معاني ومدلولات النسر الآشوري

 

                                                  بدران امرايا

                     النسر حيوان طائر وجميل يعيش في اجواء مختلفة من العالم ويعد من الجوارح ويقتات على اللحوم وهو على انواع يمتازبالوانه و بجماله ورشاقته وقوته وشدة الانقضاض على الفريسة مطلقا صوتا قويا يشل من قدرة الفريسة على الهرب , ووفرة ريشه والشيء المميز فيه هو ثقب البصر وحدتها بحيث يكتشف اصغر الاحياء ومن اعالي شاسعة وينطلق عليها  كسرعة البرق ويطير من على مسافات عالية ليراقب كل حركة تدب على الارض ويسيطر عليها فضلا عن هيبته الكبيرة في الجو لذلك عد ملك الطيور ويبني عشة في اعالي القمم، و على غرار الاسد ملك الغابة والحوت ملك البحا ر وعندما ينقض على الحيوانات يستعمل مخالبه الحادة ويغرسها عي احشائها او يستعين بمنقاره الحاد بالضربات على رأسها ونهش لحمها او برميها من على مسافات عالية للقضاء على ما تبقى من نسمة الحياة فيها ، وكان يقال منذ الصغر للاطفال لا تبتعدوا كثيرا من البيت لان النسر سوف يخطفكم  واحتل هذا المخلوق الصدارة في الكثير من القصص والاساطير الخيالية في الادب الرافديني السومري والاكدي والبابلي والآشوري  فنجده متصدرا الجدران واللوحات والرقيمات الطينية والمسلات وبوابات القصور الملكية ، ومن يتمعن في جداريات وتماثيل الحضارة الآشورية حصرا يجد تمثال لرجل مجنح بسيقان كبيرة ورشيقة يسمى بالملاك الحارس  يحمل باليد اليمنى عشب الحياة (سر لحياة ) واليسرى آنية من المياه المقدسة ، وكذلك ( لماسو ) الثور المجنح فبرغم من انه مخلوق مخلوط من حيوانات عديدة الا ان جناحي النسر فرضا عليه اسمه ،  فالملك السومري ايتانا من سلالة كيش الاولى كان عقيما وفي سبيل تحقيق رغبته في الذرية والانجاب امتطى ظهر احد النسور وحلق في السماء متجها نحو الاله آنو اله السماء  وعدت هذه القصة المحاولة الاولى للانسان على الطيران، وكذلك الاميرة رودبيس ( سندريلا) التي كانت تستحمم على ضفة نهر النيل وجاء نسر وخطب احدى نعليها ليرميها بقرب الملك ....الخ ولكن اللافت للانتباه اننا نجد النسر الآشوري احد ابرز الرموز الرافيدينية جمالا وتنسيقا وتوازننا يتوسطه قرص  الشمس البابلية وفيها يكمن اله البداية ، افق السماء ، ملك الكون ، الجبل الكبير ، سيد البلدان ، سيد حبال حمرين ،ابو الالهة ( الاله آشور)وهو بهيئة محارب صنديد يحمل قرسا  مقدسا شاهرا اياه  للدلالة على نشر العلم والمعرفة والحكمة والعدالة والحق والسلام  وصمم هذا النسر بدون رأس للدلالة على ان فكر الانسان ككل والنهريني خاصة ليس له حد من الارتقاء والتطور والابداع الخلاق وفي كافة ميادين الحياة لذلك لم يحصر في راس او جمجمة محدودة الوزن والابعاد والشكل ويضع على جسم النسر بل ترك حرا طليقا يسبح في الآفاق ، وفي مكان الرأس هناك قوسا متجه نحو السماء للدلالة على ان الاله آشور انطلق بمثابة السهم نحو السماء وجنات الخلد والسرمدية وهو كالسماء يظلل على الارض ويخيم عليها ولا يمكن لشعلة بني قومه الانطفاء مهما جار الزمن عليه . لكونه شورايا أي البداية التي ليس لها نهاية  ، ولم يضع له ارجل لعدم الركون والخمول بل للانطلاق نحو الآفاق والتعالى في سمو الفكر والقول والعمل وهذا الرمز او النسر وبهذه المعاني الزاخرة اتخذه فصيل سياسي قومي ووطني ولد من عمق رحم معاناة ومؤاساة شعبنا  ووطننا عام 1979 وعمد نفسه بالدماء الزكية شعارا ورمزا ولونا بنفسجيا ( لون الحكمة والوقار) ليعمل على هدى معانيه ومدلولاته السامية والراقية من اجل القضية الكلدوآشورية السريانية العادلة ويقود مسيرتها بعزة وشرف  نحو بر الامان وهذا الفصيل هو طليعة امتنا وقلبها النابض بالدم الشبابي القاني نحو الغيرة الوطنية والقومية المتأججة والحيوية المتجددة والمتجذرة في عمق الصميم وقبلتها السياسية النهضوية  والتوعوية المقدامة الحركة الديمقراطية الآشورية ( زوعا ) التي فازت باحتضان اللباب وقلوب أبناء شعبنا بكل مسمياته في العمليات الانتخابية برغم من امكاناتها المحدودة وكيد الكائدين في محاربتها وملاحقتها واقصائها وتهميشها وبطرق وفنون وموضات وصرخات عصرية عالية التكتيك، لكن سر ديمومتها وبقاءها ورهانها الأول والأخير مستمد من حزامها الجماهيري الصلد و الفولاذي وفكرها النير وآيدولوجيتها وطروحاتها القومية الوحدوية والوطنية الواقعية وعدم المساومة على نهجها بشقيه الوطني والقومي مهما كثرت  الأسباب  وتراكمت والمبررات والانجرار وراء الافكار الآنية  والارتجالية الساذجة والرقص على أنغام الأصابع المطقة و الطبول المطبلة والمزامير المزمرة من هنا وهناك ، هذا هو معنى ومغزى شعار نسر الحركة والذي من الاحرى على ساسة العراق ومفكريه ان يدخلوه في تصميم العلم العراق الجديد ان خضع هذا العلم مستقبلا للتبديل والتصميم من جديد لانه من صميم ارث العراق و نابع من قلب وكيان ورحم أطلال حضارته الخالدة الممتدة لسبعة الاف سنة ،فضلا عن ان تصميم شعار جمهورية العراقي هو نسر ايظا لكن هيئته وتصميمه مقلد او مقتبسة من الكثير من رموز الدول الاخرى كالمصري على سبيل المثال وغيرها ومختلفة كل الاختلاف عن النسر الآشوري الآنف الذكر والذي كان ولازال محورغناء الفنانين الكلدوآشوريين السريان لدلالة على غيرتهم الوطنية والقومية العالية وقصيدة ( يا نسر آشور ملك الطيور) التي كتبها ولحنها وغناها الرائد والمناضل القومي  الشهيد الخالد الدكتور فريدون اشورايا والتي كانت احد الاسباب في الوشايه عليه واتهامه بتهم عدة ومن ثم  اعدامه من قبل جهاز ( الكي – جي – بي ) السوفيتي عام 1926 المجد والخلود لروحه الطاهرة يوم ولد ويوم ان يبعث حيا مع الابرار والصالحين والصديقين ...                

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links