الذكرى السادسة والعشرين لاستشهاد الأبطال(يوسف ـ يوبرت ـ يوخنا)

الثالث من شباط عام 1985 محطة مهمة في المسيرة النضالية من أجل الحرية

     

زوعا - خاص

                    عندما يُذكر الشهداء.. كل شهداء العراق من أبطال النضال ضد الدكتاتورية والقمع، لا يسع المرء إلا أن يقف إجلالا وإكبارا لذكراهم العطرة، هؤلاء الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم، وقدموها قرابين على مذبح الحرية.

في ذكرى الشهداء.. نضع أكاليل الغار على رؤوسهم، وهم أوسمة شرف على صدر الأمة، نقف إجلالا لبطولاتهم وشجاعتهم النادرة في الذود عن شعبهم وعن وطنهم ضد الظلم والطغيان.

في ذكرى الشهداء نهتدي بفنارات القناديل التي سطروها في مسيرتنا لتبقى وهاجة وحية في كل الضمائر.

وإذا كان شعبنا الكلدوآشوري يحتفل بيوم الشهيد في السابع من آب من كل عام استذكارا لمذبحة سميل التي راح ضحيتها الآلاف من الشهداء من أبناء هذا الشعب.. فإن محطات الشهادة لم تتوقف، وظلت مسيرة النضال تمر بها بين فترة وأخرى.

وهكذا كان الثالث من شباط سنة 1985 يوما آخر للبطولة، ومحطة أخرى من محطات الشهادة على درب الحرية والإقرار بالحقوق القومية لشعبنا الأصيل.

وكان الأبطال هذه المرة.. ثلاثة مناضلين من قياديي الحركة الديمقراطية الآشورية، الذين أعدمهم النظام الدكتاتوري الصدامي المقبور عقب محاكمة صورية هزيلة في ما كانت تسمى بـ (محكمة الثورة) سيئة الصيت، لا لشيء إلا لأنهم نادوا بحقوقهم وحرية شعبهم، وواجهوا الظلم والعدوان ومحاولات طمس الهوية القومية وقتل جذورها التي لا يمكن أن تموت.

في الثالث من شباط من كل عام نستذكر الشهداء الأبطال (يوسف توما هرمز- يوبرت بنيامين شليمون - يوخنا إيشو ججو) ونحن اليوم نقف اجلالا في الذكرى السادسة والعشرين بانضمامهم إلى كوكبة شهداء الوطن والأمة، هذه الكوكبة التي سُطرت أسماء أعضائها بأحرف من نور في تاريخ الأمة، وهم كالنجوم التي تضيء سمائها في حلكة الليالي.

هؤلاء الأبطال الذين لم ولن تنساهم الضمائر الحية أبدا، لكننا نستذكرهم اليوم في ظل ظرف جديد، حيث تحرر الوطن من براثن الظلم والدكتاتورية والقمع، وكانت الدماء التي قدموها قد سقت بذاراً طيبة نمت اليوم لتكون ورودا فواحة للحرية والكرامة في كرمة بلدنا العزيز:

أدناه نبذة عن السيرة الذاتية والنضالية للأبطال الثلاثة:

* الشهيد البطل يوسف توما هرمز: وُلد سنة 1951 في مدينة كركوك، سبق الكثير من رفاقه في المشاركة في العمل القومي السياسي، نال شهادة بكلوريوس علوم من جامعة السليمانية سنة1975، كان متزوجا وله ولدان، شارك مع رفاقه المناضلين الوطنيين في تأسيس الحركة الديمقراطية الآشورية لتخليص الشعب من المأساة التي كان يعيشها.

ألقي القبض عليه في السادس والعشرون من تموز 1984 في مدينة كركوك، وكان يوماً مشرقاً في مسيرة شعبنا، يوم وقف الشهيد البطل في وجه النظام الدكتاتوري القمعي وهو ينفذ قرار إعدامه في 3 شباط 1985.

لقد وقف الشهيد بشجاعة في وجه النظام الدكتاتوري الذي لم يتسطع النيل من عزيمته رغم كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي الذي مارسه معه، وظل صامدا بشجاعة أمام الطغاة وهم ينفذون به حكم الإعدام في الثالث من شباط سنة1985. وبهذه الوقفة الشجاعة في وجه الموت نال الشهيد البطل يوسف إكليل الشهادة بعد نضال طويل دون كلل وملل.

* الشهيد البطل يوبرت بنيامين شليمون: وُلد سنة 1954 في مدينة الحبانية بمحافظة الرمادي. تخرج من الجامعة التكنولوجية ونال البكلوريوس في الهندسة الميكانيكية.

شارك في العمل القومي السياسي المنظم منذ سنة 1971 في مدينة بغداد.. وكان أحد أعضاء قيادة الحركة الديمقراطية الآشورية منذ تأسيسها سنة 1979.

كان الشهيد متزوجا وله ولدان، وابنه الثاني لم يره لأنه نال الشهادة قبل ولادته.

ألقي القبض على الشهيد البطل يوبرت بطريق الغدر على أيدي بعض الخونة في الثالث عشر من تموز سنة 1984 في مدينة بغداد. وقد عُرف عن الشهيد البطل يوبرت إيمانه العميق بقضية شعبه.

* الشهيد البطل يوخنا إيشو ججو: وُلد سنة 1946 في قرية (همزيا) بمحافظة دهوك. أنهى دراسته الإعدادية في محافظة نينوى، وعمل في مجال المقاولات العامة في بغداد، حتى ألقي القبض عليه من قبل أزلام النظام البائد بعد أن كان قد انضم إلى النضال القومي والوطني مع أبناء شعبه منذ أوائل السبعينات.

انتظم في صفوف الحركة الديمقراطية الآشورية منذ تأسيسها. اعتُقل في نينوى في 17 تموز سنة 1984، وأعدم في 3 شباط1985. وباستشهاده نال الشهيد البطل أعلى مراتب البطولة والعزة.

رحم الله كل شهداء الحرية في العراق عموما.. ومنهم شهداء شعبنا الكلدوآشوري، وأسكنهم الملكوت مع الأبرار والصديقين

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links