الحاكم والمحكوم ..نموذج
العلاقه ..
ذنون محمد
تعاني الكثير من الشعوب الحيه من شظف العيش وقسوة المعامله
بينما يدعي الحاكم او المسئول انه يحكم بحكم الله الواجب طاعته بل حتى
تقبيل احذيته ان دعت الحاجه وتلك سنه درج عليها الكثير من هؤلاء ممن يملأ
الشاشات ضجيجا وهو يدعي المسؤؤليه بينما يرزخ شعبه المغلوب تحت قسوة السوط
والم المعامله ومن باب اخر وحتى نكون منصفين علينا ان لا نلوم الحكام
جميعهم فمشكلة بعض الشعوب في بعض افرادها ايضا فهي تقدس الحاكم بل انها
تصوره او تعتبره ظل الله على الارض وعلى هذا الاساس فهي قد بايعته البيعه
المطلقه التي لا رجوع عنها حتى وأن قاد البلاد الى الويلات الكارثيه وهذا
المنطق يؤمن به اصحاب المصالح الانيه ممن يبحث عن مصلحته ضاربا بعرض الحائط
مصالح الامه .
اذن من يتحمل هذا المصاب هل تلك الشعوب التي
اصطفت طوابير لتحية الجنرال ام قساوة الانظمه وتغير وجوهها بين لحظة وأخرى
.ان الشعب أي كان يبحث عن الحاكم الذي يوفر له الحياة الكريمه ويجعل كل
سياساته في خدمة المواطن فهو الذي بايعه على صندوق الانتخاب وتحمل الكثير
من المتاعب في سبيل ايصاله الى سدة الحكم اذن فألاولى بذلك الحاكم او
المسئول أي كانت سلطته ان يكون جدير بهذه الثقه وأن يوفر كل ما يريده
المواطن او يتمناه وتلك هي المسئوليه الاساسيه التي يجب ان يؤديها خصوصا
وأن خدمة المواطن وتذليل المصاعب وتوفير الحياة الكريمه امامه من اساسيات
الحاكم بل هي من واجباته الاساسيه وأن المسئول أي كانت منزلته او سلطته
القانونيه ما هو الا موظف يؤدي واجبا عليه ان يتقنه ومتى ما شعر المسئول
بهذا المعنى وأمن به فقد كسب رضاء المجتمع بأي مكون فيه وهذا ما يريده
المواطن فهو يبحث عن المسئول الذي يستمع الى رأيه ويعيش معاناته وبألتالي
يبحث عن الحلول لها فهو قد امن ان من اساسيات العلاقه بين الطرفين ان يكون
المسئول مجرد وسيله لتلبية متطلبات المجتمع او ابناءه .ويجب ان لا تفهم
العلاقه بين الحاكم والمحكوم على انها علاقه بين الجلاد والضحيه فعلى
الطرفين ان يقوما بهدم هذا الحاجز من خلال مجالس معينه تتيح الاتصال ويتم
خلالها ايصال احتياجات المواطن الى قمة الهرم وأن تكون هذه المجالس ممثله
من مختلف القطاعات او المكونات وأن لا تكون مجالس صوريه او ديكور كاذب اذن
يمكن اعتبار المجالس البرلمانيه وسيله من وسائل ردم الفراغ بين السلطه
والمجتمع فهي تمثل قاعدة الجماهير في ايصال الطلبات او الاحتياجات الاساسيه
للفرد أو حتى ملاحظات المواطن على السلطه .
والكثير من الشعوب خصوصا التي امنت بهذه
العلاقه او استوعبت هذا المفهوم اصبحت من الامثله او النماذج التي يأخذ بها
الاخرون .اذن ان الدعوه الى ردم الفجوه بين الحاكم والمحكوم من متطلبات
الحضاره المعاصره بل انها احد الشروط المهمه لأختزال الكثير من التعقيدات
الروتينيه ووسيله ناجعه لنهوض الأمم المعاصره اذن متى ما أتسعت الفجوه
وبعدت بين طرفي المعادله أختلفت الخدمات المقدمه الى افراد المجتمع وهو ما
قد يولد فراغا او قد يشعر الأخر بنوع من التذمر الذي ربما يقود الى تبعات
اخرى فعلينا ان ندعوا الى ذلك ومن مختلف المنابر وأن لا تكون الدعوه مجرد
كلمات تسطر على اوراق الصحف بل على الطرف الأخر في العلاقه وأقصد به الحاكم
ان يعي اهميتها على المجتمع ودورها في ترسيخ قيم الديمقراطيه وهي حاله
ترجوها الكثير من الامم التي ما زالت منغلقه على نفسها وبألتالي جعلت
مجتمعاتها في حاله من التخلف وفي كافة الميادين والامثله على ذلك كثيره
وليست بحاجه الى مصباح علاء الدين لبيانها او كشفها على الواقع الملموس
.اذن على الحاكم أي كانت سلطته او دوره في هرم الدوله عليه ان لا يكون في
برجه العاجي البعيد عن مشكلات المجتمع بل على أتصال مباشر مع هذه الشرائح
وأن يشعر بكل صغيره فيه وكبيره وتلك هي الرساله الواجب على المسئول العمل
بمقتضاها والايمان بنهجها خصوصا وأنها اوصلت الكثير من الامم الى تخوم
الحقيقه وأبعدت الاخرى الى دهاليز مظلمه .
|