قاطع أسكندنافيا للحركة الديمقراطية الآشورية يعقد كونفرنسه الثالث

السويد: أديسون هيدو

تحت شعار "نعمل على ترسيخ وحدتنا القومية وممارسة شعبنا لحقوقه المشروعة في وطن آمن مزدهر".. انعقد في مدينة لينشوبينك السويدية وعلى مدى يومين الكونفرنس الثالث للحركة الديمقراطية الآشورية - قاطع اسكندنافيا للفترة 28- 29 من شهر نيسان الماضي.

وشارك في الجلسة الافتتاحية للكونفرنس ضيوف وشخصيات من مختلف قوميات جاليتنا العراقية المتواجدة في السويد يتقدمهم سعادة السفير العراقي الأستاذ أحمد بامرني والوفد المرافق له وممثلو الأحزاب الوطنية العراقية العاملة في الساحة السويدية وشخصيات أدبية وثقافية وأجتماعية وممثلي تنظيمات الحركة في الدول الأسكندنافية الأربع "السويد وفنلندا والدانمارك والنرويج" والعشرات من أبناء شعبنا الآشوري الكلداني السرياني من مختلف المدن السويدية.

وابتدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء حركتنا وشعبنا الآشوري الكلداني السرياني والعراقي الأبرار تلتها أنشودة "دورارا مزَينا - الكفاح المسلح" التي قدمها الفنان الكبير عمانوئيل بيت يونان أعقبتها كلمة السيد يوسف إيشو مسؤول قاطع اسكندنافيا للحركة الديمقراطية الآشورية هذه مقتطفات منها:

"نحييكم باسم الحركة - قاطع اسكندنافيا ونشكركم على حضوركم في هذا اليوم لمشاركتنا هذه المناسبة والتي لها دلالة قاطعة على مدى نضال حركتنا من خلال مسيرتها التي بلغت من عمرها سبعة وعشرين عاما وتحملها لعبء المسؤولية على الصعيد القومي حيث كانت السباقة مع كل القوى الخيرة من أبناء شعبنا وقوانا السياسية وقوانا الثقافية من أجل توحيد هذا الشعب والتأكيد على وحدته.. وكذلك على الصعيد الوطني من خلال مشاركتها القوى السياسية الفاعلة من مختلف أطياف شعبنا العراقي وتحملها الكثير من المعاناة التي عاناها وطننا الغالي وكانت السباقة مع القوى الأخرى في النضال من أجل خلاص العراق من الدكتاتورية والنظام الاستبدادي.. ينعقد المؤتمر تزامنا مع الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة الحركة، تلك الانطلاقة التي جاءت بعد مخاض طويل لمسيرتنا القومية والتحديات الكبيرة التي توجها النظام السابق بعملية الصهر القومي التي مورست ضد شعبنا الكلدوآشوري السرياني في الوطن وما رافقها من عمليات مسخ الهوية القومية ومحاولات قطع كل صلة تربط بين شعبنا وامتدادات جذوره في هذه الأرض الطيبة.. أرض العراق.. إلا أن عزم تلك الطليعة الواعية ونهجها السليم في مقاومة كل اشكال القهر القومي والسياسي والتي مورست ضد شعبنا جاءت عاملا لاستنهاض الهمم وبناء الجسور بين الماضي والحاضر ورسم معالم النضال القومي والوطني ونهجه الفكري والسياسي الذي تبناه الكونفرنس التأسيس الأول عام 1979 لتنبثق الحركة منطلقة نحو آفاق العمل القومي والنضال السياسي متكاتفة مع القوى الوطنية التقدمية العراقية ولترسم مستقبل الوطن ومستقبل شعبنا في سبيل تحقيق وجودنا القومي على أرض الرافدين".

