النذور الرهبانية
الراهب اشور ياقو البازي
إن نشوء الحياة الرهبانية يبدأ بالمسيح، فهو الراهب الأول إذا جاز القول.
لأنه هو الذي علمنا الحياة الرهبانية، ووضع لها اسسها. إذ قال للشاب الغني
الذي بعدما رآه قد أكمل جميع الوصايا ( الكلمات العشر ): " إذا أردت أن
تكون كاملاً، فأترك كل شيء واتبعني "، وهو قال أيضاً : " من أراد أن يكون
تلميذي، فعليه أن يترك أباه وأمه وكل ماله ". إذا يسوع هو الذي شق لنا طريق
الخلاص والحق والحياة.
كانت الجماعة المسيحية الأولى كما يصفها سفر أعمال الرسل المثال الأول
لجماعة الرهبان حيث كانوا يواظبون على الصلاة كل يوم بقلب ونفس واحد على
تعليم الرسل، وكسر الخبز، والحياة المشتركة. إذ كان كل شيء عندهم مشترك،
وهكذا من بعد الرسل عمد بعض المؤمنين رجالاً ونساءاً إلى الانقطاع عن
العالم إلى الصلاة، والصوم، والتحلي بالزهد، والتقشف وعدم الزواج. " من
تبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني ".
لذا فليس الراهب إلا إنساناً مسيحياً قد ألحت عليه دعوته المسيحية
بالسير وراء المسيح، والعيش على نمط حياة يسوع المسيح.
إن المسيح قد اختار في أثناء حياته الأرضية أن يعيش نمطاً معيناً،
فاختار أن يعيش فقيراً، متبتلاً، مطيعاً. لذلك يختار الراهب نمط حياة يسوع،
أو بالأحرى يختار يسوع الفقير، المتبتل، المطيع. لا يثقل علينا أن نردد أن
الراهب لا يختار الفقر في حد ذاته كقيمة، بل يسوع الفقير. ولا التبتل بل
يسوع المتبتل. ولا الطاعة بل يسوع المطيع. كما أنه لا يختار الصليب، بل
يتمثل بيسوع المصلوب. فإنما اختيار الراهب هو اختيار لشخص يسوع المسيح،
وبالتالي ما عاشه هذا الإنسان العظيم على الأرض.
إن دافع الراهب لنذر النذور الرهبانية هو شخص يسوع الذي سبقه في اختياره
إياها، إقتداءً وتشبهاً وتمثلًا به، فقيراً، متبتلاً، مطيعاً.
النذور الرهبانية وبعدها الإنساني ( الأنثروبولوجي )
الحق يقال أن النذور الرهبانية الثلاثة تتعلق في عمقها بنـزعات إنسانية
ثلاث هي من صميم الكيان البشري، ألا وهي علاقة مع الشخص بالعالم المادي ومن
هنا نذر الفقر، وعلاقته مع الأشخاص ومن هنا نذر التبتل، وعلاقته بالمجتمع
البشري ومن هنا نذر الطاعة.
إن للنذور الرهبانية الثلاثة جذورا أنثروبولوجية عميقة، لذلك لا يمكن
النظر إليها على أنها تخالف النـزعات الانسانية العميقة من امتلاك، وعاطفة،
واستقلال، وسلطة، فلا يمكن أن يخالف الإنسان طبيعته البشرية التي خلقها
الله. حتى وان حرفتها الخطيئة انحرافاً عميقاً.
لكن الانسان المكرس يتجاوز هذه النـزعات الإنسانية، لتعود إلى اصلها كما
قصدها الله وخلقه عليها، فان الراهب يسعى في حياته كلها إلى تجاوز ما قد
تتسم به علاقته بالأشياء والأشخاص والمجتمع من نزعة أنانية، إمتلاكية،
عاطفية، استقلالية وتسلطية لتعود نـزعته وعلاقته إلى أصلها الصالح.
