وفاة المفكر والباحث السرياني الملفونو أبروهوم نورو

زوعا - عن موقع قنشرين

                 فقد أهالي حي السريان بحلب ، لا بل سريان العالم بأجمع علماً من أعلامها،فقد انتقل إلى رحمة الله المرحوم المفكر والباحث السرياني الملفونو أبروهوم نورو ،من مواليد أورفا 1923 ،وقد صلي على جثمانه الطاهر نيافة المطران يوحنا ابراهيم مطران حلب وتوابعها للسريان الأرثوذكس ،عاونه الاكليروس المقدس وبحضور حشد كبير من المعزين ،ذلك يوم الثلاثاء6-1-2009م  في الساعة 3.30 بعد الظهر بتوقيت دمشق /1.30 بتوقيت غرينتش/ في كنيسة مار جرجس للسريان الأرثوذكس ـ سوريا ـ حلب ـ حي السريان .

** ففي تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد الظهر صلّى عليه، في منزله الكائن في حي السريان القديم، نيافة مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم يحيط به كهنته : المتقدم في الكهنة الأب جوزيف شابو، والربان يوسف سعيد، والأب شكري توما، والأب جورج كلور، والأب أنطوان دلي آبو، والأب نبيل قبلو.
ثم حمل شمامسة كنيسة مار جرجس النعش من بيته إلى كنيسة مار جرجس، وسار أمام النعش كشاف الفوج السادس في سورية وفرقته النحاسية بقيادة عميده الملفونو المحامي إبراهيم لحدو، ثم نائب رئيس وأعضاء المجلس الملّي، ورؤساء وأعضاء المؤسسات واللجان العاملة، فالشمامسة والإكليروس ونيافته.
أما وراء النعش فمشت أرملته وأخوه جورج وأختاه هيلين وسلمى. وعلى الأنغام الحزينة دخل النعش وهو محمول على أكتاف الشمامسة إلى الكنيسة التي غصّت بعدد كبير من المشيعين.
وقد حضر نائب رئيس المجلس الملي الملفونو ألبير مانوق وأمين السر الملفونو المهندس جورج شاهزاده. وقد ترأس صلاة الجناز نيافة مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم يعاونه إكليروسه، وتليت جميع الصلوات بما فيها القراءات باللغة السريانية بحسب رغبة الراحل العزيز ووصيّته. وبعد قراءة الإنجيل ألقى نيافته كلمة تأبينية بليغة جداً تأثّر بها الحضور. وأدمعت عيونهم خاصةً عندما جاء على ذكر العلاقة الشخصية التي كانت تربطه مع الراحل. والمعرفة التي تمتدّ من عام /1962/، مستعرضاً أهم مراحل حياته، وقد توقّف عند عشقه للغة آبائه - اللغة السريانية - وتراث كنيسته وأمجاد شعبه، وكيف أنه ضحّى بكل شيء في حياته، من أجل أن يعلّم هذه اللغة لمئات من الذين تتلمذوا على يديه في الدورات السريانية في حلب وبيروت وغيرها من الأماكن، ثم عن علاقاته الطيبة مع كبار المستشرقين في العالم. فالراحل الملفونو أبروهوم نورو كان علماً بارزاً، عرفته كل الأوساط المهتمة بالشؤون السريانية. وقد ودّعه بكلمات حزينة جداً وقال : إنّ الذين رزئوا بفقده ليسوا فقط أرملته وأفراد عائلته، بل مطرانه، وكهنة وشمامسة الأبرشية، وشعبها، ومؤسساتها، ومدارسها، وكلهم يشعرون بالخسارة الفادحة التي حلّت بالسريان لأن الباحث الملفونو أبروهوم نورو غائب عنهم.

وبعد كلمته المؤثّرة ودَّعه بترتيلة : فوش بشلومو، أي "إمض بسلام". ثمّ تقبلّت العائلة التعازي، ووُري الثرى في مدافن الطائفة.
** عن موقع مطرانية حلب

 

الباحث السرياني الملفونو أبروهوم نورو في سطور
ـ ولد الملفونو أبروهوم نورو عام 1923 في مدينة الرها الواقعة اليوم في تركيا وفي عام 1924 هاجر سريان الرها قسراً إلى حلب وسكنوا بمنطقة سميت بحي السريان , كما هاجر قسم آخر منهم بعد ذلك إلى بيروت .

- عام 1929 دخل مدرسة السريان الأرثوذكس في حي السريان ودرس المرحلة الإعدادية والثانوية في معهد شامبانيا للأخوة المريمين في حلب وحصل على الشهادة الثانوية عام 1944 .
- في المرحلتين الأخيرتين تعلم السريانية والإنكليزية والفرنسية وتعلم الطقوس الكنسية وتشبع بالمبادئ المسيحية السمحاء وروح التضحية والتفاني والعمل المتقن . ومن الملافنة الذين تعلم منهم في هاتين المرحلتين وأثروا في شخصيته :
المعلم اسحق طاشجي جامرلي والقس يوسف كوكو الرهاويين والملفونو يوحانون قاشيشو والملفونو شكري طرقجي .