ثم تطرق السيد إيشو الى الشأن الوطني و نتائج العملية السياسية الجديدة في العراق حيث قال: "في الوقت الذي تستمر العمليات الإرهابية ضد شعبنا العراقي دون تفريق وتمييز بين أطيافه وقومياته.. تشهد العملية السياسية تطورات هامة تتجسد في التوافق بين الكتل السياسية العراقية الرئيسة وأختيار الرئاسات الثلاث، الجمهورية والحكومة والبرلمان، من ضمن أطياف شعبنا العراقي المتنوعة ممثلة بالكيانات السياسية التي لها دور هام على الساحة الوطنية آملين أن تكون نتائج اختياراتهم هذه موفقة الى حد كبير وصولا للحالة العراقية الجديدة التي من خلالها ستوضع الأسس الحقيقية لعراق ديمقراطي تعددي فيدرالي.. عراق آمن مستقر بعيد عن الطائفية والتهميش القومي والإستبعاد الذي مورس ضد القوميات الصغيرة في العراق ومنهم شعبنا الكلدوآشوري السرياني.. ورغم تحفظاتنا وملاحظاتنا على ما جرى في جلسة مجلس النواب من إغفال لذكر شعبنا بتسميته القومية والاكتفاء بالإنتماء الديني له الا أننا نسجل للعراق وللعراقيين هذا الحدث الكبير في طريق بناء العراق الجديد متمنين أن لا يكون ذلك نهجا في المستقبل وخاصة أن هذه الحكومة هي الحكومة الدائمية للبلاد".

وأشار السيد اِيشو الى العمل السياسي الذي اختطته تنظيمات الحركة - قاطع اسكندنافيا خلال الفترة الماضية فقال: "لقد حاول قاطع اسكندنافيا للحركة وبين الفترة الممتدة من الكونفرنس الثاني وقبله أيضا في بناء علاقات تحالفية قومية تجسدت في ترسيخ مفاهيم العمل القومي والسياسي بين القوى السياسية المختلفة لشعبنا.. وحاولنا جهد الإمكان خلال فترة الانتخابات الابتعاد عن إجراء المهاترات والحوارات الكلامية المبتورة والعقيمة والعمل على فتح آفاق الحوار القومي البناء المبني على أساس الوصول الى القواسم المشتركة واِستثمار النقاط الإيجابية وتطويرها للوصول الى النتائج المثمرة التي تهدف الى المصلحة القومية العليا".

توالت بعدها كلمات ممثلي الأحزاب الوطنية والمؤسسات القومية وكانت أولها كلمة الدكتور أحد بامرني السفير العراقي في دولة السويد، أعقبتها كلمات المنظمات: الحزب الشيوعي العراقي.. السيد كفاح حسن، اتحاد الأندية الآشورية في السويد.. السيدة مريم ديميريل، كلمة مرتجلة للشاعر والأديب الكبير ميخائيل ممو، قصيدة للشاعر أندريوس ياقو بعنوان "هيوي د خويادا - أمل الوحدة"، ثم ألقيت البرقيات التالية من: رابطة المرأة العراقية في السويد.. الدكتورة إيمان عباس علوان، الاتحاد الوطني الكردستاني.. لجنة تنظيمات السويد، الجمعية المندائية في استوكهولم، حركة بين النهرين الثقافية في لينشوبينك، الحزب الديمقراطي الكردستاني "منظمة لينشوبينك"، الحزب الشيوعي الكردستاني.. لجنة السويد، المجلس الكلدوآشوري السرياني القومي.. لينشوبينك، نادي حمورابي.. غوتنبيرغ، نادي آشور بانيبال.. غوتنبيرغ، جمعية عشتار.. غوتنبيرغ، اللجنة الخيرية الآشورية.. غوتنبيرغ، اتحاد الأندية الآشورية.. غوتنبيرغ، اذاعة آشور غوتنبيرغ، اتحاد الشبيبة الآشورية في السويد، صندوق الدكتور ملك، السيد سمير موشي من اتحاد الأندية.

واختتمت فعاليات الجلسة الإفتتاحية بأنشودة قومية للمطرب عمانوئيل بت يونان وسط تصفيق حار من قبل الجمهور.