إن النذور الرهبانية تكمل الطبيعة البشرية لأنها تحررها من كل نزعة
أنانية، وهذا ما دعا إليه يسوع المسيح من ( فقدان الحياة ) وبولس الرسول من
( خسران )، فهناك وجه سلبي من ألم وتضحية من صلب للنـزعات وموت عنها. هناك
الوجه الإيجابى من قيامة وحياة، من استخدام طاقات الفرح والحي . هذا ما دعا
إليه يسوع المسيح وبولس الرسول من ( ربح ).
فالنذور الرهبانية إذ تحرر فأنها تفتح افاقاً شاسعة لا حد لها، وتفجر
العلاقة مع شخص يسوع المسيح، ولا يتحقق ذلك كله إلا بدافع من الروح القدس
وبإلهامه وقوته، فهو المحرك والجاذب تجاه شخص يسوع المسيح، وهو المحرر
والمكمل تجاه الطبيعة البشرية.
النذور ومرجعها الكتابي
الحق يقال إن المراجع الكتابية الصريحة عن النذور تتعلق بنذر التبتل (
العفة ) فحسب. أما نذرا الفقر والطاعة فمراجعهما ضمنية.
أما التبتل فيرتكز أساساً على قول يسوع : " فهم من لا يتزوجون من اجل
ملكوت السماوات " فمن قدر إن يقبل فليقبل " ( متي 19 : 18 ) فدعوة يسوع
إلى التبتل صريحة في قوله هذا غير انه لا يفرضها، بل يعرضها برصانة في قوله
" من استطاع أن يقبل فليقبل " وفي كلام بولس المتبتل صدى لكلمة يسوع هذه
فيقول " اني أود لو كان جميع الناس مثلي" ( ا كور 7 :7 ).
قال الأباء القديسون إن النذور الرهبانية هي زهد في العالم، وارتباط
النفس كلها بالخدمة الإلهية والتزامها بالفقر الاختياري والعفة والطاعة حتى
الموت، وإبراز هذه النذور الثلاثة هي رفع لعلة موانع الكمال الثلاثة التي
أوردها القديس يوحنا البشير يوحنا بقوله " لا تحبوا العالم وما في العالم
من أحب العالم لا تكون محبة الأب فيه لان كل ما في العالم، من شهوة الجسد
وشهوة العين ومجد الحياة لا يكون من الأب، بل من العالم. العالم يزول ومعه
شهواته، أما من يعمل بمشيئة الله، فيثبت إلى الأبد " ( 1يوحنا 2 : 15 –
18 )، فالشهوة اللحمية ننزعها بالطهارة وشهوة العين نستأصلها بالفقر وفخر
الحياة نتحرر منه بالطاعة.
1 - الفقر
قال الرب يسوع في بدء عظته على الجبل " طوبى للمساكين بالروح فان لهم
ملكوت السماوات " ( متى 5: 3 ) لم يجعل المسيح الفقر أول مواعظه، بل إنه
تعالى جعله مبدأ التعليم بالعمل والقول. لأنه قد علمناه بمثله كل أيام
حياته وهو الدرس الأول الذي أعطانا هذا المعلم السماوي عند مجيئه إلى
العالم في الاسطبل والمذود اللذين ولد فيهما واللفائف التي لف بها، والتبن
الذي رقد عليه ونفس الحيوانات الذي وقاه من البرد. فهذا جميعه يعظنا في شان
الفقر الاختياري منذ ابتداء حياته.
وكما كان ذلك منذ أول كرازة علينا كانت ايضا كرازته الأخيرة إذ جعل
الصليب منبراً لتعليمه عند موته، كما كان قد جعل المذود منبراً لهذا
التعليم عند مولده. لانه مات عرياناً وفقيراً بهذا المقدار حتى التزم يوسف
الرامي أن يشتري له كفناً ليكفنه به. وهكذا كانت كل أيام حياته إنه لم يكن
له موضع يسند إليه رأسه " للثعالب أوكار، ولطيور السماء أعشاش، وأما ابن
الانسان، فلا يجد أين يسند رأسه " ( متى 8 : 20 ) ولا معه شي ليفي عنه
الجزية، التي كانوا قد طلبوها منه. وما ذلك إلا لانه تعالى شاء أن يجعل
الفقر الاختياري أساساً للكمال الإنجيلي حسب قوله في إنجيل ( متى 19 : 21 )
" إن أردت أن تكون كاملاً اذهب وبع كل مالك واعطه للمساكين " ومن ثم احتاج
الامر أن يؤكده جيدا بمثله.
