الأب
الدكتورسهيل قاشا.. الكتابة ليس لها حدود ولا نهاية ما دام الإنسان يعطي
ويأخذ
زوعا
ـ خاص
أجرى
الحوار شاكر سيفو
*
من هو الأب سهيل قاشا , حبذا لو حدثتنا عن بداية حياتك / طفولة
/
وإبداعا ؟
هو
سهيل بطرس متي قاشا . ولد في باخديدا يوم 26 حزيران 1942 . تلقى
دروسه الابتدائية في مسقط رأسه
,
وأكمل دروسه المتوسطة والإعدادية في الموصل
.
وتعين معلما عام 1961 وبعد تنقله بعدة مدارس ابتدائية أكمل دروسه الجامعية
بكلية
التربية / جامعة الموصل عام 1987 . وفي العام 1990 طلب الإحالة على التقاعد
. وفي
عام
1992 قصد لبنان حيث دخل المعهد الكهنوتي في اكليريكية مار يعقوب المقطع
فأكمل
دروسه اللاهوتية ونال سر الكهنوت بوضع يد المطران مار قورلس عمانوئيل بني
في كنيسة
دير
الشرفة يوم 17 تموز 1994.
تعين
مديرا لاكليريكية دير الشرفة الكبرى بكتاب
البطريرك انطون الثاني حابك لدورتين (1994 ـ 1995(
(1996 – 1997)
ألان
يعمل
مدرسا لمادة ,, الإسلاميات ,,ومادة ,, التراث العربي المسيحي ,, في معهد
الفلسفة واللاهوت للاباء البولسين في حريصا
.
نال
الدكتوراه الدولة يوم 21 تموز
2004
أمين عام ,,
جامعة الحضارة العربية الإسلامية ,, في بيروت منذ كانون الثاني
2001.
*
عشقت
التراث الشعبي , وبالتحديد الباغديدي ما سر هذا
العشق وما علاقته بالإنسان ؟
كما
هو معروف ,, التراث الشعبي ,, هو
الصورة الناطقة والمتحركة لعادات الإنسان وتقاليده في العائلة والمجتمع
تنطق
بالماضي وتؤرخ له ثم تتحرك محافظة على معناها معبرة الحاضر بالماضي لمسيرة
المستقبل
وعلية استهواني أن اجمع هذا التراث الباخديدي الأصيل خوف الضياع والنسيان
أولا
وثانيا حنيني إلى الاتصاف بالأجداد الأوائل الذين ارسوا أسس الحياة
الاجتماعية
لبلدتنا العزيزة سيما واني لم أجد من يهتم بة ومن ثم لما كنت اسمعه عن
والدي
ووالدتي في أصالة العادات والتقاليد
.
*كتبت
ونشرت المئات من الدراسات التاريخية هل ترى صورة الإنسان والزمن
الحقيقي في صورة التاريخ ؟
التاريخ صفحة الأصالة للشعب التي تشرح مناحي
حياته الاجتماعية والفكرية وتدل على عمق اصالته وهذا الزمن الذي هو التاريخ
تنعكس
علية
صورة الإنسان الذي يصنع هذا التاريخ بذاته ومن هنا يكون الفعل والفاعل
,
التاريخ والإنسان متكاملان وشاهدان وعلية أنني بواقع الحال أرى فعلا إن
صورة
الإنسان والزمن هما التعبير الحقيقي لكليهما حيث لا يمكن أن نقرأ التاريخ
الحقيقي
ألا
من خلال الإنسان الأصيل الذي يصنع التاريخ الأصيل
وبالعكس يكون التاريخ
مزورا ومزيفا لدى الإنسان المتقلب والذي يسعى إلى الاستغلال لمصلحته الخاصة
فيتغير
التاريخ بتغيره
.
*
أين وصلت
بكتاباتك كلها في الحياة .؟
الكتابة ليس لها
حدود
ولا نهاية ما دام الإنسان يعطي ويأخذ وبكلمة ـ أخرى يتفاعل وينفعل في سوح
الحياة المتموجة وعلية فأنني ـ ولا فخرا ـ ما زلت اكتب واسطر في التاريخ
والأدب
,
وفي الروحانيات والفلسفة سيما ما له صلة بتاريخنا العراقي القديم لأجدادنا
العظام
وان
شاء اللة سأواصل ذلك في سبيل خدمة بلدتي باخديدا
ووطني العراق
.
*
ما الذي
يدعوك للكتابة , ,ولماذا ؟
الذي يدعوني للكتابات
هو
الانفجارات الداخلية المتفاعلة بمزيج الأفكار التي تتدافع للخروج أو البروز
إلى
النور , أي بكلمة أخرى هو التعبير عن حضارة العراق وشعبة الأصيل سيما أيام
إمبراطوريات الاكديين والبابليين والأشوريين ومن ثم حاضرنا الحاضر
لمستقبلنا الذي
يجب
أن نصنعه باخلاص وأمانة ووفاء
.