وعلى هامش الجلسة التقى مندوب بهرا ببعض الشخصيات التي حضرت الكونفرنس وطرح عليهم سؤالا عن انطباعاتهم عن هذه الجلسة فكانت هذه الحوارات:

* اللقاء الأول كان مع السفير العراقي الدكتور احمد بامرني قال: (يسعدني ويشرفني كثيرا أن أكون معكم وبينكم في أفتتاح الكونفرنس الثالث للحركة الديمقراطية الآشورية في أسكندنافيا وعلاقتي مع الحركة ومعرفتي بالأخوان فيها قديمة منذ عام 1991.. حيث كنت في بيروت حاضرا لمؤتمر المعارضة العراقية والتقيت هناك الأستاذ يونادم كنا وبما اننا من منطقة واحدة أصبحنا أصدقاء بسرعة وبعد ذلك في زاخو حيث كنت أحد مسؤولي الإعلام في الاتحاد الوطني الكردستاني التقيت الأستاذ وليم وردا وكان مسؤولا لتنظيم الحركة في زاخو جاءني يوما وقال لي: "تعطونا مجال أن نبث ساعة خلال الأسبوع.. فقلت له أهلا وسهلا ووافقنا ولم نمانع في ذلك ولم نتدخل في عمله".. كانت علاقاتنا جيدة مع أبناء المنطقة من تعاون وتآخ والذي فرقنا هو النظام البعثي لأننا كنا شعب نعيش سوية الشعب الكردي "والآشوري والكلداني والسرياني" نعيش في منطقة واحدة خاصة في كردستان العراق "والآشوريين الكلدان" ومكونات الشعب العراقي مثل ما هو سواء في كركوك أو في البصرة أو في أي مدينة عراقية أخرى وهم شركاء في هذا الوطن وأعتقد أنه لا يمكن أن يكون هناك وحدة وطنية دون مشاركة الجميع من ضمنهم الشعب الآشوري).

- سعادة السفير.. لا أريد منك جوابا دبلوماسيا.. كيف تُقيم العلاقات الآن بين الشعبين الكردي و"الآشوري الكلداني السرياني" في الوطن؟.

* أعتقد العلاقات جيدة.. حتما هناك مشاكل لأن هذين الشعبين هُجِروا من موطنهم.. خلال 35 عاما لم نتحاور ولم نشارك في العلاقات..  عندما جاء البعثيون الى المنطقة لم ينظروا الينا على أساس هذا كردي وهذا آشوري وهذا كلداني.. فقاموا بهدم المنطقة كلها بجميع مكوناتها وهدم كنيسة في "كاني" وهي من أقدم الكنائس في الشرق الأوسط ولازالت مشاكلنا باقية ولكني أعتقد.. بالنية الجيدة والصافية والحوار والمناقشات سنتغلب على كل هذه المشاكل.

* بعدها التقيت ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في السويد السيد نافع حيث قال:

(أتمنى للمؤتمر النجاح.. لقد سمعت كلمات متعددة وكلها تبشر بالخير وأتمنى أن تكون علاقاتنا.. علاقة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الحركة الديمقراطية الآشورية أقوى لأنه كانت لدينا نضالات مشتركة مع الشعب الآشوري عامة وكانوا هم أيضا من ضمن الحركة التحررية الكردية "في البيشمركَة" وأمتزجت دماء الشعبين في النضال ضد الدكتاتورية).

* وكان اللقاء الآخر مع الأخ مام صالح ممثل الحزب الشيوعي الكردستاني في السويد حيث قال: طبعا أنها خطوة جيدة تنسجم وتتفاعل مع النظام الداخلي للحزب وهي تجسيد موضوعي لحقوق الحركة الديمقراطية الآشورية ونحن نقيمها تقييما إيجابيا ونتمنى لكل حزب من الأحزاب الكردستانية والعراقية القومية وغير القومية والمتواجدة حاليا في الميدان أن تبرز في هذه المهمة العظيمة لأنها تعتبر حديد لزيادة العضلات "كما وصفها".

نحن نشكركم على هذا اللقاء والتعارف والود والاحترام وهذا الحماس الجيد الذي لمسناه لديكم بهذه المناسبة التي أعتبرها جزء من سعادتي في النضال.. وأنا فخور أن الحزب قد كلفني لحضور هذه الأحتفالية وهي بحد ذاتها تثمين لي من جانب الحزب لأنه اختارني ممثلا له لهذا الكونفرنس.