لقد كان الفقر الاختياري معتبراً في بداية الكنيسة بهذا المقدار حتى إن
كل رزق المؤمنين كان مشتركا بينهم والذين كانت لهم بيوت وحقول كانوا
يبيعونها ويأتون بثمنها إلى الرسل. كان الرسل يوزعون الاموال حسب احتياجات
كل واحد ( أع 4 : 32 – 37 ) ليظهروا بذلك إن الأرزاق العالمية ينبغي أن
تداس بالأرجل. فعلى مقتضى هذا التعليم المقدس وهذه العادة الحميدة نرى جميع
القديسين ومؤسسي الرهبنات المتنورين جعلوا الفقر الاختياري أساساً للسيرة
الرهبانية.
كما قال الرب يسوع في إنجيل ( لوقا 14 : 33 ) " وهكذا لا يقدر أحد منكم
أن يكون تلميذاً لي، إلا إذا تخلى عن كل شيء له " ، " أما الذين يطلبون
الغنى فيقعون في التجربة والفخ وفي كثير من الشهوات العمياء المضرة التي
تغرق الناس في الدمار والهلاك. فحب المال أصل كل الشرور، وبعض الناس
استسلموا إليه فضلوا عن الإيمان وأصابوا أنفسهم بأوجاع كثيرة " ( 1
تيموثاوس 6 : 9- 10 ) .
اختار يسوع المسيح إماً فقيرة، ومدبراً نجاراً، وتلاميذ مساكين وختم
عمره على الصليب بفقر وعري لا نظير له.
حقاً إن يسوع الذي هو حكمة الله لو لم يعلم أن الفقر مناسب له لما
اتخذه، ولو لم يعلم ان الفقر درة ثمينة ولو كانت حقيرة في العالم لما انحدر
من سمائه لطلبها، ولا اجترح عجائب كبيرة على مساكين وفقراء وهدى بهم
العالم.
لهذا السبب يختار الراهب الفقر الاختياري المقدس ويتجرد عن الغنى كله
لكي يقتدي الراهب بربه يسوع المسيح .
2 - العفة
قال بولس الرسول إلى كنيسة ( 1 تسالونكي 4 : 3 – 6 ) " فأن مشيئة الله
هي هذه قداستكم. وذلك بأن تمتنعوا عن الزنى، وان يعرف كل واحد منكم كيف
يحفظ جسده في الطهارة والكرامة. غير منساق للشهوة الجامحة كالوثنين الذين
لا يعرفون الله " لان الله لم يدعنا إلى النجاسة بل إلى القداسة.
قد أوضح لنا سيدنا يسوع المسيح في الإنجيل المقدس أن العفة تصير
المتصفين بها شبيهين بالملائكة بقوله في إنجيل ( متى 22: 30 ) " فالناس في
القيامة لايتزوجون ولا يزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء ".
فبالعفة يعيش الإنسان العفيف بالجسد كأنه غير جسدي وبهذا المعنى قال بولس
الرسول إلى كنيسة ( رومه 8: 30 ) " وأما أنتم، فلستم تحت سلطة الجسد بل تحت
سلطة الروح اذا كان روح الله ساكناً في داخلكم حقاً. ولكن ان كان احد ليس
له روح المسيح، فهو ليس للمسيح ".
بما ان الله قد حررك من نير العالم وهموم الزواج فكن معه أميناً في حفظ
ما دعاك إليه لانه تعالى دعاك للتقديس أي العفة والطهارة، فاحفظ جسدك ونفسك
بالقداسة والكرامة لأنك صرت هيكلاً لله تعالى كقول الرسول بولس إلى كنيسة (
1 كورنثوس 6: 19 ) " أما تعلمون إن جسدكم هو هيكل الله وروح الله الساكن
فيكم ".
ان الكتاب المقدس والآباء القديسين جميعهم قد مدحوا فضيلة العفة
والطهارة لانها تقدس النفس والجسد. وتعيد المؤمن إلى حرية البر الأصلي.