*ما
الذي تريد أن تقوله حول علاقة اللغة والتراث والتاريخ والفكر
بالإنسان وبالعكس ؟
مقولتك بهذا
السؤال ( علاقة اللغة والتراث والتاريخ والفكر بالإنسان ) هو كل الحضارة .
فلكل إنسان وشعب لغة وتراث اللذان يعبران عن الفكر , لأن الفكر يحتاج إلى
لغة معبرة لكل المعايير الحياتية فيخرج الإنسان مصطلحات خاصة للتعبير عن
نفسه وطموحاته وعطاءاتة والعكس , أتصور لا يتفق والمقولة لان الإنسان أكيدا
يبتدئ باللغة التي هي وسيلة التاريخ والتراث اللذان ينتجان عن الفكر
المعطاء كما سبق وأشرنا .
*كيف
ترى العلاقة الحقيقية بين الكنيسة والمجتمع ؟
يجب أن تكون علاقة
الكنيسة بالمجتمع علاقة مبنية على صدق التعبير والعمل والتفاعل المتبادل
فالكنيسة هى جماعة المؤمنين الذين تربطهم رابطة واحدة نسميها الرابطة
الروحية وعلية إن الكنيسة هي أداة التعبير الروحية للمجتمع , والمجتمع هو
مادة الكنيسة التي لا أقول تقود المجتمع بل ترتقي به نحو المثل العليا
والخلق الكريمة وترسو به في ميناء السلام دائما . والمجتمع أيضا بدورة يجب
ان يتبادل مع الكنيسة . العمل الجاد والمخلص سترشده بقيادتها ان كان هناك
قيادة صالحة تعمل على المصلحة العامة وليس الخاصة . سيما في عالمنا المنظور
اليوم الذي نشاهد فيه كثير من التغييرات الفكرية والعملية
*
هل
الإنسان حقا هو صورة الله ألان , في هذا الزمان ؟
أاكيد ,
الإنسان صورة الله الذي خلقة على صورته ومثالة , ولكن في هذا الزمن الصعب
هذا الإنسان غير
الكثير مما اعطاه الله فلم يعد يمثل تلك الصورة البهية والجميلة حيث شوهها
بانحرافاته العديدة فحطم المثال الأعلى له بما راح يفرزه من الأحقاد
والأدناس إلى جر الجريمة حيث استطيع القول أن الإنسان راح يحطم صورته أولا
وبالتالي يحطم صورة الله باعتداءاته على المفاهيم الروحية الخالصة .
*
كيف تقرأ
المشهد الشعري السرياني والعربي على خط واحد
؟
الشعر
هو التعبير الصادق للشاعر عن احساساته وانفعالاته الخاصة والعامة أن لم نقل
هو المعبر عن شعبة ووطنه . فالشاعر سواء كان سريانا أو عربيا فإنما هو ينطق
بلسان قومه الذي أكيدا يحتاج إلى من ينطق ويعبر على أساس الشجاعة والشفافية
والاقتحام فهو الذي يدغدغ المشاعر المقابلة والمحيطة به ولكن قوم احساسه
الخاص في مكان ما في زمن ما فالسريان مثلا لهم انطلاقات خاصة التي تعبر على
الأحزان والاحباطات التي مروا بها وكذلك التغني بالمعارف أو الأمجاد التي
قاموا بها , وكذلك العرب , علما إن لكل تعبير خصوصيته وانطلاقته . فالمشهد
الشعري لدى كلا الطرفين ـ أتصور ـ أنة واحد حتى نستطيع القول في العالم
اجمع الصورة والمشهد الشعري واحد .
*
حبذا لو تسلسل لنا كل إصداراتك ؟
لقد بلغت
الإصدارات إلى هذا اليوم سبعين كتابا ـوالشكر لله ـ في التاريخ والأدب
والحضارة والتراث أولها كتاب أنت من أنت ؟ الذي طبع طبعة ثانية باسم (
البرهان في وجود الرحمن عام 2005 . وأخرها كتاب ( تاريخ الزوقنيين المنحول
لديونيسيوس التلمحري )وقد ترجمة والدي عن السريانية عام 1971 , علقت علية
وعقبت مع مقدمات وحواشي بلغت أكثر من أربعمائة حاشية أما أهم الكتب التي
نشرتها : فتستطيع أن تنقلها من كتابي (حصاد الأربعين ).
*
قل ما تريد دون سؤال …؟
ارغب في
التعبير عن عمق تقديري لشخصكم الكريم الذي اقرأ في اسطر مسيرتكم الجليلة
الخدمة الصادقة لتاريخنا الأصيل وحضارتنا العريقة وتراثنا السامي . فكلنا
مدعوون للعمل جاهدين في سبيل وطننا الغالي وشعبنا الكريم على مر التاريخ .
وكل ما ارغب قولة بهذا الخصوص بالذات العراق نور لا ينطفئ معين لا ينضب
وحضارة لا تندثر فالى أمام لبناء وطن مؤمن وشعب ملتزم وقوة إنسانية وبناءة
من خلال جهود الخيرين لإعادة مجد أشور وسؤدد بابل , ومقومات العظام من
الأجداد والإباء انتهاء بالأحفاد الصامدين .
|