الحياة الاقتصاديه في تلكيف .. وتجارتها مع الموصل ..
قديما
ذنون محمد
تعتبر التجاره هي المحرك الاساس لدفة الاقتصاد في أي بلدة ومنها
بلدتنا تلكيف التي تمتاز بميزات فريده من تنوع في طابعها الاقتصادي .فتعتبر
زراعه المحاصيل المختلفه من حنطه وشعير ومختلف البقوليات من ميزات هذه
المدينه وذلك لتوفر الاراضي الخصبه وهمة العامل التلكيفي وقد أنعشت هذه
المحاصيل الحركه التجاريه في تلكيف وساهمت في نمو اقتصادها بل كانت عاملا
اساسيا في هجرة الكثير من العوائل الى هذه المدينه التي أستوعبت مختلف
العوائل وحسنت من وضعهم الاقتصادي بل ان زراعة هذه المحاصيل كانت السبب
الاساس في ازدهار وبناء المعامل المختلفه والتي تعرف بمعامل المونه التي
أخذت على عاتقها انتاج مختلف المواد الغذائيه من برغل وجريش وحبييه والتي
تعتبر الاساس في غذ1ء الفرد التلكيفي والعراقي بصورة عامه وقد انتشرت هذه
المعامل في القضاء وقدر عددها في منتصف القرن الماضي بأكثر من 60 معملا
وبعد أن سدت هذه المعامل حاجة الفرد التلكيفي تم تصدير الفائض الى اسواق
الموصل ومدن اخرى .
بل ان مدينة الموصل كانت تعتمد بألاساس على هذه المعامل في سد حاجة
المدينه لما يتميز من نوعيه وجودة عاليه فقد كانت الماركه التلكيفيه علامه
اصيله ومرغوبه في السوق الموصلي وهذه المعامل أنعشت الاقتصاد التلكيفي بل
وقضت على البطاله فيه بل ان تلكيف كانت بحاجه الى عماله من مناطق اخرى وقد
أستوعبت العديد من العماله خصوصا من القرى المحيطه بها وقد كانت هذه
المعامل السبب الاساس في أزدياد عامل الهجره الى القضاء فقد أستوعب القضاء
الكثير من العوائل التي فضلت العيش فيه لوجود العمل وتوفر ابواب الرزق
وايضا كانت الموصل تعتمد على الراشي التلكيفي أيضا فقد أنتشرت في هذه
البلده مختلف المعامل التي كانت تستورد الراشي من جنوب العراق وتقوم
بتصفيته في معامل خاصه في البلده ومن ثم يتم تسويقه الى اسواق الموصل التي
كانت تفضل الراشي التلكيفي عن أي ماركة اخرى وأضافة الى هذه الصناعات تصدرت
تلكيف المدن الاخرى بتصدير الجبن العربي وصناعات الحليب الاخرى الى الموصل
فقد كان التلكيفي يصدر هذه المواد الى السوق الموصلي بكميات كبيره .
هذه الروابط ساهمت بتقويه العلاقه بين بلدة تلكيف والموصل لقرب المسافه
وسهولة التنقل وساهمت بتقوية الروابط بين السوقين فقد كان يعتمد التلكيفي
على السوق الموصلي بأستيراد حاجته ويصدر ما تنتجه المعامل في تلكيف فنمت
بين المدينتين علاقات كبيره بل ان بعض المواصله قد دخل في الكثير من
الشراكات مع اهالي البلده ..هذه الاسباب جعلت تلكيف من أغنى المناطق
المحيطه بالموصل واكثرها تأثير على سوقه ألاستهلاكي وقد ساهمت كما أشرنا
سابقا بأنعاش الاقتصاد في البلده .ومن المواد الغذائيه الاخرى التي يصدرها
التلكيفي الى السوق الموصلي بصوره خاصه هو محصول البطيخ والترعوز فقد
أشتهرت تلكيف بزراعه هذه المحاصيل وتصديره الى السوق الموصلي بل ان معامل
الطرشي في الموصل كانت تعتمد على السوق التلكيفي لجودة ترعوزه ونكهته
العاليه .وأشتهرت تلكيف سابقا بغزل الملابس ونسجها وقد أشتركت المراه
والرجل بهذه الصناعه فكانت تصدر القماش الخام الى السوق الموصلي فزاد من
دخل المدينه..وتعتبر تلكيف هي الاساس في تنشيط التجاره مع الموصل ورفدها
بمختلف البضائع الاستهلاكيه من مواد خام واخرى مصنعه ..
