تحية حب .. لسفيرة قضيتنا .. بهرا الغراء ..

 

                                                  بدران امرايا

               بهرا مفردة سريانية مشتقة من بهرتا وتعني ( الضياء – النور المشع - الوهج ) جريدة سياسية ثقافية عامة صدرت دورية ثم شهرية حتى ظلت تطل علينا صباح كل احد من الأسبوع .فهي لسان حال الحركة الديمقراطية الآشورية  ( زوعا ) صدر العدد الأول في 26- حزيران  1982 وبحجم ( A4 ) وبحلة بسيطة وإمكانات محدودة وبشكل سري للغاية حتى عمدت نفسها بدم الشهيد الخالد  يوبرت شليمون  ( شهيد بهرا )الذي كمش وهو يحمل عددا منها لتكون شاهدة كافية ودامغة لإدانته لتعتلي به  حبل المشنقة حتى الموت في 5 شباط 1985 وبعد سلسلة طويلة عريضة من العذابات النفسية والجسدية .حيث كانت تخفي وكأنها تعويذة هنا وهناك لدى تداولها ونشرها لسطوة النظام ألصدامي  المقبور ، وبعد إعلان الكفاح المسلح للحركة والتحاق الرفاق بالمناطق المحررة في الشمال ,ولدى إيصال أول مطبعة لمقر الحركة  تجمهر الرفاق الميامين حولها وبدؤوا يطبلون ويزمرون مشكلين دبكة فلكلورية حولها وكأنها عروس تزف لعريسها لشدة سعادتهم بهذه الخطوة اللافتة في مسيرتهم الكفاحية ، صدرت بلغتين (السريانية والعربية ) السريانية لأنها لغة شعبنا الكلدوآشوري إحدى أقدم اللغات السامية في المنطقة فضلا عن إنها لغة السيد المسيح جل شانه ويفاءا بالتزامها بالخط القومي لنهج الحركة في إحياء امجاد اللغة السريانية .وطلتها  بلغة الضاد لأنها لغة غالبية الشعب العراقي والعالم العربي ولإيصال أهداف ومبادئ حركتنا القومية والوطنية والإنسانية  إلى اكبر مساحة ممكنة من القراء لكسب وحشد الرأي لمناصرة قضية شعبنا العادلة. وظلت تصدر وبصورة متذبذبة نتيجة ما رافق مسيرتها من الصعوبات خلال تلك المرحلة العصيبة خلال فترة الكفاح المسلح. وبعد انتفاضة آذار عام 1991 وبنزول الرفاق إلى الداخل والتحامهم بالتنظيمات الداخلية وعامة جماهير شعبنا  لبست بهرا حلتها الجديدة بتشكيل هيئة مختصة لإصدارها منطلقة من اربيل بحجم اكبر ومانشيتات بنفسجية للصفحة الأولى  والأخيرة  وإصدار منظم نهاية كل شهر ووفق أسلوب إعلامي ملتزم بالقوانين والأنظمة ومجاز حكوميا وبهيئة كاملة معلنة  من صاحب الامتياز - رئيس تحرير - سكرتير تحرير - مدير التحرير -  وغيرهم وبـثمان صفحات وانشقت عنها الطبعة السريانية بحلة وتسلسل خاص وعلى خط متوازي في الطلة والصدور مع الطبعة العربية ولتجد لها موقعا على الشبكة العنكبوتية  العالمية( الانترنيت ) وبعد حلول ذكرى تأسيسها اللاحقة حتى تحلت بحلة أكثر أناقة وعصرنة وذلك بصدورها بحجم الجرائد الاعتيادية وتستمر بالاستصدار بهذه الشاكلة الجميلة إلى أن يتحرر الوطن 2003  لتتحرر هي أيضا من حجمها المعتاد وألونها ومقرها في اربيل لتشد الرحال إلى مدينة المنصور بغداد السلام لتعاود الطلة على قرأها بحجم أوسع والزيادة في الصفحات وانعكس على الصفحتان الأولى والأخيرة ألوان القوس والقزح وبطاقم تحريري جديد ودائرة كتاب أكثر مساحة لتشمل