توحيد الخطاب السياسي القومي

 

 

                                             يونان هوزايا

           المتتبع للشأن القومي "الكلداني السرياني الاشوري" يستصعب موضوع توحيد الخطاب السياسي، وهو محق في ذلك، ولكن، وعملا بمقولات جماعة نصف القدح الملآن، ومهما قلنا من حقائق التاريخ القريب، و"علقنا" مشاكلنا واشكالاتنا على تدخلات من خارج البيت القومي، او بتأثير الجماعات الطارئة على الساحة القومية، او الدور الذي تؤديه القلة الانتهازية التي همها الاستفادة، والاستفادة حتى على حساب الموقف القومي، في خضم هذا فلا بد ان نحاول البناء على "المشتركات".. والتصدي لموضوعين يكونان جوهر الخطاب السياسي القومي:

مفهوم الوحدة القومية

ويتأسس على مقومات قوية راسخة في القدم، اهمها اللغة السريانية، اذ تمتد لأكثر من الفي عام، بقواعدها المحكمة ومفرداتها الغزيرة، وبسبب هذه العراقة، اصبح لشعبنا اسماء عديدة، لها مدلولاتها التاريخية، لكنها كلها هي ممتلكاته، هذه غدت اشكالية في الزمن الراهن، بل قبل اكثر من قرن من الزمان، فهذا المطران العلامة توما اودو يستخدم لكنيسته صيغة "الاشورية الكلدانية" في نهايات القرن التاسع عشر في اورميا، والعلامة المؤرخ المطران أدي شير يسمي كتاب تاريخ شعبه بـ"كلدو آثور"، "استشهد في1915 في سعرد-جنوب تركيا"، والرمز القومي فريد نزها صاحب مجلة "الجامعة السريانية"، "اصدرها في يوينس آبرس- الارجنتين- بين1934-1958"، فبسبب الاشكالية هذه، ولأيمانه بالوحدة القومية، استخدم اشكالا مختلفة لتسمية شعبنا في مقالاته الكثيرة، فتارة "الكلداني الاشوري"، واخرى "السرياني الكلداني الاشوري"، وفي الثالثة شكلا اخر وآخر.. وفي قراءة المشهد اليوم، سنتوقف عند كيانات ونخب حسمت امرها مع وحدة شعبنا، وهذا مهم، بعضها يستخدم التسمية الثلاثية بصيغتين، واخرى..

 

مفهوم الحقوق القومية

عند بحث الحقوق القومية ضمن الحالة العامة في العراق، وبعد ان أقرها الدستور الدائم "المادة125"، وايضا دستور اقليم كوردستان "المادة35"، نلاحظ تطورا كبيرا، ولكي لايركن الموضوع على الرفوف، او تستحيل المادتان حبرا على ورق، فان جهودا "منسقة" مطلوبة، تأخذ بنظر الاعتبار مناقشة هذه النقاط:

* المعروف عن شعبنا طابعه "الوطني"، الى درجة يرى البعض انه يبالغ بها، وهذه الوطنية هي من المشتركات المهمة، لذا على تلك الكيانات والنخب طمأنة الاشقاء الاخرين بالمشروع المزمع تقديمه.

* توأمة المشروعين، او مزاوجة مفهوم المادتين، استنادا الى ان كليهما اجتهادات واختلافات عند صياغة النص المناسب.

* ديموغرافية شعبنا، وجغرافية حقوقنا -ان صح التعبير- وانطلاقا من مفهوم ان لشعبنا حقوقه في جميع مناطق تواجده، وان بعضا من هذه المناطق لازالت هويتها واضحة، فلابد ان يضمن المشروع الحفاظ على تلك الهوية، و"تحسينها".

* استمرار الهجرة نحو اوروبا واميركا واستراليا مرورا بدول الجوار، واخطار هذا النزيف، فضلا عن النزوح الكبير من المدن، لأسباب لا تخفى على احد، وهي نقطة مهمة وخطرة ويجب الاسراع في معالجتها جذريا، بعودة النازحين لمنازلهم وممتلكاتهم واعمالهم وتعويضهم.

* الاشتغال على الوعي والتنوير، خاصة في حث شعبنا على المشاركة في المحطات التي تمر بها العملية السياسية في العراق، من احصاءات واستفتاءات وانتخابات، وبخصوص الاحصاء المزمع اجراؤه نهاية العام الحالي، فلا احد يستطيع ان يخمن، كم من ابناء شعبنا ستسجل اسماؤهم في حقل القوميات الاخرى؟

من كل هذا نتساءل: هل ممكن ان تكون الكيانات والنخب المذكورة اعمدة لمشروع بناء على اساس المشتركات؟ وهل الدوافع اعلاه كافية لتوافق جاد لأجل توحيد الخطاب القومي؟.

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links