اذا كان هؤلاء مفكريهم فكيف تكون أفكارهم
يوسف شكوانا
يشترط
بنجاح أي فكر عاملان أساسيان هما طبيعته واشخاصه وهذا ينطبق على الافكار
والاحزاب والمنظمات والمؤسسات المختلفة كالاندية والجمعيات والاتحادات
وغيرها، فتكاد كل الانظمة الداخلية تتضمن فقرة في شروط العضوية تقول: أن
يكون حسن السيرة والسلوك، وتتباين درجة التشدد بهذه النقطة من مؤسسة الى
أخرى وغالبا ما تكون التنظيمات السياسية أكثر تشددا بها لأن شخصية العضو
تعتبر مرآة تعكس طبيعة المؤسسة التي ينتمي اليها، فكم من أعضاء في تنظيمات
مختلفة نالوا عقوبات أو حتى خسروا العضوية لسبب الادمان على لعب القمار
مثلا أو الافراط في تعاطي الكحول أو الاسلوب البذئ في الكلام وما الى ذلك،
وعلى العكس هنالك احزاب انتشرت بسرعة بفضل نزاهة ومصداقية وأتزان وثقافة
ناشري افكارها ولكل منا أمثلة عديدة على الحالتين، فالعضو يعكس الفكر
بشخصيته وأخلاقه وكيفية تعامله مع الاخرين وهذه تخلق أنطباعا لدى الفرد
وكأنه تعرف على هوية التنظيم أو الفكرمن خلال أشخاصه، فمثلا يقال أن
التنظيم الفلاني لا بد وأن يكون جيدا لأن أعضاؤه هم فلان وفلان وهم معروفين
باتزانهم، وبالعكس يقولون ماذا تأخذ من تنظيم أعضاؤه فلان وفلان.
نشرت موضوعا بعنوان (لا التأشور عار ولا الزوعاوية) وكان ردا على تكرار
أطلاق التسميتين على كل من لا يتفق مع رأي الانقساميين، وكما ذكرت في رد
آخر أنني لم أقلل من شأن أية تسمية أخرى أو أي تنظيم آخر فأذا قلنا لغتنا
جميلة هل نعني أن لغة الاخرين قبيحة؟ وأذا قال أحدهم أن ارضي الزراعية أو
أرض جاري جيدة هل يعني هذا أن أراضي الاخرين رديئة؟ ورغم أن المسالة واضحة
ألا أن البعض يصر على تحريفها كي يخلق مبررا للتهجم وتفريغ ما بجعبته من
كلمات تطلق على كل من لا يسير في خطهم الانقسامي، ومن اسلوب ردودهم يعلنون
مدى الحقد والكراهية التي يحملونها لكل من يخالفهم الرأي، فإما أن تكون
حاقدا وانقساميا وإلا فإنك متنكر لأصلك، وكأن الاصل كان الحقد والانقسام،
فقام أحدهم بالرد على موضوع آخر لا علاقة لي به ألا أنه لم يود أن يختم
موضوعه قبل أن يبث سمومه عليَ لا لسبب وأنما لممارستي حريتي في التعبير عن
رأي الذي لا أفرق بين تسمياتنا وأعتز بها جميعا فأنني كلداني وأنني آشوري
وأنني سرياني لقد عيروني بالاشورية وقلت الاشورية ليست عارا وأذا عيرني أحد
بالكلدانية أقول أن الكلدانية ليست عارا وهكذا السريانية ولكن مثل هذا
القول لا يروق للذين يعتبرون التسمية الاشورية كابوسا يؤرق منامهم.
