صرخة الى محبي السلام والسلام يحبهم

 

                                                  بهنام نيسان كورئيل

            تحية رفاقية

            منذ احداث 2003 ولحد يومنا هذا نحن نتالم الماً مريراً. كان حلمنا ان يتغير كل شىء نحو الافضل ولكن حدث العكس وبالذات نحن الذين يسموننا الان الاقليات المسيحية والموجودة منذ مئات بل آلاف السنين ولنا حضارتنا وتاريخنا الذي اصبح متداولاً بين شعوب العالم الذي نفتخر به.

منذ احداث 2003 والشعب المسيحي بين مطرقة السنة وسندان الشيعة والضحية هو الشعب المسيحي. لقد هجر منذ احداث 2003 والى يومنا هذا 500.000 الف مسيحي واصبحوا الان بحدود 350.000 الف نسمة و عدد الشهداء بحدود 1250 شهيد ونزيف الهجرة مستمر وماذا يخبىء المستقبل لنا؟ لانعلم ذلك. نسمع بين الحين والاخر ان تلك الدولة وذلك البلد يفتح الهجرة و نرى العوائل المسيحية تتزاحم على ابواب سفاراتها لغرض الهجرة. ماذا تنتظرون انتم المسؤؤلين عن اخوتكم المسيحين هل ستبقون في الحكم بعد هجرة المسيحين ومن الذين تقومون بخدمتهم؟ اطلقوا الصرخة في وجه البرلمان وفي وجه الحكومة وفي وجه المحافل الاقليمية والدولية واطلبوا نجدة هذا المكون الذي يزول شيئاً فشيئاً.

لماذا يهاجر مسيحيو العراق؟

أ‌-        يعلمون ان لهم مبلغاً عند خروجهم من ارض العراق ويعلمون ان تلك الدولة ترعاهم وتقدم لهم الخدمات الصحية والمعاشية والتعليمية، لماذا لاتقوم الدولة العراقية بذلك ومن اين يحصلون على تلك الاموال اليست هي من عائدات النفط مقابل الغذاء؟ ولماذا تقوم تلك الدولة بترفيه العوائل المهجرة؟ لانها مستفيدة من المبالغ المودعة من البرنامج اعلاه، اين هو دور القيادة في العراق من حماية وترفيه ابناء شعبه؟

ب‌-     نعلم ان هناك في العراق العظيم رعاية اجتماعية للعوائل الفقيرة والمتعففة مبلغ قدره 30.000 دينار لكل عائلة ولكل شهر وللاسف هل هذا هو قدر العراقي؟ وفي بعض الاحيان قد لايحصل على هذا المبلغ ايضاً ولكن عندما تصل العائلة الى الدولة التي يرغبون بالهجرة اليها يخصص له دار ومبلغ بآلاف الدولارات او اليورو للاطفال وللعائلة. لماذا لم تفكر الدولة قبل هجرة العوائل ولماذا لم تحمي الدولة العوائل؟ ولماذا لم تخصص مشاريع ليعمل فيها ابناء الشعب؟ ولماذا نجعل الهجرة اسلوباً قسرياً

ج‌-     شُكلت لجان في اقليم كوردستان لدعم العوائل المهجرة (من خلال لجنة شؤون المسيحين) وللأسف الشديد الاسم كبير والفعل لاشىء حيث قامت ببناء دور سكنية لهم ولكن للأسف الشديد لم تفكر كيف تحمي هذه العوائل وكيف يمكن الاستمرار في ديمومة حياتهم بل لم يضعوا في حساباتهم الكثيرة ان الانسان يجب ان يعمل لكي يعيش. في البدء تم تخصيص مبلغ 100.000 الف دينار لكل عائلة ووصل الرقم اخيراً الى 50.000 الف دينار لكل عائلة فهل ياترى ان هذا المبلغ هو كافٍ لسد احتياجات طفلة تذهب الى المدرسة وما يترتب على ذهابها من اجور نقل الى المدرسة والملابس والقرطاسية وغيرها وماذا تفعل بقية العائلة.

أين هي تخصيصات المسيحين؟ ألم تفكروا كيف تعيش الاسرة وكيف يمكن ان تدعم تلك الاسرة لغرض الثبات ومسك الارض وبناء مستقبل للعائلة ولماذا لم تفكروا كيف يمكن مساعدة تلك الاسرة من تخصيصات مالية مناسبة وكيف ان الانسان المهاجر ترك أرث 30 او 40 عاماً من عمره وأخذ يبني من نقطة الصفر عند هجرته. ان الدول التي تستقبل العوائل المهجرة تاخذ في نظر الاعتبار الحالة السابقة للفرد وماهو المطلوب للاستمرار بحياته الجديدة.

