الخفافيش ونسور الرافدين
زيا ميخائيل
لست انا بمطيرجي, لكني اميز جيدا بين الخفافيش والنسور..
جميعنا نعرف الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا (الكلداني السرياني الاشوري) هذه الايام من قتل وتهجير واغتصاب وكل ما يقشعر الجلد من جرائم ضد شعب قدم للعراق وللعالم كل شيء يفتخر به البشر. وككل مرة وقبل اي محطة سياسية في العراق يدفع شعبنا ثمن صراعات ليس فينا لا ناقة ولا جمل, ذنبنا الوحيد اننا اصحاب ارض وتاريخ, وجيراننا يتقاتلون على من يرث ارضنا وتاريخنا, ويعجلون في موتنا ليرثوا ما يستطيعون.
لقد دفع شعبنا دمه عند تاسيس العراق واليوم يدفعون الدم كل يوم لبقائهم فيه, وشعبنا ادرى بتاريخه من غيره, وشخص عدوه الذي يغير وجوهه القبيحة من شكل الى اقبح, وشعبنا يعرف جيدا كيف تم تصفيته يوم بعد اخر, وكيف سلبت اراضيه وكيف اخرجوا من ديارهم وحرموا من مصادر رزقهم ليكونوا دائما اتباعا لرؤوس الاموال القذرة. فسيناريو مدينة نينوى ليس بجديد فهو السيناريو الذي حدث في البصرة والدورة وغيرها من مناطق العراق, لينزح شعبنا الى دول الجوار ولاراضيهم في الشمال فيسموا بالنازحين ليمنى عليهم الاحزاب الكردية الحاكمة بعد ذلك بايوائهم. وشعبنا بداء يقرأ بين السطور ويعرف من الذي يستهدفه, ويتسائل البعض كيف هو عدو واحد في الشمال والجنوب, فاقول له ان تجار الوسكي واحد في الشمال والجنوب, وتجار المخدرات ايضا يديرها نفس الاشخاص من الشمال والجنوب.
وفي كل هذه الضروف الصعبة وعلى غفلة كما عودتنا دائما, تظهر الخفافيش التي تطير بخطوط عوجاء غير مستقيمة, وتقتات على اضعف المخلوقات وهي الحشرات لانها سهلة, ولا تكلف نفسها حتى ببناء اعشاش لها بل تسكن شقوقا وجحورا يصنعها لهم غيرهم, كما تتحرك في ظلمة الليل وتخاف وضوح النهار وحيرت البعض عن اصلها هل هي طيور ام جرذان تحاول الطيران. كما تظهر كثيرا عندما يزداد الهجوم على اسيادهم.
اما نسور الرافدين فمنذ نعومة مخالبهم استهدفو وسقطوا شهداء من اجل قضية حملوها, واستشهد اخرون عندما فرشوا اجنحتهم ليحلقوا, واستشهد البعض منهم اثناء تحليقهم في السماء ولا زالوا مستهدفين من اعداء هذه الامة لانهم يطيرون بخطوط مستقيمة وواضحة وفي وضوح النهار, فهم حملوا قضية هذه الامة المظلومة عاليا ليراها الجميع, وكانوا ومنذ البدأ اسياد انفسهم فلم يكن لهم سيد غير شعبهم الذي يؤمنون انه الوحيد الذي يعطي الشرعية للتمثيل, فهم الذين جديرين بحراسة قضيتهم بكل امانة, وهم وبعيون النسور يرون تحركات اعدائنا ويقفون ضده بدون ان يهابوا الموت او ان يقبلوا شراء ذممهم بمال ملطخ بدماء شهدائنا .
وبعد هذا كله تظهر الخفافيش التي لن تعرف الخجل, لتنتقص من النسور من بعيد, لان بعض النسور ممكن ان تكون قد جرحت اسيادهم, فقبل ان تقطع ارزاقهم خرجو ليقلدوا النسور ويتهموا الاخرين بغير حق, وليوهموا الشعب بانهم هم ايضا موجودين في الساحة, وكانما شعبنا غبي لا يعرفهم ولا يعرف تاريخ مسيرتهم, والانكى من ذلك انهم يطالبون النسور بالحوار واشراكهم بكل شيء لا بل يشترطون على النسور ان لا يكونوا نسورا بل ان ينزلوا الى مستوى الخفافيش ليوحدوا الجهود.