جوابا للذين يطلقون هذه التسمية كتبت عنها باختصار قدر الامكان بهدف
الايضاح أن هذه التسمية ليست عارا فبدأت بالتاريخ القديم وما قدمه
الاشوريون بعدها مرورا سريعا على كنيسة المشرق ودورها عبر التاريخ وكيف أن
الاشوريين هم جزء منها أسوة بالكلدان وغيرهم ثم تطرقت الى العصر الحديث
وبدء الحركة القومية والمجازر والمآسي وتشكيل التنظيمات السياسية القومية،
كل ذلك دون أن أتطرق الى اية تسمية أخرى من تسمياتنا لأنها لم تكن موضوعنا،
كما أكدت أكثر من مرة بعدم وجود حالة تحول من قومية إلى اخرى بنظر الوحدوي،
وكالمتوقع قام عدد من الكتاب الانقساميين بالرد ولكن لم يتطرق أي منهم الى
أي من النقاط التي ذكرتها مما يزيد من قناعتي بأن ما كتبته كان صحيحا هذا
بالاضافة الى عشرات الرسائل التي استلمتها في بريدي الالكتروني وكلها تعبر
عن تأييد كتابها لما كتبت. كنت أتمنى أن يقوم أحدهم بتفنيد ما كتبته
بالدليل المقنع فربما أخطأت ببعض منها أو كلها ولكن شيئا من هذا القبيل لم
يحصل فلم يناقشني أحد بما كتبت وأنما الذي كتبوه كالعادة كان أطلاق ما
يجيدوه من كلمات والقاب أصبحت من صفاتهم بلا منافس، فكتب أحدهم عني عاكسا
شخصيته قائلا:
نعم أنه عار ثم عار ثم عار/ التنكر للاصل/ تغيير الهوية/ صفة الارذال/
احتقار الذات والنسب/ انعدام الثقة بالنفس/ الشعور بالنقص/ لست ذي اصل
ونسب/ تبريراتي تثير الشفقة والرثاء/ كيف لا أشعر بالعار/ غيرت جلدي/
أرتميت بأحضان غيري/ عار/ عديم الكرامة/ تخليت عن هويتي/ تخليت عن أصلي/
تخليت عن أنتمائي.
ربما يقول البعض انني بالغت بهذه الكلمات ولكنها الحقيقة كما كتبها أحد
دعاة الانقسام واذا استغرب القارئ بعد قراءتها فأنني لم استغرب لأنه هل
نتوقع من الذي يقسم ما تبقى من شعبنا غير مثل هذا الاسلوب، فالذي يحاول
تقطيع ما تبقى من شعبنا إلى أجزاء متناحرة هل تهمه سمعة فرد من هذا الشعب،
(للعلم فقط إن آخر ما توصل إليه هذا المفكر هو الفرز على اساس الجينات
الوراوثية وكالعادة دون ذكر الدليل أو نوع شهادته في هذا الحقل وعدد الذين
فحصهم). نعم أنه أطلق كل هذه العبارات وهو لا يعرفني ولا أنا اعرفه ولكنني
عرفته من ألفاظه فالشجرة الجيدة تأتي بثمار جيدة والشجرة الرديئة تعطي
ثمارا رديئة، لم يبين أين هو العار في التسمية الاشورية هل هو في حضارتها
النهرانية أم في لغتها لغة الالب بيث ام في ديانتها المسيحية، وعن الاصل
والنسب فرغم أن الشاعر يقول: لا تقل أصلي وفصلي أبدا أنما أصل الفتى ما قد
حصل، ورغم ذلك فأي أصل وفصل يريد فأذا يرجع الى أصل عوائل القوش ليجد بنفسه
أن اصل عائلتي هو من القوش منذ القدم ولعلمه أن القوش كانت قائمة في وقت
النبي ناحوم الالقوشي في القرن السابع قبل الميلاد يوم كانت الامبراطورية
الاشورية بأوج عظمتها وأذا نسير مع التاريخ نجد أن نصف الكتاب وألادباء
والشعراء والكهنة والشمامسة الذين أنجبتهم القوش هم من عائلتي واصلي،
وللاختصار أدعوه للبحث عن كتاب سفر القوش الثقافي للاديب بنيامين حداد ليجد
الجواب فيه، والكل يعرف دور عائلتي في التمسك بالكنيسة وخدمتها الى درجة
اننا معروفين بهذه الخاصية ويكفيني فخرا أنه لا يوجد في عائلتي لا سابقا
ولا حاليا من يحاول تقسيم شعبنا الى أجزاء وهذا أسمى وسام أحمله وأعتز به،
هذا وسأكون متنكرا لأصلي لو سلكت طريق الانقسام الغريب عن طريق أبائي
وأجدادي. أما عن الشفقة والرثاء فأسأل أذا كان من يفوز فكره الوحدوي بجميع
المقاعد البرلمانية بأصوات شعبنا يستحق الشفقة والرثاء فماذا يستحق الذي لم
يحصل على شئ ويرفضه شعبنا في كل الانتخابات. ولا اريد هنا التطرق الى كل ما
نعتني به خشية أن أنجرف إلى ما ترفضه أخلاقي ومبادئي وأفقد أحترامي لقلمي
وللمواقع التي تنشر كتاباتي وأترك ذلك له كي يسأل عني وعن اصلي كل من
يعرفني.
