أهذا أرثنا يا مريم
؟!...
الكاتب
الأديب : عبد صبري أبو ربيع
يامريم قتلتني غريبة العينين .....
ثم رمتني في قفر ٍ بين نارين
نار وطني ونار ذات الوجنتين
كلما أشرقت شمسٌ
....................ألبسوها أسمال الرافدين
مريمٌ دمعتي صرختي والجراح ... تفيض قيحاً
وتملأ الكون نواح
الزينبيات فررنّ ........... بين السيف
والخيام
على رمال الطف .....تناثرنّ كالحمام
والرؤوس داميات فوق أسنة الرماح
أنهم يقتلون الرضيع ................
ويحرقون أصوات السلام
يامريم نحن أسارى الشياطين
فوق أجداثنا يشربون ....... كؤوس الموت ....
ويرقصون على النار والسحت
ويقولون نحن أبناء الخالدين ....
يدوسون الورد ... وحمائم الرافدين
متى تدق أجراس الكنائس
متى يأتي فرسان المآذن
ينثرون الــــــــــــفجر على المعابد
والمياديـــــــــــــــــــــــن
وأنتي يا مريم تمسحين جراحات المسيح
وتضمخين الصليب بالورد والزيتون
وتذرفـــــــــــــين الدمع الجريــــــح
... بين أحداق العيون
واه ٍ يا مريم العذراء
........................ يا ابنة الرافدين
واعراش العنب ....... من زاخو حتى المصب
شربة كأس من يديـــــــــك ..... كأنها من
جنان الــــــــــرب
واه ٍ يا مريم .... هذه هجرة في وطني من بيت
الى بيت
لا املك صورتي ولا حتى صوتي .....وأنا ابن
الرافديـــــــن
العراق أسم يجري في شراييني
................. منذ الآلاف السنين
يا مريم نادي بصوتك الحنون
كل عشاق الصباح ....كنسية ومسجد ومعبد .....
قلب على قلب
فهاتف الأفراح ....
لضاحكة العينين
|