وفي اقليم كوردستان العراق المسيحيون الذين هاجروا من وسط وجنوب العراق هم من الدرجة الثانية والثالثة من جميع النواحي وجميع المهجرين الى الاقليم لايعاملوهم معاملة العراقي وابسط دليل ( اغلب بل اقول جميع العوائل) لم يحصلوا منذ قرابة اربع سنوات على بطاقة النفط بينما اقرانهم الاكراد يحصلون عليها لكل عائلة ونطالب ونطالب ولاأذن تسمع ولا لسان ينطق ويصغي لمطالبنا اضافة لفرص العمل والتعيينات وغيرها. أين هي صرخة البرلمانيون المسيحيون في قبة هولير وبماذا يطالبون اذن؟ الحقوق هدرت والارض مسلوبة سلفاً. اننا مجرد صامدون وكيف يمكن ان تصمد العوائل ألاترغب العوائل بأن تعيش نحو الافضل فأين هو الافضل وأين حقوقنا في الاقليم؟

لماذا يهاجر مسيحيو العراق؟

 

 وادناه بعض المقترحات التي قد تكون حلولاً بسيطة ولكن لها دور ايجابي في تقليل المعاناة التي نعيشها اليوم:

1-     الان هناك حوارات ومداولات في الامم المتحدة بشأن المسيحين وكنت قبل اكثر من 6 اشهر قد طرحت فكرة سديدة الى الاخوان في مقر اينشكي بخصوص هجرة المسيحين والان اكررها مرة اخرى في حالة عدم استطاعة الحكومة الفيدرالية العراقية وحكومة اقليم كوردستان الاهتمام بهذا المكون المسيحي من خلال دعمه واسناده وبقاءه لعطاء العراق فلتكن الامم المتحدة هي الخيار في تخصيص ميزانية هذا المكون وتستقطع من مبالغ العراق لغرض ادارة شؤونه بقدراته ومن خلال السياسيين الذين يبذلون كل جهدهم من اجل ابناء هذا المكون ليتمسك بارضه ووطنه وعلى راسهم الاستاذ يونادم كنا الذي نأمل منه ان يكون على مثال القديس اغناطيوس في القرون الاولى الذي كان الاضطهاد المسيحي في اوج عظمته ولكن قبل ان يرمى للاسود قال جملته الشهيرة ( انا حنطة الله اطحن تحت انياب الاسود لاصبح خبزاً نقياً للمسيح وللمسيحين ) والان يتكرر نفس السيناريو القديم امامنا وبهذه الفكرة نستطيع ان نطلق الصرخة الى العوائل المشردة والتي تعيش حالة الفقر واليأس والحرمان والتي تنتظر الهجرة في سوريا والاردن ولبنان وتركيا بان بارقة الامل قد بدأت تنير نهاية الطريق.

2-     اطلاق صرخة في البرلمان باهمية الاهتمام بالقرى المسيحية الموجودة في شمال العراق من خلال تخصيصات مالية لها لبناء مشاريع صغيرة والاهتمام بالقرية من الناحية التطويرية وتحسين الحالة المعاشية لهم مما يجعل ابناء القرية لهم الامل الكبير في البقاء والتطوير وتحسين الحالة المعاشية. انه نظام موجود في اغلب بلدان العالم من حيث اعتماد التطوير الشامل للبلد. ماذا نستفيد من بناء صروح عملاقة في محافظات العراق؟ ماذا نستفيد من تخصيص كل مبالغ العراق لمشاريع عملاقة وتهمل القرى والقصبات؟ ماذا نستفيد عند تخصيص مبالغ لاقليم كوردستان ونحن لانرى اي مبلغ يصل لقرية مسيحية او تطوير في جانب معين من ابناء تلك القرية؟ اليسوا هم من ابناء العراق؟ أوليسوا هم من مكون هذا الشعب؟ اليسوا هم من قلب هذا العراق؟ متى تصل لنا خيرات العراق؟ ومتى نعرف اننا جزء من هذا العراق؟

لماذا يهاجر مسيحيو العراق؟

الخلاصــة

من خلال ماتبين واغلب العوائل التي هاجرت من ارض الرافدين هي لاسباب مالية واقتصادية ومعيشية وامنية ولأن هذا المكون هو أرث حضاري ليس مفروضاً على العراق بل هو من نسيج هذا العراق وحضارته فاطلقوا الصرخة لكي يبقى هذا النسيج في هذا المكون ودعمه مادياً ومعنوياً لكي تبقى كنائسنا شامخة ومتمسكين بأرضهم دوماً. الصرخات من قريب ومن بعيد لن تجدي نفعاً بل النفع الحقيقي هو من داخل العراق ومن داخل قبة البرلمان ومن داخل حكومة العراق.

المكون المسيحي يستطيع ان يحمي نفسه من خلال دعمه مادياً ومعنوياً.

المكون المسيحي قادر على خلق ابداعات ومشاريع ويدير حياته بنفسه من خلال الدعم المادي والمعنوي.

المكون المسيحي بنى صروحاً وحضارات ويستطيع ان يستمر بنفس الحياة والعطاء من خلال الدعم المالي والمعنوي.

المكون المسيحي يستطيع ان يكون مؤمناً ومبدعاً ومكرساً حياته للخالق وان يكون متمسكاً بالارض من خلال الدعم المعنوي.

ان لم تسعفوا هذا المكون فقد يكون القطار قد رحل وتبقى الارض لمن خطط في هجرة هذا المكون واستفاد منها وعطل مسيرة المسيحيين الذين ورثوا هذه الارض عبر الاف السنين وتاريخها حاضر لدينا.

 

سلام لكل محبي السلام ونعمة الرب تحل عليكم دوما وأبداً

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links