الفنان
السرياني السوري إسكندر عزيز يلتقي أبناء شعبنا في القامشلي ويستعرض
معهم فيلمه السينمائي الجديد دربو دحوبو . . طريق الحب
.JPG)
كميل شمعون
- القامشلي
في
الساعة السادسة من مساء 25 تشرين الثاني 2007 ، كانت أخوية مار كبرئيل في
القامشلي مكتظة بأبناء شعبنا ، وكانت علامات اللهفة والحنين للقاءٍ ما
بادية على الوجوه بوضوح ، كيف لا والضيف هذه المرة ( إن جاز إن نسميه ضيفاً
) هو من أهل البيت وبأمتياز ، هو إبن القامشلي الذي غادرها منذ أربعين
عاماً إلى العاصمة السورية دمشق . . وفي عاصمة الأمويين تمكن هذا الشاب
السرياني الموهوب من السير قدما ، وبخطوات ثابتة في طريق الفن حتى غدا
وخلال سنوات قليلة من نجوم المسرح والتلفزيون في سوريا .
وبخطوات هادئة دخل الفنان إسكندرعزيز صالة مار كبرئيل ، وعيناه
تجولان بين الحضور فالكل أهله ، فذاك صديق لم يره منذ أربعين عاماً ، وذالك
ابن عم ، وذاك جاره أو إبن حارته ، وذاك يُشبهّه فربما يكون رفيق طفولة ،
وذاك هو صديق مقرب ، أو زميل ، يبادر الجميع بتحية حب وحنين وشوق ترسمه
ملامحه ، بدا حزيناً لفراق طال ، وسعيداً للقاء قد تم .
جلس في المكان المخصص له ولكنه بقي يلتفت بين الحين والآخر يحي
بالسريانية كل من تلتقيه ناظريه . . شلومعليخو . . شلومعلوخ . . شلومعلاخ .
. كانت لحظات لم يشهدها منذ اربعة عقود .
وعلى المنصة حيث أخذ مكانه إلى جانب المحامي سهيل دنحو رئيس
الأسرة الجامعية الذي تولى إدارة حوار طويل معه ، ومعه ومع الحضور ، تناول
كافة مفاصل حياة الفنان إسكندر عزيز من الطفولة وفنها في شوارع القامشلي
وأزقتها . الذي قال عنها الفنان انه مثل قبل أن يعرف التمثيل . حيث كانت
البداية في نهاية الأربعينات ( تعرفت على التمثيل حول منقل النار الذي كان
الوسيلة الوحيدة للترفيه حينها . وكانت حكايات أبي حوله تبقى في ذهني ،
وكنت أتقمص شخصيات أبطالها في الخلوة . فكل إنسان بالفطرة هو ممثل ) وأعتلى
المسرح لأول مرة سنة 1949 في مدارس السريان ( تمثيلية الجيش السوري في
الميدان ) ، ، الى مرحلة الشباب مع الفنان الكبير والنادر كما وصفه سليم
حانا مسرحية ( يسرى والقلوب ) كانت تتناول مجازر المهداوي في العراق . وفي
فترة الوحدة مع مصر مثل ( ثمن الحرية ) ، ومرحلة العطاء الفني في القامشلي
مع فرقة أصدقاء المركز الثقافي قدم فيها مسرحيات (الثار الموروث ، الشهداء
، عنترة ، اريد هذا الرجل ، أرض الميعاد ، البيت الحديث ، لولا المحامي ن
الضياع ، البعث الجديد ، وحفلة زفاف).
