سيناريوهات من المشهد العراقي
هرمز طيرو
الغموض
والإلتباس هما المشهدان السائدان في العراق الجديد وذلك منذ الاحتلال في 09
نيسان 2003 ولحد اليوم ، فبعد أن شكل بول بريمر النظام السياسي في العراق
على خلفية المحاصصة الطائفية والعرقية والتي تجلت بوضوح في تشكيلة " مجلس
الحكم " لم يظهر في الأفق القريب ما يمكن أن يزيلا من المشهد العراقي "
الغموض والإلتباس " ويحل مكانهما " الوضوح والرؤية " وذلك من أجل الخروج من
المخاض العسير والنفق المظلم والتوجه بدل ذلك نحو إقامة الدولة المدنية
الحديثة ذات مؤوسسات ديمقراطية متينة .
منذ شهور وتحديداً منذ اجراء الإنتخابات النيابية في 07 / أذار / 2010
وأخبار أجتماعات الكتل السياسية تتواصل يومياً وذلك من أجل تشكيل الحكومة
العراقية الجديدة ، في حين إن الأوضاع السياسية والأمنية والأقتصادية تتجهه
هي الأخرى نحو المزيد من التعثر والتخبط وذلك بسبب الخلافات السياسية
العميقة والبعيدة عن الديمقراطية حول تحديد هوية رئيس مجلس الوزراء المقبل
وكأن الإنتخابات لم تجر في هذا البلد ، في حين دول كثيرة حسمت أمرها بعد
الانتهاء من الإنتخابات بأيام قليلة وتم تنصيب رئيس الوزراء حسب الإستحقاق
الإنتخابي .
لكن بعض الأطراف السياسية في العراق الجديد لم تفلح لديهم نتائج
الإنتخابات في حسم موضوع تشكيل الحكومة مما سهلوا على تدخل القوى الأقليمية
والدولية في شؤون العراق الداخلية والتي ساهمت من جانبها في زيادة الغموض
في اللوحة الكئيبة التي كنا نتأمل أن تكون لوحة جميلة بعد الأنتهاء من
إنتخابات أذار المنصرم والتي افرزت فوز القائمة العراقية بزعامة السيد اياد
علاوي ب91 مقعداً ، يليها ائتلاف دولة القانون بقيادة السيد نوري المالكي
ب89 مقعداً وحل الائتلاف الوطني العراقي ثالثاً والتحالف الكردستاني رابعاً
.
ويبد أن الساسة العراقيون قد فقدوا القدرة خلال السنوات المنصرمة على
انتاج مشروع وطني جديد قادر على بث الأمل في مستقبل العراق ، لذا ما نراه
صائباً الأن هو أن تشكل الحكومة الجديدة وفق أحدى السيناريوهات التالية :
السيناريو الأول : تشكيل حكومة وذلك حسب الإستحقاق الإنتخابي أي اعطاء
العراقية حقها في ذلك .
السيناريو الثاني : تشكيل حكومة وطنية توافقية تشارك فيها جميع القوائم
الفائزة وغير الفائزة .
السيناريو الثالث : تشكيل حكومتان الأولى من القائمة العراقية والائتلاف
الوطني العراقي والثانية تكون "حكومة الظل " من ائتلاف دولة القانون
والتحالف الكردستاني .
السيناريو الرابع : وهو خيار سيىء ويتمثل إلى دعوة الأمم المتحدة لتطبيق
البند السابع الذي يسلم بحق الأمم المتحدة في ادارة شؤون العراق وبعد ذلك
أجراء إنتخابات جديدة من أجل توفير المناخ الملائم وبروز قيادات جديدة
تتحمل مسؤولية تشكيل الحكومة القادمة وحسب الإستحقاق الإنتخابي .
السيناريوالخامس والأخير : هو حصول انقلاب عسكري مدعوم من الولايات
المتحدة الأمريكية مع اعلان حالة الطوارىء في البلاد .
|