أن مثل هذه الكلمات عندما تصدر من فرد لا بد وأن تؤثر على سمعته في
المجتمع أما أذا كان الفرد ينشر فكرا معينا فأنها تنعكس على ذلك الفكر. فهل
يذكر التاريخ أن فكرا أنتشر بالشتائم أو بكيل الاتهامات للاخرين، فالذي له
بضاعة جيدة يعرضها للاخرين ولهم العقل والعيون ليروها ويقرروا، أما الذي
يعرف أن بضاعته فاسدة فلا يعرضها وأنما يكتفي بالمناداة بأن بضاعة الاخرين
فاسدة للحيلولة دون رواجها وللتغطية على فساد بضاعته.
أن الذي يملك الحقيقة ليس بحاجة الى الانفعال واطلاق مثل هذه الكلمات
بهذه الطريقة الغير حضارية وأنما يكفيه الدفاع عن فكره باظهار الحقائق ولا
يمكن حجب الشمس بالغربال ولكن هذا يتم عند أمتلاك الحقائق وهكذا يصبح أسلوب
الشتائم طريقة الفاشلين والذين تفتقر أفكارهم الى الحد الادنى من
المصداقية. أن اسلوب الانقساميين في ردودهم على الموضوع الذي كتبته تثبت
أنني لا بد وأن ضربت على الوتر الحساس في أظهار الحقائق والوقوف في وجه
مشروعهم الانقسامي ألمبني على أساس خلق الكراهية والبغضاء بين أبناء
القومية الواحدة باختلاق الاسباب وتعميم حالات التعصب من الطرف الاخر ولكن
شعبنا يضع الفريقين في خانة واحدة بعيدا عن أيمانه وارادته وتطلعاته. إن
واقع الحالة أشبهها بآلة قياس يقف في أحد طرفيها التعصب الاشوري محتلا جزءا
صغيرا منها وفي طرفها الثاني يقف الانقسام الكلداني بمساحة مماثلة، وبين
الطرفين وعلى معظمها تقف الاغلبية المؤمنة بالوحدة، والغريب إن هذه
الاغلبية هي هدف لسهام الطرفين فكل طرف يعتبرها عدوه الاول على طريقة إما
معي أو ضدي.
إن كل الردود ألان وسابقا تستند على فرضية إنني الغي التسمية الكلدانية
وينسجون حولها ما يروق لهم من جمل واتهامات من غير وجود أي دليل لا بل إنني
أتحداهم جميعا أن يأتوا بإثبات إنني قلت ذلك فقناعتي وأيماني هي إننا قومية
واحدة بتاريخنا وجغرافيتنا ولغتنا وديانتنا وعاداتنا وحاضرنا وتطلعاتنا
المستقبلية، لنا أكثر من تسمية قومية وكلها نابعة من جوهر هذه القومية
فالاشورية والكلدانية يرجع تاريخهما إلى بداية الحضارة والمدنية ثم جاءت
السريانية لترتبط بمسيحيتنا ولغتنا والاهم من كل هذا فهذه التسميات الثلاثة
حية بدليل وجود من يعتز بها ولا يحق لأي كان إلغاء أي منها فذلك يعتبر
إلغاء كل الذين يعتزون بها. هذه هي قناعتي ولي الحق أن أمارس حريتي في
الوقوف على مسافة واحدة منها جميعا، كما وأختلف بنفس الدرجة مع المتعصبين
من كل الاطراف، أنني شخصيا لا أعاني من عقدة التسمية فالاهم لدي هو الوحدة
القومية والاتفاق على تسمية واحدة أيا كانت وسأكون أول المؤيدين لها، فلقد
أيدت التسمية الكلدواشورية آملا أن توحدنا والتي أقرها مؤتمر بغداد وهنا
ربما يقول البعض لأن المؤتمر كان برعاية زوعا، ولكن بعده أنعقد مؤتمر
عنكاوا وأقر تسمية كلداني سرياني آشوري وكان بغياب زوعا وبرعاية المجلس
الشعبي الكلداني السرياني الاشوري الذي أختلف معه بالعديد من الامور الا
إنني أيدت التسمية التي أقرها وبهدف الوحدة القومية أيضا. وأملي هو أن
ينعقد مؤتمر آخر أكبر وأشمل ويقر تسمية يتفق عليها الكل وأرجو أن يكون آخر
مؤتمر لحل هذه الاشكالية. هذا هو أيماني وكل كتاباتي نابعة من هذا الايمان