كانت تلك مراحل حياة عزيز وعطائه في القامشلي ، وكان مدير
الحوار والفنان يناقشان مع الجمهور والإعلام كل مرحلة أو أكثر على حدى ،
ومن ضمن هذه الحوارات كان لزهريرا وبهرا حصتهما حيث بادرناه بالسؤال : في
المراحل السابقة التي مررتم عليها ، كان لكم أعمال فنية كثيرة ، تناولت
بعضها أحداث وطنية نفتخر بها جميعاً ، ولكن الشخصية السريانية كانت غائبة ،
والحالة السريانية الآشورية بكل تجلياتها لم تكن حاضرة ، على عكس ما نشهده
الآن إن كان في مسرح الرها ، أو أعمال المخرج إسكندر شمعون والأستاذ عيسى
رشيد ، حيث يتم تشخيص هذه الحالة ؟
واجاب عزيز عن ذلك بإنه وفرقته كانوا مرتبطين بالمركز الثقافي
في القامشلي حينها وإسم الفرقة ( أصدقاء المركز الثقافي ) يدل على هذا
الأرتباط ، ولذلك كانت الأعمال الفنية التي نقدمها مرتبطة بنهج المركز
الثقافي ، وكانت تعبر عن الأحداث التي يمر بها الوطن والمواطن .
وبعدها في دمشق مع المسرح القومي قدم أول عمل له ( مسرحية
حفلة زواج ) وبد ذلك أبتدا مشواره الفني مع التلفزيون والسينما ، حيث شارك
في بطولة الكثير من المسلسلات السورية بلغ عددها 80 – 90 مسلسلاً ، وعدد
مسرحياته 57 مسرحية ، وفيلمان سينمائيان في سوريا ، ولكن الفيلم السينمائي
الأعظم له كما قال هو الفيلم السرياني العالمي ( دربو دحوبو . . طريق الحب
) ومما جاء على لسانه حول هذا الفيلم ( بدأت السينما العالمية ولادتها عام
1895على أيدي اخوين فرنسيين ، عرضوا صور متحركة في شارع شانزليزيه الباريسي
، ومنذ ذلك التاريخ بدأ كل العالم والشعوب بانجاز أفلام خاصة بهم ، إلا
السريان الذين كانوا الرواد في يوم من الأيام في الكتابة على الحجر والجلود
، وكان هذا يؤلمني ، إلى أن أيصل بي كل من الملفونو شمعوت قبلو والملفونو
نبيل عنيه ، وعرضوا علية فكرة الفيلم فوافقت فوراً ، ويعتبر دربو دحوبو أول
فيلم سينمائي سرياني بمقاييس السينما العالمية ، وانا أفتخر به ) .
وفيلم دربو دحوبو هو من إخراج : عزيز سعيد ، وتاليف : نبيل
عنيه ، وتدور أحداث الفيلم بين ألمانيا وطورعبدين ، حول عائلتين سريانيتين
كانتا تعيشان في طورعبدين ، ونمت الخلافات بينهما في الوطن ، وحملتهما موجة
الهجرة الى المانيا ولكن الى مكانين متباعدين ، وبقي الحقد دفيناً ، الى ان
ألتقى شاب وفتاة من العائلتين صدفة ونما بينهما حباً كبيراً ، فيقف أب
الفتاة في وجه هذا الحب عندما يعرف إنه أبن غريمه القديم ، ولكن الحب ينتصر
في النهاية ، ويكون طريق لعودة العلاقات والمحبة بين العائلتين ، وطريق
لأمل في العودة إلى الوطن فيما بعد .
بعد إنتهاء الحوار مع الفنان إسكندر عزيز ، تم تكريمه من قبل
أسرة مار أفرام السرياني الجامعية بدرع الأسرة ، وشهادة شكر وتقدير ، وقام
بمراسم التكريم كل من السادة : عبد الأحد خاجو نائب رئيس المجلس الملي
للسريان بالقامشلي ، جورج يوسف امين السر ، جوزيف ملكي مشرف الأسرة ، سهيل
دنحو رئيس الأسرة الجامعية التي أقامت هذا اللقاء التكريمي للفنان إسكندر
عزيز ، والتي تعيش موسماً ثقافياً هذه الأيام . .
.JPG)
 |