التجاره في تلكيف وعلاقتها بألمنطقه الشماليه ..
أن العامل الجغرافي كان يلعب في السابق دورا
هاما وأساسيا في تنشيط التجاره وأزدهارها وذلك لقلة وسائط النقل وأعتمادها
بالدرجه الاساس على الدواب المختلفه فتعتبر تلكيف من البلدات القريبه من
المنطقه الشماليه او كما تسمى سابقا لدى التلكيفي بمنطقة الجبل ..ونتيجة
لهذه العلاقه نمت بين الجبل وتلكيف علاقات اقتصاديه متميزه فقد كانت تصدر
بلدة تلكيف بعض منتوجاتها الى الجبل وتستورد مختلف المواد من هناك خصوصا
فواكه الشمال الطازجه والزبيب والمكسرات المختلفه ..كانت في السابق تعتمد
التجاره على مبدأ المقايضه فقد كان التلكيفي يعطي بضاعته لقاء بضاعه
يستوردها من الجبل وذلك لقلة النقد المتداول في تلك الفتره وقد أعتمد
التجار في نقلهم على الدواب وذلك لقلة وسائط النقل في تلك الفتره فقد كان
التاجر يتحمل مصاعب الطريق ومشقته وخطورته أيضا من حيوانات مفترسه او بعض
قطاع الطرق الذين كانوا يتصيدون للتجار لنهب تجارتهم وربما الفتك بهم
..ويحكي لنا بعض كبار السن عن تنقلهم في المنطقه الشماليه وهم يعرضون
بضاعتهم الفاخره هناك وأيضا كان ابناء تلك المنطقه يتجولون في تلكيف وقراها
وهم يقايضون الزبيب او العنب بالحنطه والشعير فنمت بين هذان المكونان
علاقات اجتماعيه نتيجة للعامل التجاري الذي كان يسود في تلك الفتره .
ان التجاره هي أحدى العوامل التي تقوي النشاط
الاجتماعي وتشد بين مختلف الافراد ..ونتيجة لهذه العوامل تحسنت اوضاع
البلده اقتصاديا بل ان تلكيف كما اشرنا سابقا كانت واحده من اكثر البلدات
غنى ودخلا ..أذن يمكن أعتبار تلكيف من المدن التي يغلب عليها الطابع
الزراعي وكانت تعتمد والى الان على سقوط المطر فأذا تعرضت الى الجفاف تعرض
اهلها الى نكسه اقتصاديه وقد حصل هذا في فترات مختلفه من التاريخ.. أن
تلكيف ونتيجة لظاهرة الاحتباس الحراري والتي كانت سببا في ازدياد مناطق
التصحر في الموصل بحاجه الى مشاريع مختلفه لعودة الزراعه الى سابق عهدها
وذلك لايتم الا بحفر الابار او تنفيذ ما يسمى بمشروع الجزيره والذي كان من
المفترض ان يمر بتلكيف لينعش أرضها ويعيد زراعتها المهدده بألجفاف ..أن
الزراعه هي الاساس في اقتصاد تلكيف وأهلها فمتى ما أنتكست تعرض اهلها الى
وضع اقتصادي صعب القى بثقله على حياتهم ومستوى دخلهم المعاشي فألدوله
مطالبه الان بمعالجة هذه الظاهره وأيجاد البدائل المناسبه.
|