|
ابتسامات
حواء تطفي الجراح
ماجد الكعبي
إن الفضائيات في تزايد وازدياد , وان مقدمات البرامج
السياسية والثقافية والاجتماعية وغيرها أعداد وأعداد , ولكن الذي
يستوقفنا أن البعض منهن أو الكثير يظهرن بعبوس وبصورة آلية رتيبة , وكأنهن
حراس يؤدين حراسة ليلية ثقيلة , فالتجهم يسكن وجوههن , وإدارة الموضوع
يستقطب تذمرهن وكأنهن منقادات ومنساقات إلى سجن انفرادي , في حين نجد أن
بعض المذيعات ومقدمات البرامج , نجدهن واحة مفتوحة , للبشر والطلاقة
وروضا مفتوحا للأناقة والجاذبية , وسحر الصوت ومغناطيسية اللقاء , فنشعر با
نشداد قوي للتواصل معهن , لا نهم يبعثون أمواج الغبطة والأفراح والانشراح
, في النفوس المتعبة والمنهوكة والمقهورة , وإنني من المدمنين على رصد
الفضائيات وبرامجها , وان الذي يستهويني ويربطني إلى التواصل بجدية
وانبهار , هي زميلتنا الإعلامية المعروفة سوسن الزبيدي , فإنني أقولها
بتجرد بعيدا عن المجاملة والترضية , لان هذة المرأة الإنسانة تمتلك
مغناطيسية محببة واشعر بتجاذب نفسي وروحي إليها , لان وجهها مألوف لي ,
كتالفي مع وجوه الأطفال الأبرياء , وان ابتسامتها المستديمة على شفتيها
تضخ الارتياح والاستقرار في النفوس , وتحلق بها إلى أجواء الانسجام
والوئام , مع ملاحظتي الدقيقية بأنها تتفنن بمهارة وذكاء في أسلوب اللقاء
وطرح الأسئلة الجذابة الموحية , التي تحرك كل ما هو ساكن , وتقنع كل
إنسان يبحث عن أسئلة تثير إجابات طافحة بالموضوعية , وزاخرة بالفهم
والوضوح والإتقان ... ومن ملاحظاتي عنها انها لا تتصنع ولا تتخلق في كلامها
وفي طروحاتها , إنما تنساب أسئلتها كانسياب الماء على الحصى الناعم ,ففي
الحقيقية أن سوسن الزبيدي معدة ومقدمة برنامج حواء قارورة عطر فواح , وشدة
ورد يفوح منها الشذى الارتياح , ولا أريد أن انساب في هذا التعبير
الإنشائي الجذاب , خشية أن يتهمني البعض بأنني في دائرة الغزل والتغزل
بزميلتي اللطيفة " سوسن " والذي اعتمد عليها في انها لا تخيب ظني بكل
أقوالها السديدة , وتسلكاتها الرشيدة , ويا حبذا لو تكون هذه المراة
الظاهرة , التي ينبغي أن تقلدها كل مقدمات برنامج يمتلكن منظومة من
البشاشة والرشاقة المنطقية , والجاذبية المتميزة , وان يظلن خفيفات الظل
, يزرعن شتلات البهجة والأفراح , التي تضمد جراح النفوس التي أتعبتها
المفخخات , ومزقتها الاغتيالات , وحطمتها الإشاعات والدعايات ,
وأرعبتها المداهمات .. فطوبى للمذيعيات ولمقدمات البرامج التي ينفسن عن كبت
الناس , ويريحن أعصابهم , ويفتحن أمامهم بوابات الأمل ونوافذ الإشراق ,
فنحن أحوج ما نحتاج إلى من يواسينا ويبدد غيومنا ويسير بنا إلى مرا فيء
السعادة والصفاء والازدهاء والازدهار .. فكل متعب يحتاج إلى ظل يستكين تحته
.
وباقة خلابة من التهاني والأماني أقدمها للعزيزة المعززة الإعلامية
سوسن الزبيدي , التي ازدادت وتضاعفت قناعتي بها , وصدق انطباعاتي عنها
وحقيقية ما افهمه عن تسلكاتها , عندما التقيتها به في برنامجها المحبب (
حواء عبر فضائية اشور ) فوجدت أن ملاحظاتي وانطباعاتي عنها هي اقل بكثير
مما شاهدته عنها , من خيال مجنح , وافق واسع , وإبداع ناطق , وحوار مثير ,
وأسئلة جذابة ومتفردة , وتمتلك رومانسية محلقة , تبحث عن فيروزي الصوت ,
وشتائي العينين , ونجدي الجفون , وضامر البطن , ومثير للعشق والشجون ,
فانها امراة مسكونة بالحب حتى النخاع , وبكل جميل ورائع وجذاب وأخاذ .
والى اللقاء .
majidalkabi@yahoo.co.uk
|
|
|