نص الكلمة التي ارتجلها السيد يونادم كنا السكرتير العام للحركة الديمقراطية الاشورية

في الأول من نيسان بمناسبة احتفال شعبنا بعيد أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية الجديدة 6759 :

 

زوعا- دهوك

              أبناء شعبنا العظيم.. المحتفلون بعيد أكيتو.. السلام عليكم

فرحنا كبير هذا اليوم، وتقديرنا واحترامنا كبير لعشرات الآلاف من أبناء شعبنا من الوطن وبلاد المهجر.. من الجبل والسهل.. كلكم احتفلتم معنا.. ونحن ممتنون لكم لهذه المشاركة، وأقدم هذا الامتنان باسمي وباسم الرفاق في قيادة الحركة ونحن نرحب بكم من بروار الى البصرة، من بلاد الغربة ومن كل المناطق والقرى والمدن دون فرق بين أبناء شعبنا الكلداني السرياني الآشوري في هذه المسيرة النيسانية.

بداية أقول أكيتو مبارك لجميعكم.. سنة 6759 مباركة.. ونحن نحتفل في وطن الآباء والأجداد نقدم تهانينا الحارة لكم ولكل أبناء شعبنا الذين لم يستطيعوا المشاركة في هذه المسيرة لأسباب مختلفة في بغداد أو في المناطق الأخرى، وأيضا في بلاد المهجر، ونعرب عن تقديرنا العالي واحترامنا الكبير لممثلي مؤسساتنا القومية القادمون من الولايات المتحدة الأميركية وكل ممثلي مؤسساتنا القومية الأخرى، وشكرنا وتقديرنا العالي للجنة المشرفة في تنظيم هذا الحفل الكبير، شكرنا الكبير للفنانين والمطربين الذين يشاركون شعبنا في هذا الاحتفال المهيب. وفي هذه المناسبة نقدم باسم قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية التهاني في الذكرى الثلاثين لتأسيس الحركة (زوعا) وأن يكون يوما مباركا وأملنا كبير بالتواصل في هكذا مناسبات وأفراح وأن يكون النجاح والتقدم حليفنا دوما.. والى الأمام من أجل حرية شعبنا ونيل حقوقه والمحافظة على وجودنا في وطن أجدادنا. مبارك ولادة زوعا عليكم في عامه الثلاثين.. وعلى كل مشاهدي فضائية آشور في الوطن وفي العالم. أحب أن أذكر لحضراتكم اليوم أن مشروع إقرار الأول من نيسان ليكون يوما وطنيا جاهز، إلا أن الظروف التي تحيط بالبرلمان أخرته بعض الشيء وسيتم إقرار هذا اليوم كيوم وطني في الأسابيع القادمة ليكون أكيتو رأس السنة البابلية الآشورية يوما وطنيا وعطلة رسمية لكل أبناء شعبنا، يوما قوميا يجمعنا دائما في الأول من نيسان. واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أقول بعض الكلمات: نحن في الحركة الديمقراطية الآشورية وبمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها، آمنا ونؤمن بأننا شعب واحد كلداني سرياني آشوري، هذا هو بيتنا وهو وطننا ونحن ملح أرض بيت نهرين، آمنا وعملنا وحملنا السلاح والقلم من أجل الوصول إلى هذا الإحساس القومي الذي نراه اليوم بوجود الآلاف من أبناء شعبنا واقفون يدا بيد بقلب واحد دون اختلاف من أي مكان أو كنيسة، مرتبطون ببعضنا البعض من اجل حقوق امتنا . مرت ثلاثون عاما ونحن مؤمنون منذ يوم 12 نيسان اليوم الأول للتأسيس أن لهذا الشعب حقوقا وأن هذا البلد هو وطنه، ولهذا الهدف النبيل قدمنا التضحيات وسرنا بهذا الطريق إلى الأمام بقدراتنا المختارة وكان إيماننا قويا وثريا لكي تستطيع حركتنا أن تضمن حقوق شعبنا وأمتنا سواء في الإقليم منذ العام 1992 أو في قوانين العراق من خلال التشريعات الدستورية وخاصة عبر الحرية السياسية الحالية ومن خلال حماية وجودنا وثقافتنا وتراثنا القومي، وتوضح ذلك في مشروع التعليم السرياني بشكل خاص، وهو من نتائج المنجزات إنه تاج على رأس كل أبناء شعبنا، وقد جاء نتيجة لتضحيات شهداء الحركة والأمة.