كان بين جماعة الرسل يوحنا وبولس حافظين للعذرية فالواحد خطف إلى السماء
الثالثة، حيث سمع اموراً مدهشة تفوق الوصف ولا يحق لانسان أن ينطق بها (
2كورنثوس 12 : 4 ) والاخر اتكأ على صدر المسيح وكذلك ظهر له في جزيرة بطمس
( رؤيا 1 : 1 ). فان يوحنا وبولس قد صار أبلغ فطنة وأوفر حكمة حتى بلغا
أعلى معرفة بالإلهيات كما تبين من أقوالهما وقد ارتقيا إلى أعلى درجة من
الكمال والمحبة حتى تم فيهما ما قيل في سفر ( الامثال 22 : 11) " من أحب
طهارة القلب رق كلامه فصادقه الملك "، وكون فضيلة العفة من شانها أن تخضع
آلام الجسد وشهواته وتقودها إلى العقل وتهيء النفس لمخاطبة يسوع والاتحاد
به.
ان حنة ابنة فانوئيل من أجل عفتها استحقت روح النبوءة وابصرت المسيح
بالجسد وإتحدت معه تعالى بالروح.
الكتاب المقدس شبه فضيلة العفة والطهارة بالزنبق والسوسن والورد وبقية
الأزهار الذكية الرائحة ليعرفها شرفها من حسن بهائها وعطر رائحتها فهذه
الفضيلة تجعلنا في الأرض مثل ملائكة الله.
من عاش بالطهارة وهو في الجسد، فهو أعظم مقاماً من ان يكون ملاكاً. ليس
بعجيب إذا حافظ الثلج في الفلك على بياضه. إذ لا مانع يمنعه عن ذلك وإنما
هناك التعجب متى طرح على الأرض وديس مع الطين ثم يبقى على حاله شفافاً.
وليس مستغرباً إذا كان الملائكة أنقياء وأطهاراً ومحافظين على نقاوتهم في
السماء حيث لا مقاوم لهم.
أما البشر الذين يعيشون بالطهارة والعفة وهم متسربلون باجسادهم ومترددون
بين اخطاء ومعاثر الحياة فهنا يحق التعجب والذهول، فلو كان الملائكة يلبسون
ويميلون بطبائعهم إلى الحسد والغيرة لكانوا حسدوا الأطهار.
وقد جاء في سفر الرؤيا ( 14 : 1 _ 4 ) " ونظرتُ فرأيتُ حملاً ( يسوع
المسيح ) على جبل صهيون ومعه مائة واربعة واربعون الفاً ظهر اسمه واسم ابيه
مكتوباً على جباههم. وسمعت صوتاً من السماء مثل هدير المياه الغزيرة او دوي
الرعد الهائل، وكأنما هو انغام يعزفها لاعبون بالقيثارة. وهم يرنمون ترنيمة
جديدة امام العرش وامام الكائنات الاربعة وامام الشيوخ وما من احد يقدر ان
يتعلم الترنيمة الا المائة والاربعة والاربعون الفاً المفتدون من الارض.
هؤلاء هم الذين ما تدنسوا بالنساء فهم ابكار، هؤلاء هم الذين يتبعون الحمل
اينما سار، والذين تم افتدائهم من بين البشر باكورة لله والحمل، ما نطق
لسانهم بالكذب، ولا عيبَ فيهم "
3 - الطاعة
قال صموئيل النبي في سفره (1 صموئيل 15 : 22) " أ بالمحرقات مسرة الرب
وبالذبائح ؟ أم بالطاعة لكلامه ؟ الطاعة خير من الذبيحة " هل يريد الله
محرقات وذبائح. أو بالحري يحب اكثر الطاعة لصوته. لان الطاعة أفضل من
الذبائح، والإستماع أفضل من تقريب شحم الكباش ؟ والآباء القديسون جميعا قد
مدحوا الطاعة وفضلوها على جميع الأعمال. لان كل الأعمال الصالحة تتولد
منها، وذلك لان كل عمل صالح، اما ان يكون الله أمر به، أو اشار إليه وعلى
كلا الحالين ان مارسنا ذلك العمل نكون قد اطعنا الله. اذا كل فضيلة هي
طاعة، وبالعكس كل رذيلة هي مخالفة.
