عودة الرها . . في أمسية الرها عروس الوطن

زوعا - كميل شمعون
بعد غياب طويل عن جمهور طالما أحبها . . وواكب أعمالها، ها هي الرها تنبعث
من الرماد كطائر الفينيق لتحلق عالياً من جديد في سماء القامشلي والوطن . .
ترفرف حنينا لمدرجات بصرى . . وأعمدة تدمر . . وواحات أدلب الخضراء .
الرها. . التي صنعت مع المؤسسات السريانية الأخرى ربيع نصيبين
الجديدة على مدار سنوات ، من خلال الأنشطة الثقافية والفنية التي أحيت إرث
وتراث سرياني ، واستنهضت هوية ثقافية .
شهدت القامشلي على مدارها ، وبتوجيهات من نيافة مطران الجزيرة
والفرات للسريان الأرثوذكس مار اسطاثيوس متى روهم ، نهضة ثقافية سريانية
حقيقية , كرست القامشلي كعاصمة متقدمة جديدة للثقافة السريانية ، وكانت
الرها وها قد عادت ، الواجهة المزدهرة لهذه العاصمة الثقافية .
.JPG)
ففي أمسية الرها عروس الوطن ، التي أقيمت في صالة مار كبرئيل
بالقامشلي ، مساء الأحد 22 / 8 / 2010 تحت رعاية نيافة راعي أبرشية
الجزيرة والفرات ، شارك فيها نخبة من فنانينا الكلدوآشوريين السريان ، عزيز
صليبا ، سينا ماروكي ، نعمان قس ألياس ، أدوار ألياس ، ديلمون غريبو . .
وغيرهم ، برفقة كورال يقوده الفنان جوزيف صومي ، حيث تنوعت الأغاني بين
سريانية ومردلية وأرمنية وتركية وعراقية .
عرس سرياني ، حاول القائمين الجدد على الرها ، تجسيد التنوع
المكون للمشهد الثقافي في إطارها ، وتوجيه رسالة من بين سطورها مفادها وكما
وردنا من مشرف لجنة الرها الفنية الأستاذ عيسى رشيد : الرسالة هي الرها . .
فرقة الرها الفنية ، عنوان لتاريخ عريق موغل في القدم ، قدم الإنسان في هذا
الوطن وطن المحبة . فنحن أبناء حضارة متجذرة في هذه الأرض منذ آلاف السنين
، ها هي أوغاريت إحدى أخوات الرها تهدي البشرية عقد من المرجان ، مرصع
بالألفا بيتا الأبجدية الأولى لتجوب البحار والمحيطات مبشرة العالم بيوم
جديد ، وفي الجانب الآخر جلجامش هائم على وجهه بين الجبال والبراري يبحث عن
سر الخلود ، وحمورابي جالس فوق مقعده الخشبي أمام نافذة تطل على نهر دجلة
يدون ويشرع القوانين ، فهذه الأرض وبفسيفسائها الثقافية ، كانت وما تزال
حبلى بالعطاءات في جميع ميادين الحياة .
.JPG)
وتخلل هذه الأمسية الفنية تكريم ثلاثة مبدعين من أبناء شعبنا
لهم مساهمات وبطولات على مستوى الوطن وخارجه ، سيدي يوسف / من القحطانية ،
حازت على المركز الأول في كرة الطاولة في العديد من البطولات على مستوى
سوريا ، وعلى المركز الثاني في الأردن على مستوى الوطن العربي، وعلى
المستوى الدولي لها مشاركة في قطر عام 2008 - أفرام عيسى افرام / حائز على
شهادة التحكيم وتدريب بناء الأجسام والقوة البدنية على مستوى سوريا ، له
اثنتا عشرة بطولة على مستوى سوريا وبطولتان دوليتان - شربل كريم / اشترك في
برنامج The Actor وتأهل فيه إلى مرحلة 15 وحاز على المركز الأول .
وبعد التكريم كانت كلمة راعي الاحتفال نيافة المطران مار
أسطاثيوس متى روهم ، الذي استهلها بـ : ها نحن مرة أخرى مع الرها . . اليوم
ربيع الرها . . اشعر نفسي اليوم في طور عبدين في حقول البلوط والرمان
واللوز . . أنه بستان الرها وفنها . . نحن شعب مثل سنابل القمح لا تموت بل
تثمر وتتجدد في الأرض . . الكثيرين قالوا الرها لن تعود قلنا الرها حبة قمح
مثمرة . . وها هي قد أثمرت . . جمعت حولنا فنانينا ومطربينا وغنوا معاً
كفرقة واحدة . . نحن وحدة متكاملة وسنبقى كذلك إلى الأبد .د
.JPG)
ونوه نيافته إلى المواهب الجديدة في الرها التي لها ثقل الذهب
، مؤكداً على إنها مواهب تستوجب الرعاية ، وإن ذهب الرها هذا ذهب ينير حوله
ويلمع ولا يعرف الصدأ . وأملّ أن تعود الرها لتحفظ إرث الآباء ، وتمثل هذا
الإرث خارج القامشلي ، في تدمر وبصرى وكل العالم فهي نور من الشرق .
وفي ختام كلمته شكر نيافته كادر الرها ومشرفها الأستاذ عيسى
رشيد ، مشيرا إلى إننا نعرفه ونعرف أعماله في رابطة نصيبين وغيرها من
المؤسسات ، ورأيناها اليوم مع الرها ، وتابع . . انتم تعطونا حياة جديدة
ونسمة حرية وحياة للكنيسة وإن كانت فعالية اليوم ليست عملا جديداً ، بل
استمرار للجلسات التراثية التي كانت تقيمها الرها ولكن بدون ( مأكولات
شعبية ومشروبات روحية ) كم جرت العادة ، فقد كانت أمسية الرها الغنائية هذه
حدثاً بحد ذاته ، واختباراً ناجحاً بكل المقاييس ، أعطى لجنة الرها جرعة
منشطة للاستمرار في إعادة البناء ، ولكن تبقى في صدد اختبارين مهمين
يواجهانها في الفولكلور والمسرح ، لا بد من اجتيازهما للخروج من النفق ، في
ظل واقع أمسى واضحاً بكل تداعياته مع انسحاب جل العناصر الفاعلة التي كانت
تشكل العمود الفقري في الرها . . التي طالما تغنوا باسمها تحت عناوين مثل (
الرها استمرار لتاريخ شعب ) أو الرها مؤسسة وليست لجنة .
ونحن نتساءل : هل أنقطع تاريخ هذا الشعب فجأة وأضحى غير متصالح
مع ذاته ، وأين نحن من العمل المؤسساتي في ظل ما جرى ، ولماذا . . وكيف
باتت تلك الرها . . خارج الرها .
.JPG)
|