هنا نقف عند نقطة واحدة وهي ماذا يحتاج شعبنا اليوم؟ هل ان شعبنا بحاجة لخفافيش ام لنسور اقوياء لهم قرار مستقل؟
اني واثق ان شعبنا قد اختار في مناسبات عديدة ماذا يريد وعبر عن ارادته بكل المحافل والمحطات السياسية والقومية وعلى مر السنوات المنصرمة, فشعبنا اختار نسور الرافدين واعطوا الشرعية لهم لسبب واحد فقط انهم لايرضخون لاي ضغط ويدافعون عن قضية شعبنا بدمائهم الزكية وبكل جرأة , كما يضحي شعبنا بدمائه في كل انحاء العراق للابقاء على وجودنا.
واقول للخفافيش, اذا كنتم لم تفهموا رسائل امتكم وقرارهم بما يريدون كل هذه السنين فهناك سببين اما انكم اخترتم طريق لا تستطيعون العودة, اي طريق الارتباط باعداء شعبنا وتحالف المؤبد والرجوع عنه فيه خطورة على وجودكم وارزاقكم, او انه غباء سياسي والسباحة في اوهام ليس لها علاقة بواقع شعبنا, وكلا الحالتين لي نصيحة لكم..
اذا كنتم قد تحالفتم حلف مؤبد مع من يدوس على اعناق هذا الشعب, وتظنون انه يحمي وجودكم او ارزاقكم فانتم قد قضيتم على انفسكم, لان التاريخ اثبت وبجدارة ان الذين تتصورون يحمونكم سيبيعونكم في اقرب مزاد وبارخص ثمن, كما انكم خسرتم شعبكم وليس هناك بيت تلجؤون اليه سوى الشقوق والجحور, واذا كانت رسائل امتكم اليوم بالانتخابات والحوار فلن نعرف غضب شعبنا اين سينتهي, وخصوصا ان اسيادكم مستمرين باهانة هذا الشعب العريق وبسرقة اراضيه وتاريخه ويهدد وجوده كل يوم, والعراق كل يعرف هذا, ولا تطالبني بدليل اذا لديك شبكة الانترنت, ففيها تجد كل الدلائل ومن عامة الشعب ومن كل الطوائف والقوميات, فرائحة عفن اسيادكم هاجت وليس باستطاعة احد اخفائها بعد.
اما اذا كنتم ممن لا يفهم ما يحدث حوله, او مغرر بكم, فاقول لكم ان هناك نقاط وضعها شعبنا وليس هناك امكانية الرجوع عنها وهي:
*ان تنكروا اعداء هذا الشعب كائن من كان وان تفضحوا جرائمهم وتجاوزاتهم علنا.
* الاستقرار بقراركم وعدم الانجرار وراء الاقوياء لضمان اللقمة السهلة.
*طلب اعتذار لشعبنا على كل تجاوز حصل من قبلكم على الاشخاص الذين اختارهم شعبكم ليكون ممثلين له في المحافل المختلفة, اي احترام قرار الشعب.
*ان تعملوا في وضح النهار وتحلقون كالنسور لتكونوا جديرين بان تحاوروا وتشاركوا النسور في العمل وخدمة شعبكم وليس خدمة جيوبكم.
*ان تتعهدو لشعبنا بالدفاع عن كل حق اغتصب وبكل شيء تملكون, حتى دمكم يرخص في سبيل حقوقنا كما تسال دماء شعبنا كل يوم وبدون حق, وليس فقط كفاح الاقلام والمقالات والمؤتمرات.
نقولها بكل صوتنا لشعبنا(الكلداني السرياني الاشوري) الابي, احسنتم اختياركم لنسور الرافدين فهم اليوم لايسترخصون شيئا في سبيل الدفاع عن حقنا الشرعي في البقاء على ارضنا وفي وطننا وفي تمثيل قظيتنا بدون وكلاء. نقولها لشهدائنا الابرار الذين سقطوا في كل مكان من العراق, ان دمائكم الزكية لن تذهب سدى, وانكم الشموع التي ستنير درب اجيالنا القادمة, وكل قطرة دم سالت ستكون شهادة انتمائنا لبلاد الرافدين ووصمة عار على كل معادي لهذا الشعب الابي وذيولهم الخائبة, ونقولها ايضا ولدنا نسورا وسنموت نسورا في سبيل هذه الارض وهذا الشعب.
المجد والخلود لشهدائنا الابرار.... ويحيى ويعيش شعبنا الابي على ارض اجداده
 |
|||
 |
 |
 |
|
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
|||
 |
 |
||
 |
|||