وسيرتي لا تختلف عنه وهكذا فأنني لم أكتب أكثر مما قاله البطريرك الكلداني
مار عمانوئيل توما (إن اسم الكلدان والاشوريين أطلق على شعب واحد عبر
التاريخ). والبطريرك الكلداني مار عمانوئيل دلي (إن الكلدان والآشوريين
تاريخياً يُشكلون جماعة واحدة تشترك في تراث ديني ولُغوي وعرقي وقومي نشأ
في تربة حضارة بلاد ما بين النهرين). والاب الدكتور يوسف حبي (يكفينا
تأكيدا حقيقة واحدة هي أن الاختلاف بين الاشوريين والكلدان هو النساطرة
والكثلكة) كما يقول (حين إتخذ الشطر الكاثوليكي من كنيسة المشرق اسم
الكلدان بينما فضل الشطر النسطوري اسم اثوريين وكرس أتباع كنيسة المشرق
المغاربة اسم السريان، إن هذه التسميات مهما كان نوعها وأصلها ووقعها تظل
امورا ثانوية نسبة الى الوحدة)، والمطران سرهد جمو بمحاضراته سابقا
ومسرحيته بين دجلة والفرات، والندوة المشتركة للمطران ابراهيم ابراهيم
والمطران باوي سورو في قاعة كنيسة أم الله الكلدانية في مشيكان وتأكيداتهم
جميعا على وحدتنا القومية. أكتفي بهذه الاقوال وللمتهيئين للرد أقول مهلا
إنها ليست أقوالي. إننا نشترك بكل المقومات إلا التسمية فهل من المعقول أن
نترك الكل ونلتزم بالتسمية؟ لننظر إلى غيرنا (ولا أطلب تقليدهم) كيف يترك
أحدهم بيته وعائلته وبلاده ويذهب ليساعد من لا تربطه معهم إلا رابطة الدين
فلا يشترك معهم لا بالقومية ولا باللغة ولا بالارض ولا بالتاريخ ولا
بالعادات أوالتقاليد ولا بالاحزاب السياسية ... ولكنه يعتبرهم إخوته لمجرد
وجود عامل واحد فيضحي بنفسه من أجلهم، ألا يوجد أكثر من عامل مشترك بيننا؟
حال ظهور نتائج الانتخابات قلت للعديدين (الله يسترنا من هؤلاء) حاولت
الابتعاد عن الكتابة وحتى قراءة ما يكتبوه ألا أنهم لم يكفوا، فيكتبوا
ويلفقوا ويشتموا مرة تلو الاخرى وأذا تقوم بالرد بعد أن يطفح الكيل لاظهار
الحقائق يهبون لافراغ ما يجيدوه من كلمات تتكرر لكل من لا يسير بخطهم على
طريقة (ضربني وبكى سبقني واشتكى) مستغلين حالة عدم الرد وألابتعاد عن
الصراعات الجانبية وكأنها ضعف أو أنهزام، والحقيقة هي أن الافكار التي
يحملونها تتناقض ومثل هذا الاسلوب. ألا يعرفون أن لغيرهم قلم ولسان كما لهم
لا بل أن غيرهم يفوقهم بامتلاك حقيقة وحدتنا القومية والتأييد الشعبي وهم
يفتقرون اليها، ربما يقولون أنهم يملكون حقيقة الانقسام، فنحتكم الى الشعب
في كل أنتخابات وهو يقول كلمته واين تكمن الحقيقة في الوحدة أم في الانقسام
فهل يسمعوها أم أنهم مصرون على البقاء في واديهم والشعب في وادي آخر.
في الختام أقول أن مثل هذه الكتابات لا تثني المخلصين عن السير قدما في
طريق الحصول على حقوق شعبنا أبتداءا بتصحيح الدستور العراقي بذكرنا
بديباجته كشعب عريق في هذا البلد وترسيخ وحدتنا القومية في الدستور أسوة
بدستور أقليم كردستان. هذا هو أملنا بالممثلين الشرعيين الخمسة الذين منحهم
شعبنا ثقته أن يعملوا يدا بيد كتلة واحدة ولا يهتموا للاصوات النشاز التي
تظهر من وراء البحار، فثقة الشعب وأرادته وأصواته هي التي تؤخذ بنظر
الاعتبار وليس مثل هذه الكتابات التي لا تتعدى مواقع الانترنيت تصطدم
بالحقائق على الارض فتعود الى أصحابها مع صداها واستهزاء الجماهير.