* والتقيت أيضا الأخ كفاح حسن ممثل الحزب الشيوعي العراقي في السويد فبادر في القول: ( بسرور بالغ تلقينا الدعوة لحضور الكونفرنس.. كوننا "كحزب شيوعي" لدينا علاقات قديمة وتاريخية ونضالية متينة مع الحركة الديمقراطية الآشورية عندما كنا في المعارضة العراقية في كردستان العراق.. والتي نعتبرها إحدى الأحزاب القريبة لدينا ونعمل باستمرار على التعاون معهم لذلك نحن فخورون لوجودنا في هذا الكونفرنس ونتمنى للقائمين عليه كل النجاح والتوفيق ).

* ومن مثقفي شعبنا كان هذا اللقاء مع الأستاذ الأديب ميخائيل مروكَل ممو وسألته عن انطباعاته عن الكونفرنس فأجاب:

"طبعا أنه لمن الضروري أن يكون لتنظيمات شعبنا هكذا مجالس و مؤتمرات.. لأن من نتائجها هي أولا الإلتقاء والتعارف ببعضنا البعض والتقارب والحوار بيننا واقتناء الفائدة من الآخرين والأستماع الى الأراء المختلفة ووجهات النظر الأخرى وبطبيعة الحال أن أنعقاد الكونفرنس الثالث لقاطع أسكندنافيا للحركة الديمقراطية الآشوورية سيسجل كحدث تاريخي سيبقى للمستقبل تذكره الأجيال وتستفيد منه.. نتمنى للجميع الموفقية والتقدم". 

* لقاؤنا الأخير كان مع الفنان الكبير عمانوئيل بت يونان الذي أبدع في تقديم أغنيتين قوميتين في جلسة افتتاح الكونفرنس حيث قال: "حقيقة أنا محظوظ جدا وفرح جدا بتواجدي هنا في السويد وقاطع اسكندنافيا للحركة يعقد مؤتمره الثالث.. آمل بأن هذا الكونفرنس ستكون نتائجه جيدة كالعادة.. حيث علمتنا الحركة وتبشرنا دائما بالجيد من القرارات وأعماله ترتقي دائما الى المصداقية.. أنا فخور بكم وبالقائمين على المؤتمر".

- أنت عضو في الحركة الديمقراطية الآشورية ولك أغان قومية كثيرة وقد غنيت للحركة.. هل هناك من جديد في المستقبل من هذه الأغاني؟.

* "أنا الآن بصدد اصدار البوم غنائي جديد يضم العديد من الأغاني الجميلة والتي عددها 12 أغنية وأغلبها للشاعر الكبير أوراهم لازار ومن الحاني.. فيها المتنوع من الأغاني الفولكلورية والقومية منها أغنية عن الشهيد الخالد يوسب توما.. ستسمعونها قريبا وأرجوا أن تعجبكم وتنال رضاكم".

 

لقطات من المؤتمر

* بعد انتهاء السفير العراقي الأستاذ أحمد بامرني من القاء كلمته التي ذكر فيها شعبنا باسم "المسيحيين".. تداخل معه مسؤول قاطع اسكندنافيا للحركة الأستاذ يوسف اِيشو حول ما جاء في كلمة السيد السفير وسط تصفيق الحاضرين فقال: "شكرا لكلمة السيد السفير ولنا تقدير واعتزاز به وأنه شخص عزيز علينا، اِضافة الى مهمته الرسمية الا أنني أرجو منه وباعتباره ممثلا للجمهورية العراقية ومن رؤساء و قيادات شعبنا العراقي داخل الوطن وخارجه أن يذكروا الاسم القومي لشعبنا بدلا من الانتماء الديني.. وعذرا للسيد السفير".

* عرفاء الحفل الأخ حنا خوشو والأخت نجوى والسيدة جوليت أيشو أبدعوا في تقديم فقرات الكونفرانس وبرقياته وشعاراته والأبيات الشعرية وباللغتين العربية والسريانية.

* امتاز الكونفرنس بالإعداد والتحضير الجيد له من قبل الهيئة المشرفة واللجنة النسائية.