ان الراهب الذي لم يترك مشيئته ليس هو براهب. بل مهيج الرب إلى الغضب.
قال القديس اوخاريوس : " انك حييت في ذاك اليوم الذي فيه كفرت بمشيئتك ".
ان الإنسان المطيع حقاً لا يعرف تأخيراً يجهل الغد، والإبطاء يسبق الأمر
بفعله، فتراه قد أكمل فعل الطاعة قبل أن يصور الأمر، ولا يزال معداً عينه
للنظر، وإذنه للسماع، ولسانه للتكلم، ويديه للعمل، ورجله للسير، وبالجملة
يكون مستعداً لانجاز ارادة الله ومشيئته وارادة ربنا يسوع المسيح ابن الله
الحي.
كذلك انجاز ارادة رئيسه وبقية الرهبان الذين يأمرونه. فأطع في كل شي ما
عدا الخطيئة لان الله هو أولى بان يطاع أكثر من الناس.
أما بما يخص خدمة الاخوة، اجعل ذاتك كالمكنسة الموضوعة للتنظيف،
وكالمنشفة القابلة أوساخ اخوانك، وكن معهم كالعبد مع سادته. لا كالاخ مع
اخوانه، أي كل ما تفعله افعله لمجد الله. مزدرياً ذاتك محتسبا نفسك جاهلاً
في أفكارك، واقوالك فتحل فيك حكمة الرب وتسهل عليك الطاعة.
ان الله أراد أن يرينا شرف الطاعة وكل استحقاقها، والمجد الذي كلل به
ناسوت المسيح الذي أخضع نفسه واطاع حتى الموت الصليب. كما قال الرسول بولس
إلى كنيسة فيلبي (2 : 7 - 8 ) " بل اخلى ذاته وأتخذ صورة العبد صار
شبيها بالبشر وظهر في صورة الإنسان، أطاع حتى الموت، الموت على الصليب "
قال القديس اغناطيوس انه ينبغي لنا حين يدق الناقوس، أو يتكلم الرئيس ان
نصغي مطيعين، كأنه يأمرنا السيد المسيح عينه، وانه يجب علينا حينئذ أن نترك
كل شي مطلقا حتى اننا لا نكمل الحرف الذي بدأنا به بكتابته، ونظراً إلى هذا
الأمر يحسن بنا نقتدي باولئك الرهبان القدماء
الذين يمدح طاعتهم جداً الانبا كسيانوس
عن أشغالهم، انهم كانوا مواظبين على العمل. بعضهم يكتب، وبعضهم يتأمل،
وبعضهم يعمل ويشتغل، إلا انهم كانوا حين سماعهم صوت الناقوس يدق، أو صوت
الرئيس ينادي يخرجون حالاً من قلاليهم بغيرة مقدسة وبسرعة هذا حدها حتى ان
الذي كان يكتب في ذلك الوقت لا يكمل الحرف الذي كان قد أبتدأ بتحريره، وما
هذا إلا لانهم كانوا يفضلون الطاعة على كل عمل من أعمال ايديهم، وعلى
القراءة الروحية والصلاة والتأمل وبقية أفعال التقوى هذا هو الذي كان
يجعلهم يتركوا كل شي كيلا يتأخروا لفعل الطاعة ولو دقيقة واحدة كأنهم
يسمعون صوت الله تعالى بعينه
المصادر :
1 – الحياة الرهبانية بعد المجمع الفاتيكاني
الثاني، من وضع فريق الاختصاصين، ترجمة الأب انطوان صيفي، منشورات
( أوراق رهبانية ) ( 5 ) ، لبنان 1971 .
2 - الاباتي يوحنا ثابت، مئة محاضرة رهبانية،
لبنان 1993 .
3 - الاباتي اغناطيوس أبي سليما، الحياة
الرهبانية وكرائم القيم، دير مار انطونيوس، لبنان 1995 .
4 - الأب فاضل سيداروس اليسوعي، هوية الحياة
الرهبانية، دار المشرق، لبنان 1996 .
|