أنامل على مستوى العراق ككل وتستقر بالشارع الربيعي بمنطقة الزيونة في احد اكبر أوكار النظام الدكتاتوري شهرة بالإعدامات وقطع الأطراف والآذان والألسن والاغتصاب وأعمال لا إنسانية أخرى لتحول هذا الوكر إلى صرح إعلامي وطني قومي أنساني شامخ تصدح منه إذاعة وفضائية آشور لتساهم في امحاء آثاره وتركته السلبية الثقلية من مخيلة الإنسان العراقي ليكون لها ولأقسامها مركزا خاصا تصدر منه  وزوايا ثابتة على صفحاتها من رسائل المحافظات الإخبارية والثقافية والإعلانات التجارية وبطاقات التهاني المختلفة وغيرها وتصل إلى قراءها في الداخل والخارج وبصورة منتظمة وبشبكة من المراسلين  لتغطية ما هو مستجد وطازج  وتجتاز إطارها  القومي لتصبح جريدة وطنية عراقية تتناول شؤون وشجون البلد إلى جانب الوقوف على أخبار شعبنا لتعبر عن آماله وآلامه وتدفع عن وجوده وتصد لمن يحاول المساس به بحيث غدت بهرا سفيرة شعبنا بصولاتها وجولاتها المكوكية خلال الأسبوع .استمدت قوة الانطلاقة والعزم من باكورة صحافتنا القومية الكلدوآشورية ( زهريرا  دبهرا ) أشعة النور التي صدرت في أورميا بإيران  سنة 1849 ولتكون سليلتها الشرعية . لبهرا تأثير كبير في توسيع الآفاق الفكرية القومية والوطنية والإنسانية لشعبنا وأججت فيهم روح المشاعر وبلورت شخصية قراءها لكونها خاطبت جميع الشرائح الاجتماعية مكبرة فيهم جوهر الوطن وغلاوته ومجسدة بشعبنا الوحدة القومية بدراساتها وتحاليلها الواقعية والمنطقية و بعيدة  كل البعد عن روح المزايدة والإيثار كشفت النقاب عن النوايا السيئة  لمن يضع واوات العطف بين تسميات الكلدو آشوري السرياني وفضحت محاولات البعض ممن ارتضوا لنفسهم الرذيلة والارتزاق على مسميات شعبنا الواحد احتضنت المقالات والنتاجات الأدبية المختلفة دون أن تلفت لاتجاهات كتابهم السياسية والقومية والطائفية أو الدينية وضلت جسرا ممتدا بين شعبنا في الداخل والخارج  وأغنت المكتبة الوطنية برفوفها وموقعها الالكترونية بمجلدات  سريانية وعربية.ولشدة تعلق شعبنا بجريدته العزيزة بهرا التي أبهرت العقول والأفكار بنافذتها الواسعة المشعة أطلق شعبنا اسمها البهي على المواليد الجدد من الإناث  تيمنا بغلاوتها ومعزتها الكبيرتين .. وبمناسبة إطفاءها الشمعة الثامنة والعشرون لانطلاقتها المباركة اهنىء جميع القائمين عليها والكتاب الذين يرفدونها بنتاجاتهم القيمة دون كلل وملل و للأنامل التي وضعت فيها الحجر الأساس أيام الصعاب والمحن ( الجبال والوهاد والسهول والثلوج والجوع وقسوة الظروف )  ولقرائها الأحبة حيثما كانوا. والذين حملوها في حقيبة زادهم البسيط ( رفاق زوعا ) الميامين وهم يصولون ويجولون  ساحات الكفاح المسلح لإيصالها لأبناء شعبنا آنذاك مسترخصين الغالي والنفيس لأجل هذه القضية النبيلة وتسجيل حضورها اللائق في المعادلة السياسية العراقية والإقليمية والدولية.... آملين أن تطل علينا مع إطلالة بزوغ نور كل فجر جديد .. لتتيمن بمعنى اسمها البهي . والسلام ..

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links