نحن اليوم في مرحلة سياسية انتقالية في البلاد، وقد مررنا بالكثير من الصعاب لكننا انتهينا من الدكتاتورية وإن كانت هنالك بضعة أماكن لوجودها وهي صغيرة لن تبقى وسوف تزول إن لم يكن اليوم فغدا، في كل أنحاء الوطن لنا حقوقنا ولنا مطالب أخرى كما ولنا إرادة حرة ونحن ناذرون أرواحنا من أجل نيل حقوقنا وضمان وجودنا في أرض الوطن. وفي مرحلة مؤمنون فيها بأن ما قدمناه من مطالب ستتحقق دستوريا وقانونيا، لنا أمل أن المستقبل القريب سيشهد تتحقق كل ما آمنا به. في الموضوعات التي وصلنا اليها في دستور العراق.. نعم.. من حقوق ثقافية وقومية ودينية وسياسية، وكما قلت قبل قليل عندما كنا نحتفل في الكليات بيوم أكيتو كانوا يلقون القبض علينا ويتهموننا (بالشيوعية) أو يتهموننا باتهامات أخرى. واليوم أمتنا كلها تحتفل بهذا اليوم وفي كافة مناطق الوطن بحرية. وليس هذا وحسب، إنما سيتم قريبا إقرار اللغة السريانية كلغة رابعة رسمية إلى جانب اللغات الوطنية الأخرى العربية والكوردية والتركمانية، وهي أيضا خطوة ومنجز عملنا عليه ولم يبقى سوى التصويت عليه في الفترة المقبلة لتكون اللغة الأم السريانية لغة رسمية وطنية. وبالتأكيد فإن لنا فخر واعتزاز كبيرين حيث أنهى طلابنا وشبابنا اليوم دراستهم في مدارس نصيبين وغيرها من المدارس السريانية في الوطن، لا بل وتخرجوا في الجامعة وتم فتح قسم للغة السريانية في كلية اللغات بجامعة بغداد لينال أبناء شعبنا شهادة جامعية بلغتهم الأم السريانية ونحن سائرون بخطوات حثيثة من أجل فتح باب للدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) في اللغة السريانية، ومن جهة أخرى أود أن أقول أن نهج حركتا الوطني الذي نؤمن به كما يؤمن به أخواننا الآخرين من العرب والكورد والتركمان هو إيماننا بأننا شركاء في الوطن ومشاركون فيه، وهذا قدرنا أن نعيش سوية كأربعة قوميات وأديان مختلفة.. وثقافات متنوعة، وهذا هو قدر أمتنا كي نحيا مع بعضنا البعض ونتعاون سوية بشكل إيجابي مع شركاؤنا في الوطن، ومنذ البداية كان هذا الواقع أحد أسس الحركة الديمقراطية الآشورية، وعملنا على هذا النهج لتكوين علاقات وطيدة مع كل القوى الوطنية وخاصة في المعارضة الوطنية ومنهم أيضا المعارضة الكوردستانية وغيرها من القوى المعارضة الأخرى الدينية والإسلامية، واستطعنا أن نخلق مسيرة جديدة للحركة القومية لشعبنا. واستطعنا يد بيد عبر الكفاح المسلح والنهج الخاص والمتنوع والتغيرات السياسية الحاصلة بدءا من مجلس الحكم والبرلمان الذي أسس في الإقليم عام 1992 وتشكيل برلمان العراق عام 2003 استطعنا تقوية العلاقات التي أصبحت طريقنا نحو تعزيز الأخوة مع القوميات الشريكة معنا في الوطن وأن نسير للأمام يدا بيد سوية. لنا الفخر والاعتزاز بهذا النهج السياسي للحركة الذي لم نندم عليه، وهو طريقنا، وإن كانت لنا مع بعض الجهات مصاعب فهي ليست صعوبات بين القوميات، المصاعب تمس الأحزاب السياسية بسبب بعض الأخطاء أو بسبب إشكالية الحقوق هنا وهناك.. سواءً كانت بشأن عدم مشاركتنا في الحكم أو الحكومة وإتباع سياسة التهميش والإقصاء بسبب إتباع سياسة المحاصصة المقيتة، حيث أن الإشكاليات في الحكم هي أكثر مما كانت في الأيام السابقة ولا نستطيع قبول ذلك، وإن كان هناك قطعة أرض مأخوذة لن نسكت عليها ويجب أن تعاد لأصحابها، والقضية ليست إشكالية بين أمة وأخرى أو بين عقيدة وعقيدة أخرى، إنما هي حقوق قانونية لإنسان.. والواجب إعادتها لأصحابها الشرعيين. نحن بناة العلاقات الطيبة مع القوميات الأخرى ومع القوى السياسية الديمقراطية في الوطن، وخاصة مع القوى الكوردستانية في الوطن الذين هم أقرب إلينا من الآخرين وكانوا معنا في نفس النهج.. لكن لا نستطيع السكوت على بعض الأخطاء التي ترتكب تجاه أمتنا، أو بعض النقص الذي يصيب حقوق أمتنا ومستقبلنا في الوطن.. وبحقوق أراضي شعبنا أو المساس بكرامة أمتنا أو احترام الإرادة الحرة لأمتنا، ويحاول البعض بين الحين والآخر أن يشوه حقيقة العلاقات بين الحركة والآخرين.. ونحن نذرنا أنفسنا من أجل حقوق شعبنا، وإن حصل أي إشكال في الحقوق.. لن يكون لنا سلام مع أية جهة كانت، وخير مثال على هذه المواقف ذهابنا الى المحكمة الفدرالية من خلال دعوى ضد رئيس البرلمان، ولم يكن لدينا مشكلة شخصية معه.. لكن عندما تم خرق القانون ووضعت المفوضية العليا للانتخابات مكاننا وتمثيلنا جانبا أجبرنا على الوقوف قانونيا ضد رئيس البرلمان، ونشعر بالأسى عندما نقول: ليس فقط المفوضية إنما حتى المحكمة الفدرالية نفسها والقضاء عموما.. هو تحت سلطة وتأثير ضغوطات القوى السياسية، كل شيء مسيس ومحزب، وقد تمكنا مع كسب القضية وحصلنا على حكم لصالحنا بشأن تمثيل شعبنا في المفوضية بعد 19 شهرا من رفع الدعوى، وتم الاعتراف بأحقية أن تكون لأمتنا مكان في المفوضية العليا للانتخابات، ولم تكن القضية كما قلنا شخصية، إنما هو حق من حقوق امتنا.. وهكذا سنذهب إلى أبعد مكان وأبعد شبر لننال حقوقنا في الأراضي المتجاوز عليها.

