدأب وثبات في الاداء والعطاء وترجمة نهج الحركة سواءا في الوسط القومي والوطني او على الاصعدة الخارجية ملتزمة بمبادئها في وحدة امتنا ، وايمانها بعدالة قضيتنا القومية ، متحدية بذلك  الظروف النضالية الصعبة في المناطق الساخنة او المتطلبات الحياتية التي على عاتق الجميع ، وبصورة خاصة في ظل الازمات الاقتصادية الثقيلة التي يمر بها العالم وما لها من انعكاسات سلبية على الجميع ، والى جانب ذلك حري بالاشارة الى ان الواقع السياسي والامني في البلاد انعكس سلبا على حضور شعبنا في المناطق الساخنة وبصورة خاصة في بغداد والموصل نتيجة الاستهدافات السابقة على خلفية الانتماءات والهوية ، والذي دفع بموجات من الهجرة الى المناطق الاكثر امنا في الاقليم او في سهل نينوى ، مما انعكس سلبا على الوجود وبالتالي على الانشطة الجماهيرية والتنظيمية في تلك المناطق ، وتراجع الاداء لدى البعض وانحسار دورهم ، ما دفع بالبعض للسعي وعبر اساليب مفضوحة لتأمين تبريرات للتقصير املا باستعادة مكانته بين القواعد ، مما ادى الى عكس صورة سلبية ، ترمي الى زرع الاحباط والتشرذم في القواعد ، و تتراءى للبعيد مضخمة ، ، في حين ان الامر لا يتعدى نشوز البعض عن الطريق والتقصير في اداء الواجب ، وعدم استعدادها للتواصل في العمل والتضحية والعطاء وفقا للمبادئ والاصول التنظيمية وبمبررات بائسة ، ومن واجب الحركة معالجتها اصوليا في المحطات الشرعية القادمة وبما يخدم المصلحة العامة .

ختاما نؤكد ثباتنا على مبادئنا القومية ، ونعاهد امتنا على التواصل على درب الشهداء من اجل انتصار قضيتنا القومية المشروعة

عاشت حركتنا الديمقلراطية الاشورية

المجد والخلود لشهدائنا الابرار ولشهداء الحرية وشهداء العراق

سهل نينوى / بخديدا 12 نيسان 2013

المكتب السياسي

الحركة الديمقراطية الاشورية