المؤرخ الدكتور هرمز أبونا يحاضر في مدينة القامشلي قلدته المنظمة الآثورية الديمقراطية درعها تقديرا لدوره القومي الرائد 

 

بدعوة من قيادة المنظمة الآثورية الديمقراطية، وبمشاركة العديد من مؤسساتنا السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية، ألقى المؤرخ الدكتور هرمز أبونا محاضرة تاريخية هامة حول العلاقات الفارسية العثمانية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وأثر هذه العلاقات على ديموغرافية شعبنا في منطقة بيث نهرين، وعلى حياته ووجوده و استقراره، وذلك في مقر المنظمة بمدينة القامشلي السورية بتاريخ 23 تشرين الأول. ورحب الأستاذ كبرئيل موشي كورية عضو المكتب السياسي للمنظمة الذي أدار المحاضرة بالضيف الكبير وبجميع الأحزاب والفعاليات والمؤسسات والشخصيات الحاضرة و قدم نبذة عن حياة الدكتور هرمز أبونا ونشاطاته ومؤلفاته في بداية المحاضرة. من جهته أشاد الدكتور أبونا بنهج المنظمة وفكرها وممارساتها وتأثيرها على العمل السياسي والنضال القومي، معتبرا نفسه صديقا قديما جديدا ودائما للمنظمة وأبنائها. وأعرب أبونا عن ثقته بان "المنظمة لن توفر جهدا ولا فرصة من أجل بناء بيتنا الداخلي ومن أجل تمتين وحدة شعبنا".

تحدث الدكتور أبونا خلال محاضرته مذكـّرا بالمذابح الجماعية المروعة التي تعرض لها أبناء شعبنا في المنطقة عموما وفي مناطق تياري وهكاري وطورعبدين خصوصا، مؤكدا ان "عدد ضحايا هذه المجازر تجاوز السبعة ملايين قتيل في الفترة الممتدة بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر". ونوّه الدكتور أبونا بمعركة جالديران الشهيرة التي "غيرت وجه التاريخ في منطقة الشرق الأوسط، و كانت بداية مرحلة جديدة" والتأثيرات المباشرة لهذه الحرب على أبناء شعبنا الآشوري السرياني الكلداني. وأشار أبونا إلى الدور السلبي الذي لعبه بعض زعماء العشائر الكردية، كما ذكـّر دور المسيحيين في الدفاع عن مدينة الموصل من اعتداءات الغزاة الطامعين من مغول وفرس وعثمانيين وسواهم على مدى قرون متعددة. واعتبر أبونا أن "فقدان شعبنا لإدارته الذاتية للمناطق التي استقر وعاش فيها لقرون طويلة، كإقليم حيكياري ومنطقتي تياري وطورعبدين، كان بمثابة اقتلاع لجذوره من أرض الآباء و الأجداد".

وأجاب الدكتور أبونا في ختام محاضرته التي استمرت زهاء الساعة على أسئلة الحضور الذين قدموا من مختلف مدن ومناطق الحسكة والخابور والقحطانية والقامشلي. في نهاية المحاضرة قام الأستاذ بشير اسحق السعدي مسؤول المكتب السياسي للمنظمة الآثورية الديمقراطية بتقليد الدكتور المؤرخ هرمز أبونا درع المنظمة تقديراً لجهوده الجبارة التي يبذلها في مجال التاريخ، ولدوره الهام كإحدى أبرز الشخصيات القومية المعاصرة. وارتجل الأستاذ السعدي كلمة مؤثرة تحدث خلالها عن شخص الدكتور أبونا وجهوده التي يبذلها لإلقاء الضوء على إحدى أكثر المراحل دقة وغموضا من تاريخ شعبنا رغم المشاكل الصحية التي يعانيها، طالبا إليه إتمام الأجزاء المتبقية من سلسلته الشهيرة والقيـّـمة "الآشوريون بعد سقوط نينوى".