اللجنة الخيرية الآشورية تمد يد المساعدة لمنكوبي الزنجلي

زوعا - الموصل

                    في يوم السبت الموافق 2/2/2008 قام وفد من  اللجنة الخيرية الاشورية / عراق بالتعاون مع فرعي سنحاريب ونينوى للحركة الديمقراطية الاشورية بتوزيع المساعدات الانسانية على اهلنا من المنكوبين في منطقة الزنجلي في الموصل وعند وصول الوفد الى المنطقة المنكوبة في الساعة الثانية عشر ظهرا لوحظت علامات التعجب على اعضاء الوفد من شدة الخراب الناتج عن التفجير القوي والدمار الذي لحق بالبيوت والمنازل على طرفي الخط السريع في المنطقة والذي فاق كل التوقعات والتصورات حيث كان اهالي المنطقة يصفون ملامح ذلك الحي قبل التفجير لنا بحيث عندما كانوا يقولون ان هذا كان منزلا ذو طابقين كانت هذه الكلمات تترأى لنا انها من نسج  الخيال لعدم وجود ملامح بيت  ولا بقايا هيكل قد يوحي لنا انه كان منزلا او عمارة ذات ثلاث ادوار قبل التفجير ، متحولا الى خرابة وكومة من الكونكريت المسلح الممزوج ببقايا اثاث بسيط متكسر . والاسوء كان منظر المنازل التي لم يغادرها سكانها لعدم توقع هذا الانفجار الضخم حيث بلغوا من قبل جهات رسمية بالبقاء في منازلهم مع فتح النوافذ خوفا من العصف الذي قد يكسرها لهم . وبدلا من ان تنكسر النوافذ اصبحت دورهم مثواهم الاخير بعد ان اختلطت جثثهم مع ركام المنزل . والقصة الاكثر ماساوية هي العثور على جثة ام حاضنة طفلها المتوفي بين ذراعيها تاركة ثلاثة يتاما من الاب والام . قد تعجز العبارات عن التعبير عن حجم الماساة التي نالتها هذه المنطقة الشعبية الفقيرة وخصوصا ان هذه هي المرة الاولى التي توزع فيها المساعدات الانسانية بهذا الشكل حيث قام الوفد وبمساعدة مختار واهالي المنطقة بتوزيع المواد على اكثر من ( 400) عائلة منكوبة بحيث قامت سيارات اللجنة بالتطواف في هذه المنطقة التي يرثى لها والمرور على كل العوائل ( عائلة تلو الاخرى ) واعطاء المساعدات الإنسانية باليد لرب العائلة او من ينوب عنه بعد ان فقد الكثير منهم المعين وارباب اسرهم .ونحن نسير في شوارع زنجلي كان الاهالي بعد رؤيتهم للكاميرات في ايدينا مصورين الفاجعة يطلبون منا بكلمات شعبية نابعة من قلب مكسور ( الله يخليك ) ( الله يحفظك ) فقط تعالوا الى بيتي وصوروه . كنا ندخل البيت بصعوبة من كثرة الانقاض . وصورنا الكثير منها الى ان اكتفينا بقدر ليس بقليل من رؤية هذه العوائل المشردة من بيوتها وكل بيت كنا ندخله كانت قصته مؤلمة اكثر من الذي سبقه حيث منهم من فقد الاب او الام او الاخ او الاخت وعند البعض كانت اكثر من شخص واحد والمشاهد المؤثرة حيث صورنا طفلا بساق مكسورة جالسا بين حطام البيت والوالد والوالدة يشقون الطريق لنا بين الركام لدخول محملين ايانا امانة توصيل حالهم الى الجهات الرسمية والحكومية للرأفة بهم وباحوالهم والتي اصبحت لا تطاق وخصوصا مع برد الشتاء القارس بدون جدران تحميهم ولا نوافذ يغلقوها بعد ان حمل العصف معه في ثوان قليلة بل اجزاء من الثانية ما قد جمعوه بسنين طويلة وراينا والدا يحلفنا بالله ان ناتي ونصور ابنه البالغ من العمر ثلاثون يوما وهو مكسور الذراع بعد ان رمى به العصف الشديد مع المهد من الاعلى ولولا المهد لكان الان ولا سامح الله اصغر شهيد في المنطقة المنكوبة مع اخوته الثلاثة المجروحين وبنت صغيرة بكت بعد ان راتنا وهربت منا بالرغم من الكلمات اللطيفة التي ناديناها بها حيث قال الوالد بانها مصدومة منذ اليوم الاول للانفجار وكثيرا من الاحيان تبكي بدون سبب معين ولا نستطيع ارضائها . والكثير من القصص الاخرى المؤلمة التي مهما تكلمنا عنها لن تكون كلماتنا معبرة بقدر ما كان الصمت في وجوه الأطفال والشيوخ معبرا .وايضا كلماتنا لن تعبر بقدر صرخات النساء وارباب الاسر بالشكر والامتنان لاخوتهم في اللجنة الخيرية الاشورية والحركة الديمقراطية الاشورية منادين اياهم تارة بالشرفاء وتارة باخواننا في الوطن وبالاصلاء تارة اخرى . حيث قال احد شيوخ المنطقة : ان هذه المواد التي توزعونها علينا لن تعيد ما فقدناه من حبيب وقريب ودار ولكنها التفاتة طيبة من لدنكم وعربون محبة   ادخلت فرحا في قلبنا بقدر الحزن الذي فيه وبدءتموها انتم وربما يلتفت غيركم الينا عن طريقكم برؤية ما صورتموه عنا . بارك الله فيكم وجازاكم الله خيرا .واستمر التوزيع حتى الساعة الرابعة عصرا كل بيت كنا ندخله كانوا يعبرون عن امتنانهم وشكرهم ومباركة كل من ساهم بهذا العمل الخير وقد وزعت اللجنة الخيرية الاشورية اكثر من القدر الذي كان متفق عليه مع المختار والوجهاء حيث كانت هناك عوائل محتاجة وفقيرة ايضا ادرجت اسماؤهم ضمن التوزيع في اللحظات الاخيرة وقد غادرنا المنطقة بعد اتمام الواجب على اتم صورة من حيث الية التوزيع حيث رب العائلة هو الذي كان المستلم بدون وسيط وبمساعدة اهالي المنطقة، والعدالة التامة في التوزيع والسرعة التي لم تكن على حساب ما ذكرناه اعلاه وودعنا الاهالي بعد التقاط بعض الصور وايدينا متشابكة معهم كتعبير عن وحدتنا كشعب عراقي وتضامنا منا مع ما يمرون به ومشاركتنا اياهم احزانهم على احبابهم.

 

                                        اللجنة الخيرية الآشورية

                                      2-2-2008

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links