- عام 1946 حصل على منحة من الملحق الثقافي للسفارة الفرنسية ودخل كلية الحقوق اليسوعية جامعة مار يوسف في بيروت وقبل السنة النهائية اضطر إلى إيقاف دراسته بسبب المرض .
- واعتباراً من عام 1950 تابع دراسة اللغة السريانية وآدابها بجهده الخاص واتصالاته العديدة مع علماء اللغة من أمثال الراهب ( المطران ) يوحنا دولباني والملفونو يوحانون سلمان والملفونو عبدالمسيح قره باشي والملفونو دنحو غطاس والراهب ( المطران ) فولوس بهنام والعلامة فولوس بيداري والمطران اسطيفان بللو , ومما أثر في تطوره العلمي دراساته وأبحاثه واشتراكه في عشرات المؤتمرات عن الآداب السريانية واتصالاته مع الباحثين والمستشرقين عاشقي اللغة السريانية أمثال الأب الدكتور يوسف حبي وجول لوروا وأندريه دي هللو وسيبستيان بول بروك .

بعد عام 1964 سكن في بيروت مع أهله وهناك كان يتردد على المكتبات العامة والمعاهد والجامعات التي تعلم السريانية وذلك حتى عام 1982 حيث عاد إلى حلب مع أسرته.

مؤلفاته :
1- دراسة عن مار أفرام السرياني باللغة السريانية عام 1946
2- الأسطرنجيلية المستقلة ( بالسريانية والعربية ) مع الملفونو عبدالكريم شاهان , طبع في بيروت عام 1967
3- كتاب جولتي في أبرشيات الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في سوريا ولبنان ( بالعربية والسريانية والإنكليزية ط 1967
4- أفرام في المصادر العربية والسريانية حتى عام 1973
5- مشروع تثبيت المصطلحات السريانية المستحدثة في مختلف الميادين حوالي ( 700 ) كلمة
6- مساهمة في إغناء ملحق لـ قاموس ( منـّـا ) تتضمن 2100 كلمة ومصطلح جديد
7- سولوقو : وهو كتاب تعليمي لمبادئ اللغة السريانية بطريقة سمعية بصرية طبع في هولندا عام 1989
8- تاولدوثو : أي المصطلحات السريانية المستحدثة مبادئ ومقاييس وأمثلة طبع عام 1997
9- سولوقو الترجمان : أي ترجمة كلمات ومصطلحات الكتاب التعليمي المذكور إلى اللغات العربية والفرنسية والإنكليزية مع تصريفات أساسية
10- ثبت مكتبة أبروهوم نورو لخدمة التراث السرياني وهي تحوي اليوم ( 3850 ) كتاباً عن شتى مواضيع اللغة السريانية وآدابها وعلومها وفنونها وتاريخها باللغات السريانية والعربية والفرنسية والإنكليزية والألمانية والتركية
11- مقالات وقصائد ومحاضرات عدة
12- مسودات مخطوطة فيها دراسة عامة عن أوضاع أبرشياتنا ( اجتماعيا ً وثقافياً وعمرانياً ....

* تعليـــــم اللغـــــــــــة : درّس اللغة السريانية في بعض المعاهد مثل المعهد والميتم السرياني في بيروت ( 1946 – 1948 )
وفي مدرستنا في بيروت ( 1970 – 1971 )
وفي معهد الكسليك لبنان ( 1967 – 1968 )
تعليم اللغة للطلاب السريان الثانويين في حلب ( 1950 – 1954)
* إقامة دورات تعليمية : منذ عام 1943 يقيم دورات تعليمية للغة السريانية أكثرها مسائية , بلغت حوالي / 45 / دورة أكثرها بحلب وبيروت والقامشلي ودير ماركبرئيل .
* مراسلاتــه : لديه سجل زاخر من الوثائق والرسائل الهامة لغوية وثقافية وتاريخية .... مثل رسائل المطران يوحنا دولباني والكاتب الشاعر الألمعي دنحو غطاس مقدسي الياس والمستشرق البارز سبستيان بروك ..... الخ


جولاتــه العديدة
قام بجولات عديدة لأماكن تواجد أبناء شعبنا وكنيستنا والكنائس السريانية الشقيقة , هذه الجولات شملت كافة المناطق ضمن البلد الواحد من مدن وبلدات وقرى وأديرة وخاصة الأماكن التي يتواجد فيها مدرسة لتعليم اللغة السريانية , فقد زار: سوريا , لبنان ,العراق، تركيا , الأردن، فلسطين , إيران، وبعض دول أوربا والولايات المتحدة وكندا والهند ( كيرالا ) وهو يحفظ في سجله معلومات قيمة عن كنائسنا ومؤسساتنا ونوادينا ... مع رصد عن الرؤساء الروحيين والكهنة والشمامسة ومعلمي اللغة السريانية والمثقفين وأوضاع بلداتنا وقرانا الاقتصادية والزراعية والاجتماعية .

إدارة قنشرين تعزي نيافة المطران يوحنا ابراهيم وجميع الاكليروس المقدس وأفراد عائلة المرحوم الملفونو أبروهوم، ،وكافة السريان في مختلف أرجاء العالم ،داعين للرب أن يتغمده بواسع رحمته ،فحياته سجل حافل يفخر به كل السريان في أنحاء المعمورة، ومهما كتبنا نبقى مقصرين في حقه , لكن علينا الاقتداء به إذا أردنا أن نتطلع الى مستقبل مشرق .

 

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links