كاتب آخر كتب ردا بعيدا كل البعد عن الواقعية فكتبت أيضاحا على رده فقرة
فقرة مفندا كل مزاعمه بالدليل ذكرت فيه تحريفه لكلماتي وأجبت على كل أسئلته
فعاد ليكتب ثانية متهربا من كل ما جاء في الايضاح ولم يجد ما يكتب فيسألني
أن أحدد رقم الاقلية التي ذكرتها وبعدها يذكرها نفسه بأنها 17% ويسألني: هل
هذه تعتبر أقلية؟ أقول نعم لأنها ليست أكثرية. قمت بتفنيد كل إدعاءاته
واحدة تلو الاخرى بست نقاط تهرب منها جميعا ليرجع ويجربني متحديا ويقول أذا
كنتُ شجاعا أولا أن أقول أنا كلداني وثانيا أن أرفع العلم الكلداني في
أجتماع زوعا ولم يذكر التجربة الثالثة!! كما لم يذكر ماذا تكون جائزتي في
كل تجربة هل سيملكني الارض كلها أم ماذا؟ ( يا رب لا تدخلنا في التجربة
ولكن نجنا من ....) وآخر ما وصل إليه تشبيهه للذي يؤمن بوحدتنا القومية
بالكردي الذي يستعرب!! فاقول يا أستاذنا العزيز أن الكردي الذي يستعرب يغير
لغته وقواعدها وطريقة كتابتها كما يغير تاريخه وجغرافيته وعاداته وتقاليده
وأدباءه ورجاله وأبطاله وتصبح بلاده الوطن العربي بدلا من كردستان.. فماذا
يغير الذي يقول إننا قومية واحدة؟ وردا على قولي هنالك تعصب اشوري يقابله
تعصب كلداني كل منهما يلغي الاخر وهم أقلية، فيقول أنني أعمم لعدم وجود
تعصب كلداني يلغي الاخر وهنا يتحداني ايضا، وأنا أقرأ حواره الهادئ قررت
البحث عن الدليل حال انتهائي منه، ولكنه بعد ثلاثة أسطر يكتب هو نفسه وفي
نفس الموضوع أن الطريق الوحيد للوحدة هو الاتفاق على الاسم الكلداني دون
غيره، وبذلك وفر علي عناء البحث عن الدليل لأنه جاء به.
وآخر دفعه إنفعاله الى خلط الحابل بالنابل فيحدد عناصر الكلدانية
بالعماذ والتناول الأول والبوراخ والوفاة أي ربطها بالكنيسة وبالمذهب، إنني
متأكد لو قال هذا الكلام غيره لقامت قيامة اصحاب الردود الجاهزة، فهل يرد
أحد عليه ويقول: لا يا أستاذ إن الكلدانية هي ايضا تاريخ وتراث ولغة وأرض
وشعب وحقوق (لاحظ إنه ألغى كل هذه العوامل القومية ولم يكتبها لأنها
مشتركة). والغريب إنه عضو الهيئة التأسيسية للاتحاد العالمي للكتاب
والادباء الكلدان، وكأنه بهذه العضوية يحق له ما لا يحق لغيره. كما إنه
كسابقه يشبه (التأشور) بالاستعراب، انني ارى الفرق كبير بين الحالتين اما
اذا يرى نفسه على نفس المسافة من الاثنين فهذا شأنه وهو حر فيه ولكنه لا
يحق له أن يفرضه عليَ وعلى غيري. أما ماذا فعلت زوعا فشعبنا خاصة في الوطن
يعرف الجواب كشاهد عيان أما عنه وعن جماعته فلم يسمع بهم إلا قراء
الانترنيت وبامكان اي كان أن يتحقق من ذلك.
بعد الانتهاء من كتابة هذا الموضوع كتب أشدهم تطرفا والذي يلقب نفسه
بالشماس والدكتور وعضو الهيئة التنفيذية في الاتحاد العالمي للكتاب
والادباء الكلدان،(شما رابا لماثا خرابا) فالمعروف أن العالم يكتب بالعلم
والطبيب يكتب بالطب والفيلسوف يكتب بالفلسفة والمحامي بالقانون وهكذا يفترض
بالاديب أن يكتب بأدب ولكن كعادته إستخدم كلماته اللائقة جدا به مثل
(الاجرام والخيانة وفقدان العقل والرزانة وفقدان الكرامة ...) فشعرت أولا
بالشفقة على الاتحاد الذي يمثله فلم أسمع بوجود مثل هذه النماذج في أي
إتحاد وثانيا إن مثل هذه المذمات تشعرني بأنني كامل حسب قول الشاعر وثالثا
إزدادت قناعتي وإعجابي بعنوان هذا الموضوع ( إذا كان هؤلاء مفكريهم فكيف
تكون أفكارهم).
وخلاصة الأمر فالمعروف والمفروض بالمفكرين أنهم يعلمون العامة الكثير
وفي مجالات عديدة باعتبارهم قدوة، خاصة عندما يمثلون تنظيمات بأسماء كبيرة،
فهل ينشر هؤلاء غير ثقافة الشتائم؟ وهل من الحكمة أن نوصي أبناءنا بقراءة
مايكتبون والتعلم منهم ومن أسلوبهم؟
|