في منطقة جرمانة بسوريا: دورة المحبة والاتحاد للتربية المسيحية وتعليم اللغة الأم

 سام وليم

رغم الظروف الصعبة التي تمر على بلدنا والتي اجبرت العديد من ابناء شعبنا على هجر مناطق سكناهم والتوجه الى مناطق اكثر امنا واسقرارا، لكن ذلك لم يقلل من عزمهم على مواصلة الحياة الطبيعية بمختلف مفرداتها اليومية، ولم يضعف وعيهم القومي في مختلف الممارسات ومن ذلك مواصلة تعليم اولادهم لغتهم الام.

ففي منطقة جرمانة بالجمهورية العربية السورية قام بعض المثقفين من ابناء شعبنا بفتح دورة للتربية المسيحية وتعليم اللغة الام تحت اسم "خوبا وخويادا" وشعار "أحبوا بعضكم بعض كما انا احببتكم"، وبشماركة أكثر من 150 طالبا وطالبة في سنتهم الثانية على التوالي  بكنيسة ابراهيم الخليل التابعة للروم الكاثوليك.

وارتأت "بهرا" أن تتعرف على تفاصيل أكثر بهذا الشأن وأجرت هذه اللقاء مع المشرفين على الدورة، حيث تحدث الشماس وليد داود عن بدايات الدورة وصفوفها فقال: "في البداية حصلنا من الجهات المعنية على الموافقة لممارسة نشاطنا الديني والكنسي وتعليم اللغة الام، وبعد التشاور مع الاب الفاضل سامي حسني خوري كنيسة ابراهيم الخليل للروم الكاثوليك الذي ابدى كعادتة التعاون التام معنا، فتحنا المدرسة بصفوفها وتم توفير المستلزمات اللازمة للدراسة، ومع بداية الصيف بدأنا بتسجيل اسماء الطلبة وقد استقبلنا هذه السنة اكثر من 150 طالب وطالبة وبأعمار متفاوتة. وتشمل الدورة ستة صفوف اربعة منها للمبتدئين وصف للمرحلة الثانية وآخر للمرحلة الثالثة، وفي السنة القادمة سنقوم إن شاء الله بفتح صف جديد للمرحلة الرابعة ويكون التدريس في ايام الثلاثاء والاربعاء والخميس من كل اسبوع من الساعة السادسة وحتى الساعة الثامنة مساءاً، ولايزال الكثير من ابناء شعبنا يتوافدون من اجل تسجيل اسماء ابنائهم بالرغم من ان الدورة قد بدأت منذ اكثر من شهر، وستستمر حتى بداية العام الدراسي الرسمي الجديد. علما ان هذا هو عامنا الثاني في هذا المجال،  ففي السنة الماضية بدأت الدورة في اواسط حزيران 2005 وانتهت في اوائل ايلول من نفس العام".

كما تحدث السيد ملكزدق ياقو يونان المشرف على الدورة قائلا: "نحن نعمل على إقامة العديد من النشاطات الثقافية لنعرف طلبتنا بالعديد من معالمنا التاريخية في سوريا، فضلا عن تنظيم السفرات الترفيهية واقامة عروض مسرحية ومعارض للرسم، لكننا نواجه بعض المعوقات المادية بالاضافة الى قلة الكتب الدينية الطقسية التي نرجو المعنيين والمهتمين بالأمرتوفيرها لنا".

وعن اسم الدورة قال السيد يونان: "اخترنا هذه التسمية لأننا نحاول جاهدين توحيد ابناء شعبنا من الطقسين الشرقي القديم والجديد، حيث استطعنا ان نتفق ونحتفل في جرمانا تحديداً بعيد قيامة السيد المسيح حسب التقويم القديم، وعيد الميلاد حسب التقويم الجديد، ونحتفل ببقية الطقوس والمناسبات الدينية مع بعض ايضاً، ونرجو ان تعم وحدتنا هذه التي نجسدها نحن الاشوريون العراقيون في دمشق على كل ابناء شعبنا في كل العالم".

 وفي الختام تقدم المشرفون على هذه الدورة بالشكر الجزيل الى رعاة وكهنة كنيسة ابراهيم الخليل وفي مقدمتهم سيادة المطران اسيدور بطيخة وكل من الخوري سامي حسني والخوري مالك عبد النور والى الراهبات المشرفات على مرافق الكنيسة كافة لتعاونهم الدائم مع الجالية العراقية من ابناء شعبنا في دمشق. فقد أتممنا كل طقوسنا الدينية الكنيسة في هذه الكنيسة الجليلة، ونتمنى من ربنا وسيدنا يسوع المسيح ان يحفظهم ويباركهم للكنيسة والمسيحية. كما نود ان نشكر كل من الشماس الرسائلي جيمس ابرم والآنسات لندا انويا وسلفانا سامي وريتا جورج ونينا يوخنا والينا مارتن وكارمن كمال ولارا وليم وايفون كمال والسيدة مارية بنيامين الذين يقومون بتدريس الطلبة في الدورة ونتمنى لهم موفقية والنجاح الدائم في خدمتهم، ليعينهم الرب في تقديم كل ما هو لخير شعبهم وبلدهم.