اربعينية الشاعر الراحل
سركون بولص في شيكاغو

زوعا -
شيكاغو
بدعوة من
الأتحاد الجمعيات الأشورية الأمريكية AANF والمجلس القومي الأشوري في
ألينوي ANCI والحركة الديمقراطية الأشورية ADM / محلية شيكاغو اقيم على
قاعة ( مركز الكلدوأشور ) في مدينة شيكاغو حفل تأبيني بمناسبة مرور اربعين
يوما على رحيل الشاعر سركون بولص .
كركوك المدينة الكوزموبوليتية حيث عاشت فيها جنبا الى جنب شعوب
وقوميات وأديان مختلفة تركمان – عرب – اكراد – كلدوأشوريين سريان – أرمن –
يهود – مسلمون ومسيحيون ، سنة وشيعة ، لدرجة أنها تحولت الى قوس قزح لغوي و
برج بابلي جديد .
بهذه الروح الاخوية رحبت عريفة الحفل التابيني السيدة شوشن سركيس
بالحاضرين ومن ثم قدمت الدكتور ادور يوحنا اوديشو لادارة الندوة
التعريفية الخاصة بحياة ونتاجات الشاعر الاشوري الراحل سركون بولص. كان
اول المتكلمين الدكتور ايشو مرقص حيث تطرق الى بدايات الشاعر الراحل في
مدينة كركوك ، هذه المدينة التي أسماها الدكتور مرقص بمدينة الحداثة التي
الهبت الشعلة الأزلية وأعطت سركون بولص وحي الشعر الذي اصبح وطنه ولم
يغادره حتى اللحظة الأخيرة في حياته .
اما الشاعرالأشوري نينوس نيراري فكان له حضور في هذه الأمسية ، حيث
اعتلى المنصة ليلهم الحضور بقراءته لبعض من قصائد سركون بولص المنشورة منها
وغير المنشورة ، وختمها بالقائه لقصيدة رثائة نثرية بعنوان ( جدارية الملك
الثالث ) مهداة الى الشاعر الفقيد ، وقد نالت القصيدة أعجاب الجمهور .
بعد ذلك جاء دور الكاتب والناشط القومي الأستاذ يوسف كانون حيث القى
بكلمة خاطب فيها الشاعر الراحل سركون بولص وقال ( الى من عرفته وما عرفته
يوما .. رأيته وما لقيته ابدا .. سمعته وما كلمته يوما .. عرفته كما عرفت
جبران ونبيه .. عرفته كما عرفت السياب ومطره .. عرفته كما عرفت ادونيس
ومداراته ) ثم تعرج الأستاذ يوسف كانون بعد ذلك في حديثه الى الجوانب
الثقافية الأخرى من حياة الفقيد سركون بولص .. بعدها تلاه بالكلام الأستاذ
هرمز طيرو الذي ركز في كلمته الى مفهوم
( الولادة والموت ) عند الأنسان حيث قال ( أن ظاهرة الولادة وظاهرة الموت
هما الحقيقة المطلقة الوحيدة في الوجود ، اما باقي الظواهر فهي مجرد وجهات
نظر لا غير)
ثم تطرق الأستاذ هرمز طيرو الى موضوع ( سركون بولص في عيون الأخرين ) بين
فيها مكانة الشاعر الراحل في الشعر العربي الحديث ، من خلال ما كتبه عنه
الأخرون في حياته أو بعد مماته .
اما الدكتور ادور يوحنا اوديشو الأستاذ في جامعة نورث ايسترن فقد تطرق
الى الاسباب الثقافية والسياسية واللغوية لنشوء جماعة كركوك الادبية ، وفي
صدارة هذه الاسباب هو نضوج الوعي السياسي خاصة بعد الاضرابات العمالية في
كاور باغي وانتشار الثقافة بين ابناء الطبقة الوسطى والفقيرة ، كما أن
التعددية التي تُميّز كركوك عن بقية المدن العراقية ، قد ساهمت في صعود
الحركة الادبية وبلورتها من منظورين : الاول هو الالمام باللغة الانكليزية
كما هو واضح عند فاضل العزاوي وسركون بولص وجليل القيسي وانفتاح باب الادب
العالمي امامهم . وثانيا أن التعددية اللغوية بشكل العربية والتركمانية
والأشورية ( الأرامية ) والكردية فأنها حسب الدراسات الالسنية الحديثة تمنح
ذهن الانسان مرونة اكثر لاستساغة اداب الأمم الأخرى والتفاعل معها اكثر
وبخيال اوسع خصوبة . في الحقيقة يمكن لنا القول أن الدكتور ادور هو جزء من
جماعة كركوك بالأنتماء الجغرافي والزمني والنشاط الثقافي ، حيث عاصر وزامل
أغلب اعضاء الحركة ، والأختلاف الوحيد عنهم هو أنه انصرف الى الدراسات
الالسنية . وفي الشطرالأخيرمن كلمته ركز الدكتور ادور على العوامل التي
جعلت من الراحل سركون بولص شاعرا واديبا مبدعا وأوجه اختلافه عن اقرانه
ومعاصريه .
وبعد الأنتهاء من ادارة الندوة التأبينية تم عرض صور مختلفة لأغلب
أعضاء جماعة كركوك اعدها الدكتور ادور ، ورافق العرض تعليقات شخصية وادبية
وفنية عن اغلب الأعضاء من بينهم فاضل العزاوي ، مؤيد الراوي ، يوسف الحيدري
، جليل القيسي ، محيي الدين زنكنة ، انور الغساني ، عبد اللطيف بندر أوغلو
، تعود تاريخيا الى نهاية الخمسينات ومنتصف السبعينات .
وفي ختام الندوة عادت عريفة الحفل السيدة شوشن سركيس لتفتح الباب امام
الجمهور لطرح بعض الاسئلة والتعليقات بعدها شكرت كل من حضر الحفل التابيني
واعتبرت حضورهم رمزا لتقدير شاعر اشوري مبدع.
وحضر الحفل التأبيني السيد فريدون بولص الاخ الاكبرللراحل سركون مع
عائلته و ممثلين عن مؤسساتنا القومية والأجتماعية والثقافية والدينية ،
اضافة الى جمهور كبير من الشعراء والمثقفين واصدقاء الشاعر .
وأخيرا ، رحل الشاعر سركون بولص الى مدينته أين الأبدية ، حاملا فانوسه
في ليل الذئاب .
.JPG)
.JPG)
.JPG)
|