المرأه ودورها في المجتمع

 

 

                                                            ذنون محمد

                 عانت المرأه ومنذ عقود طويله من تعسف المجتمع ورجالاته حيث تم دفنها في البيت وهي حيه تستنشق الهواء بل ان البعض من تلك المجتمعات القديمه اعتبرت المرأه وعاملتها على انها سلعه حالها كحال السلع الاخرى تباع وتشترى وبأبخس الاثمان وهي بهذا العمل او المفهوم حط من قدرها ومكانتها في المجتمع الانساني.وعليه يمكن القول ان العمل بهذا المنطق يجعل نصف المجتمع مجمد وغائب عن الحياة الانسانيه الا في جوانب قله حيث اقتصر دورها بداية على ادارة شئون البيت وتربية الاطفال وهو عمل كانت دائما تتلقى الصفعات بسببه من الزوج خصوصا ان خرج الولد او البنت عن طوع الوالدين في أي مسأله او اذا اخلت هي بأمر الواجب المنزلي فكان بعض الرجال يتشرفون وهم يدخلون الى البيت بصفع المرأه بدل السلام عليها او ألاستماع الى طلباتها الضروريه . وللعلم ان هذا الامر عملت بها اوربا ايضا فكانت المرأه مجرد كماليه في بيت زوجها همها ودأبها في الحياة اسعاد الرجل وتنفيذ رغباته الغريزيه بل ان واحدا من اعظم منظري الثوره الفرنسيه الحديثه وأقصد به جان جاك روستو كان من القائلين ان المرأه خلقت ملهاة للرجل وهو بهذا القول الذي نادى به طويلا يعبر عن سلوك مجتمعه تجاه المرأه فهي لم تكن في نظره الا وسيله لأسعاد الرجل واشباع بطنه وهذا القول ايضا كان يؤمن به بعض الفلاسفه في تلك الفتره امثال الالماني نيتشه فهو يقول عنها "اذا كنت ذاهبا الى المرأه فلا تنسى عصاك " .اذن الكثير من الاقلام التي كانت تنطق في تلك الفتره كانت تعبر عن سلوك مجتمعها فهي حطت من قدر المرأه ومكانتها بل يمكن القول انها عطلت جهدا كان من الممكن ان يقدم شيئا مفيدا للمجتمع .وقد حاولت البعض من نساء اوربا في تلك الفتره بألمطالبه بحقوقهن الاجتماعيه في العمل والتعليم ومكافحة تلك النظره التي كانت سائده حول بنت حواء فتم لهن الأمر وبمساعده من بعض الكتاب او المفكريين الذين كانوا يؤيدون فكرة تحرر المرأه من بعض الاعراف او القيم التي كانت سائده والتي لا اساس لها فبداية الامر لم يكن المجتمع يستوعب ان تخرج المرأه الى العمل او الحقل الدراسي فلم يتصور عقله ان تنافسه المرأه في هذا المجال او الباب الاجتماعي .فالبعض من علماء الدين ومن باب الحيطه والحذر كان يحرم على المرأه دخول المدارس التعليميه وكانت حجتهم الساذجه في ذلك الخوف من المرأه ان تراسل او تخاطب الاخريين وهم بهذا المنطق ركنوها في زاويه مهمله بل ان البعض اعتبرها سببا من اسباب فساد المجتمعات ولكن الاراء الحديثه حددت خطورة هذا الامر من الرجل بدليل ان القوه الغريزيه لديه اقوى مما لدى المرأه بعض النساء علقن مازحات على هذه الدراسه بألقول اذن الاولى ان يجلس الرجل في البيت ويمارس الاعمال المنزليه من طبخ وتربيه وليس المرأه.. وهذه الاراء لاتعبر بأي حال عن رأي الدين تجاه المرأه بل هو تأويل البعض او حجتهم في الدفاع عن اراءهم او اجتهاداتهم فهي كائن لها ما لها من حقوق وعليها ما عليها من واجبات تجاه المجتمع الذي تقطن فيه وفي يومنا هذا نالت المرأه على سبيل المثال في مجتمعنا المكانه التي تستحق فأصبح تمثيلها النيابي واضحا ونسبتها عاليه بل ان البعض منهن تقلدن الوظائف المرموقه وقد حفظ لها الدستور الحالي المكانه التي تستحق وكل هذا ناتج من التجمعات النسويه التي اصبحت تطالب بالحقوق الكامله للجنس اللطيف .وقد حدثنا التاريخ عن الكثير من النساء اللواتي رافقن الرجال في الغزوات او المعارك المهمه بل ان البعض منهن كانت مرجعا للرجال في بعض العلوم الانسانيه .اما الأن فقد اخذت المرأه مكانها الطبيعي الذي تستحقه فأحست بثمرة جهدها وكفاح السنين وأدت دورها في بناء وخدمة المجتمع الانساني الذي اصبحت تشارك الرجل فيه فلم يقتصر دورها على التربيه وتنشئة الجيل فقط بل شاركت ببعض الاعمال الحياتيه جنبا الى جنب مع نظيرها الازلي الرجل بل ربما تفوقت عليه في بعض المهام بل انها ترأست الكثير من الحكومات والبلدان وهي بهذا العمل ابطلت تلك الحجه التي كانت تحوم حولها منذ عقود طويله ولسان حالها يقول التجربه خير برهان

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links