السيد مقتدى الصدر يصدر بياناً حول
الاعتداءات والتفجيرات الاخيرة التي حصلت ببغداد
زوعا - خاص
اصدر
السيد مقتدى الصدر بياناً حول الاعتداء الارهابي على كنيسة سيدة النجاة
والتفجيرات الاخيرة التي وقعت على ابناء الشعب العراقي واليكم نص البيان:
بسمه تعالى
لست ممن يرضى بالظلم والذلة بالعار لنفسه ولا لشعبه، وخصوصا ان العراق عراق
الإباء والفداء والتضحية والجهاد، فهيهات منا الذلة يأبى الله ورسوله
والمؤمنين وحجور طابت وطهرت من ان نؤثر طاعة اللثام على مصارع الكرام. فلن
ننحني ولن نخضع للاحتلال البغيض وسنحرر عراقنا من دنسهم حتى اخر شبر في ارض
الوطن الحبيب، ولن نخضع ولن نذل امام الارهاب التكفيري البغيض الذي كان
ولازال يسقى من ماء الاحتلال الصديد.
ولست ممن يفرق بين طوائف الشعب واديانه، فدم العراقي اياً كان محقون ومحترم
لدينا ولا يجوز الاعتداء على اي عراقي ولا على ماله ولا على عرضه ولا على
ارضه، فتلكم هي مانصبوا لحمايتها دوما فإياكم وذلك.
ومن هنا يجب ان اقول: لايجب ان اكتفي هذه المرة بالاستنكار والتنديد
والاستهجان وبعض الالفاض الشديدة ضد من لادين لهم ولا ورع. اعني الاحتلال
والارهاب التكفيري. بل لابد لنا من التقدم خطوة نحو الامام لنقوم ببعض
الخطوات التي اتمنى على الله سبحانه وتعالى ان تكون رادعة لذلك الوجه البشع
والكابوس المطبق على رقاب وصدور العراقيين اجمع، لذا اتمنى من الجميع
التعاون معنا لذلك والله ولي التوفيق، ومن ضمن هذه النقاط:
اولاً: على الحكومة العراقية فتح التطوع من اجل تشكيل افواج حماية للعتبات
المقدسة والمساجد والحسينيات وقبل ذلك كله للاديرة والكنائس العراقية
الموقرة ودور العبادة لكل الاديان وروادها اجمع. اعني زوار العتبات
والمساجد والكنائس اثناء ارتيادهم للقيام بشعائرهم وطقوسهم، ونهيب
بالعراقيين في حال فتح باب التطوع الى التبرع بانفسهم واموالهم ودمائهم من
اجل حماية مقدساتهم، وعدم الانخراط بمثل هذه التشكيلات لاجل اغراض دنيوية
كالمال والمنصب.
ثانيا: على طلبة الحوزة العلمية ممن يمتلكون المؤهلات العلمية والشرعية
اصطحاب بعض المؤمنين الذي يتحلون بالاخلاق العالية لزيارة الكنائس العراقية
اينما كانت لاسيما ماتعرض منها لاعتداء، بما لايمس امن هذه الكنائس
وسيادتها واستقلاليتها، وبعد موافقة ذويها، عسى ان تكون منطلقا لمبدأ
التسامح والتآخي ونبذ العنف اللامشروع.
ثالثا: ان تفجير مثل هذا العدد من السيارات والاحزمة الناسفة بوقت قصير
ومتتالي ينبا عن تقصير وقصور وانخراط المندسين في الاجهزة الامنية العراقية
الموقرة، فنرجوا من البرلمان. ان وجد. اتخاذ القرار اللازم والتحقيق العاجل
مع المختصين فورا، لكي لاتذهب دماء العراقيين سدى. كما يعبرون..
رابعا: ان وجود مثل هذا العدد الكبير من المفخخات والاسلحة التي تستخدم ضد
الشعب العراقي سواء تحت مظلة الارهاب او تحت مظلة الاحتلال او تحت مظلة
العمالة يجب معه العمل الجماعي والموحد من اجل انهائه والا وصلنا الى
الهاوية الامنية التي لاخروج منها وسيكون مصيرنا الهلاك فلذا ندعوا الحكومة
العراقية الى العمل من اجل فرض مدة زمنية لتفتيش اوكار السلاح والعمل من
اجل اتلافه او الاستفادة منه لاجل مصالح حزبية او طائفية بل من اجل بناء
شعب ووطن قوي وحكومة وطنية موحدة.
خامسا: ان تحرير مسلمين اثنين لايعني جواز قتل ذلك العدد من المسيحين، وان
اعدام قادة البعث او الخلافات السياسية الاخرى لايعني زج الشعب بدوامة
الرعب والخوف وسلب الامن منهم، ومن هنا ندعو الكتل السياسية لانهاء الازمة
المخجلة باسرع وقت ممكن وكفاهم تصارعا على الكراسي والمناصب التي تستغل
للامور الشخصية والحزبية غالبا. والعياذ بالله..
سادسا: فليكن الاسبوع القادم نهاره متشحا بالسواد وليله مضاءً بالشموع في
كل المناطق، حزنا على ضحايا الاحتلال والارهاب.
سابعا: لعل صدور بعض الفتوة من بعض العلماء التكفيرين او بعض الخلافات
السياسية في بعض البلدان هو منشأ ما حدث في الكنيسة وما بعدها من تفجيرات،
فلذا كان لزاما على علمائهم وقف الافتاء ضد محبي واتباع اهل البيت من ذرية
فاطمة الزهراء سلام الله عليها، فأن مثل هذه الفتوة تضعف الصف الاسلامي،
وليصب جم غضبهم على عدوهم الامريكي والاسرائيلي، لا على الشعوب والصابرين
والفقراء والمظلومين والمقاومين.
واخيرا: ادعو الى خروج بؤرة اللارهاب الاول وهو الاحتلال الامريكي البغيض
فورا من الاراضي العراقية فورا وبلا تأخير وبلا اتفاقيات بغيضة وبلا قواعد
ارهابية امريكية تنتشر في بلادنا، وعظم الله اجورنا واجوركم ونسال الله ان
يرفع هذه الغمة عن هذه الامة، وانه ولي التوفيق.
مقتدى الصدر
28 ذي القعدة 1431.
|