شعبنا لن يرضخ لمحاولات مصادرة إرادته
وقراره
في الوقت الذي يتطلع فيه شعبنا العراقي الى تغييرات
ديمقراطية ايجابية في العملية السياسية الجارية الان لتضع
نهاية لمعاناتهم اليومية نتيجة تردي الوضع الامني والنقص
في الخدمات وتفشي الفساد الاداري والمالي وفراغ السلطة،
تصر بعض الكتل السياسية على رفع سقف مطاليبها وتلجأ الى
أساليب تتعارض والمعايير الديمقراطية والرغبة الجادة في
إعادة بناء العراق وتحقيق إستقراره.
فإن ما ينتظر من الكتل السياسية الفاعلة في تشكيل الوزارة
ان تتواصل على ذات القيم الديمقراطية التي تعهدت بها في
خنادق النضال ضد الدكتاتورية وأن تلتزم بالثوابت الوطنية
وبالمفاهيم الديمقراطية الحقيقية التي تؤمن بمبدأ الشراكة
العادلة واحترام الخصوصيات القومية والدينية مهما كان
حجمها وعددها، وضمان حقوقها الدستورية والطبيعية.
ان مشاركة القوميات الصغيرة في السلطة والحكومة يشكل بلا
شك المعيار الحقيقي للممارسة الديمقراطية ويعكس حالة
متطورة من الوعي والتفهم الكامل لمتطلبات بناء العراق
الديمقراطي المزدهر. لكن للأسف ان ما يجري في مداولات
تشكيل الحكومة الجديدة إصرار بعض الكتل المتنفذة في
العملية على مصادرة إرادة الكلدوآشوريين المسيحيين في
ممارسة حقهم الطبيعي كمكون عراقي أصيل بترشيح ممثلين عنهم
لتولي الوزارة المخصصة لهم ضمن التشكيلة الوزارية الجديدة.
وضمن إطار الاستحقاقات الوطنية والنضالية والانتخابية فأن
قائمة الرافدين التي فازت في الانتخابات الاخيرة بمقعد
واحد في مجلس النواب من بين ثلاث قوائم في الوسط المسيحي
من الكلدن السريان الآشوريين تمتلك الحق الطبيعي في ترشيح
من يمثلهم في الوزارة. وان الالتفاف على هذا الحق يعد
وصاية وإقصاءا وتهميشا لهم، ومصادرة حقوقهم الانتخابية
والدستورية.
أملنا في الحكومة الجديدة ان لا يتكرر ما جرى في تشكيل
حكومة إقليم كردستان العراق، حيث لم تُحترم إرادة شعبنا
الكلدوآشوري السرياني وتم القفز على نتائج قائمة الرافدين
في الانتخابات الاخيرة والتي نالت فيها نسبة 84% من أصوات
أبناء شعبنا، وتم اعتماد مبدأ الاحتكار الحزبي والاستئثار
بالسلطة وفرض الوصاية وغيرها من الممارسات التي لا تنسجم
مع الديمقراطية في العراق الجديد.
وهنا نقول لشعبنا إن مثل هذه الممارسات لن تقف في طريق
نضالنا من أجل حقوقنا القومية المشروعة. فرغم الانقسامات
الداخلية والتشتت الديموغرافي بسبب المظالم الكثيرة التي
تعرض لها شعبنا، فإن شعباً يمتد تاريخه الى سبعة آلاف سنة
ورفد البشرية بإنجازات عظيمة وقدم آلاف الضحايا والشهداء
على مذبح حريته لن يرضخ أمام المحاولات التي تسعى لتقزيمه
والتقليل من شأنه ومصادرة إرادته وقراره.
ونعاهد شعبنا الكلدوآشوري السرياني أن نسير على طريق
الشهداء من أجل حقوقنا العادلة ووحدتنا القومية على أرض
الآباء والأجداد.
(افتتاحية صحيفة بهرا ، العدد 353 ، الاثنين 15 إيار 2006)
|