هنا سأتوقف قليلا عند نهجنا القومي.. فمنذ اليوم الأول لتأسيس حركتنا نؤمن أن أمتنا لا يمكن ان يكون لها حزبا واحدا، أو مؤسسة واحدة، ونرى اليوم أمتنا موزعة على العديد من القوى والفعاليات، وبالتأكيد فإن لكل أمة آراء متنوعة ـ يمينية ويسارية، ديمقراطية معتدلة وطنية أو قومية، هذا الشيء حق علينا أن نقبله، ونحن منذ تأسيس الحركة لم نقل إننا نحن فحسب، إنما لدينا شرطا نضعه أمام الكل.. كل جهة أو مؤسسة أو حزب نقيم معه علاقة، عليه أن يكون له قراره الحر المستقل، ويحترم إرادة شعبنا.. وليس لدينا أية إشكالية شخصية.. وليس لدينا نية أن نكون وحدنا، وكلنا مع بعضنا، إنما الأساس المهم أن تنبع تلك المؤسسة من الرحم الأصيل للأمة، تولد وتخلق من الأمة ذاتها، من فكر الأمة، ونحن نحترم الفكر والسياسي النابع منها، لكن من يعمل آنيا وليس لديه أسس ويمد يديه داخل الأمة وأستطيع تشبيهه بالموديلات الفصلية والآنية، وليس عن إيمان.. إنما كل يوم موديل، اليوم موديل وغدا آخر.. هذا أمر لا نستطيع قبوله.

في المؤتمر الأخير للحركة عملنا على تقوية العمل المشترك وسنسير للأمام بشأن العمل المشترك، وبمكاسب أمتنا، لا أن ندع الآخرين يرسمون لنا طريقنا، نحن من نرسم طريقنا بأنفسنا، وتحت خيمة مكاسب شعبنا، ولن يوقفنا شيء، ونحن مع العمل المشترك 100 بالمئة، ويدا بيد حتى لو كان لدينا رغيف خبز واحد نشاركه مع الآخرين، ولا نريد دولارات أو أموال، أو أشياء أخرى.

في الأيام الأخيرة كان هنالك من المواقف التي لا يمكن أن نسميها المواقف الوطنية، والتي وصلت، وأقول ذلك مع الأسف.. إلى الحد الذي أصبح فيه كل شيء مسيس وحزبي، وهو أمر مستشري على كافة الأصعدة. إن من الطبيعي أن تكون الكابينة الوزارية حزبية، لكن  ليس من الطبيعي أن تكون الإدارة والوزارة والمكتب حزبيا ومسيسا، نحن في بلدنا وصلنا للأسف إلى هذا الحد.. إننا في مرحلة سيئة جدا وهي غير مقبولة.. ونحن ماضون بطريقنا بكل قوتنا في البرلمان للوقوف ضد كل هذا، وإعادة الشفافية في التعامل لأن ما يحدث حايا لن نقبله ولم نقبله من قبل، ولن نستطيع قبوله يوما، إن كان ذلك في مفوضية الانتخابات او مفوضيات المدن والمناطق، وأعطيكم مثالا: ففي زمبابوي مثلا ظهرت نتائج الانتخابات بعد ستة أيام فقط من إجرائها، أما عندنا هنا في البلد فقد مضت 60 يوما منذ انتهاء الانتخابات ولم تُعرف لحد اليوم نتائج الطعون والشكاوى، ومن هو الصحيح ومن هو المخطيء.. وكل ذلك بسبب أخطاء فادحة.. وأقول إن ما حصل في الانتخابات الاخيرة لم يكن نتيجة الإرادة الحرة للناخب، ولم تكن النتائج حقيقية لوجود خروقات قانونية.

البعض يبتز شعبنا برغيف الخبز: إما أن تكون معي، أو لا تكون.. لأعطيك رغيف الخبز.

إن واجبنا أن نكون المضحين من أجل حقوق شعبنا وحريته وكرامته.. لا أن نحطم روح الإرادة الحرة لشعبنا، لا يجب علينا أن نعلم شعبنا الاستجداء وانتظار فتات الموائد هنا وهناك.. نحن أبناء هذا الوطن ولنا حقوقنا جنبا إلى جنب مع بقية مكونات هذا الشعب، أما سيساة الإقصاء فهي مرفوضة من قبلنا.

ولأجل هذا أقول أن مستقبلنا أمامنا.. ولدينا آمال كبيرة في الانتخابات القادمة.. انتخابات الأقضية والنواحي والبرلمان.

نريد من شعبنا أن يعرف كيف يختار ومن يختار.. يختار من يناضل من أجل حريته وكرامته وليس لمن يرفعه ويزله ويربطه برغيف الخبز.

ختاما: أذكر وأقول.. وأشدد حسب رأينا كحركة.. على النسبة في عملية المشاركة.. إذا لا يتوقف الأمر فقط على المؤسسة أو اللجان الخيرية مع حبنا وتقديرنا لدورها المهم والكبير في تحمل مسؤولياتها وسط الحاجة الماسة التي يمر فيه وطننا.. وهو شيء ضروري، إنما لا يكون ذلك على حساب العمل القومي.. فالعمل القومي والذي تحاول تلك اللجان الخيرية القيام به.. يرافقه قيامها باستغلال كل ذلك من أجل غاية ليست ضمن وتحت مسمياتها الخيرية.. ونحن لن نقبل أن يجعلوا من شعبنا شعبا فقيرا يمد الأيادي للاستجداء.. وأن يكون تحت رحمة الآخرين وأجنحته، هذه لن نقبلها لا من اللجان الخيرية ولا من أية جهات أخرى.

العمل القومي نضال من أجل القضية والحقيقة، والاستعداد للتضحية كما اكدت الحركة عليه وسارت فيه طيلة 30 عاما، وكذلك الارتباط بمكاسب شعبنا، والإرادة الحرة لشعبنا وقراره المستقل.

وأقولها اليوم للجميع: إن عمود بنيان الأمة لا يتقوى أو يتم تقويته، ولن يصبح متينا ولا يمكن تمتينه وترقيعه، إلا عندما يقوم على الإيمان بأبناء أمتنا، الأقوياء الأبطال، بالإيمان وبالتضحية، والأمة لا تتربى على فتات موائد السلاطين، وأمتنا وشعبنا لن يتربى على هذه الفضلات.

وإيماننا بأن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري، هو ملح هذه الأرض، أرض الرافدين بين نهرين.. أرض الآباء والأجداد، ونحن أبناء أصلاء لآشور وبابل.. أبطال نذرنا أنفسنا من أجل أمتنا، ولن نقبل أن نكون أجرّاء في أرضينا وبلا كرامة في بيتنا.. لن نقبل بذلك.

وشعبنا الحبيب شعر ويستطيع أن يميز بين الحنطة والزوان.. وبين الصالحين والمزورين، وأملنا كبير بأن الرقص على آلام وجروح المجروحين، من أبناء شعبنا سينتهي قريبا.. ومعه الخلاص من الإرهاب في الوطن وعودة النازحين والمشردين إلى بيوتهم ومناطقهم وأعمالهم بعد أن يستتب الأمن والسلام والقانون في البلاد.

وأبطال شعبنا لم ولن يقبلوا ولن يرضوا بالعبودية والظلم، ولن يتوقفوا عن العمل على الحفاظ على وجودنا وتراثنا والحفاظ على القرار المستقل الحر، وحقوقه على أراضيه وقراه وحصولنا على حقوقنا المشروعة على أرض آبائنا.

 

مبارك أكيتو عليكم.. ومبارك ميلاد الحركة عليكم.. وشكرا لكم.

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links