مباراة كروية مع تنظيماتنا السياسية

 

                                                          يعقوب ميخائيل

                  لا اخفيكم سرا مدى الفرحة التي انتابتني وانا اطالع خبر زيارة الاخوة في الحزب الوطني الاشوري لمقر الحركة الديمقراطية الاشورية وقبلها الاجتماعات (التنسيقية) الجارية بين مؤسسات واحزاب شعبنا ، فبرغم المأساة التي عانيناها وتحديدا افرازاتها الاخيرة اثر العمل الاجرامي التي اقدم عليه الارهابيون في كنيسة النجاة وحالة الغضب والهستيريا التي اصابتنا جراء ذلك العمل الوحشي الا اننا نبقى نتأمل مستقبلا مشرقا لشعبنا ومثل هذا (المستقبل) لا يوفر له الطريق الصحيحة الا ابناؤه !!

ترددت اكثر من مرة في الخوض بمواضيع سياسية كي لا اتعرض لانتقاد اقل ما يصفني البعض به  (هالمره جماعة الطوبة .. شجابهم عالسياسة ) ؟!! ، ولكني اثرت بل اصريت على التعبير عن فرحتي بما يجري من تعاون وتنسيق نتطلع ان يساهم في توحيد خطابنا السياسي الذي يعكس حتما مدى الادراك السياسي الذي ارتقى اليه جميع تنظيمات شعبنا دونما استثناء !

لقد مرت تنظيماتنا السياسية وابناء شعبنا بشكل عام بحالة من التناقضات والخلافات التي ابعدتنا على الدوام عن اهدافنا الجوهرية وبالذات موضوع التسمية الذي اخذ اكثر من حجمه الاعلامي وكأن شعبنا لا يعاني من شيئ سوى التسمية التي لم نعد نعرف من هي التسمية الصحيحة (والتأريخية) وهنا اود ان استذكر حديث المطران لويس ساكو جزيل الاحترام الذي انتقد موضوع الخلافات الحاصلة حول التسمية بوصفه ان (البيت خربان) ونحن (نقاتل) من اجل هذه التسمية او تلك !... ويبدو ان القدر الذي حصل في كنيسة النجاة قد اوصلنا لقناعة مفادها ان (بيتنا) ليس (خربانا) فحسب وانما في طريقه الى الانقراض ايضا وشلعه من جدوره ونحن مازلنا (نقاتل) حول التسمية !!!!

ان نسيان وطوي جميع الخلافات التي حصلت بين تنظيماتنا تعد واحدة من اهم المسؤوليات الملقاة على عاتق مسؤولي هذه التنظيمات كي تتوفر الارضية الخصبة لتوحيد خطابنا السياسي الذي نرى بالضرورة ان يطلق بصيغة تحالف حتى وان اتخذ صبغة دينية كأن يطلق

(تحالف المسيحيين العراقيين) من الكلدان والاشوريين والسريان او الكداني الاشوري السرياني (سميها ما شئت) بغية ان تأخذ اهتماما اكبر في الشارع السياسي العراقي اولا ومن ثم على الاصعدة الاخرى سواء العربية او الاقليمية ومن ثم الدولية  . والاكثر من ذلك فان مثل هذا (التحالف) لايحقق هدفه الرئيسي وبالذات على الساحة العراقية دون تكريس وسائل اعلامنا على العمل لايضاح اهدافه التي تصب في المصلحة الوطنية العليا وفي العيش بامن وسلام الى جانب جميع المكونات الاخرى من ابناء الشعب العراقي وهنا تقع المسؤولية بدرجة اكبر على فضائيتي اشور وعشتار كي تبدأن باعداد برامج تلفزيونية تكرس للغرض اعلاه ولابأس ان يتم اقرار التحالف من خلال  مؤتمر يقر عقده تشارك فيه جميع التنظيمات السياسية وتتم دعوة جميع الاطراف السياسية العراقية او الاجنبية او غيرها ممن يجد منظموا المؤتمر حضورهم ضرورة لانجاح اعماله

ان الوقت قد حان لان نزيل كل الخلافات والتهم التي ظلت تطلق على هذا الطرف او ذاك وتفسيرات امتدت الى ان الحزب او التنظيم الفلاني  يطبق اجندة (فلان) والاخر اجندة (فلتان) بل ان الضرورة تقتضي لان نستثمر كل ما هو لصالح شعبنا الذي يكفي ما عاناه جراء التقلبات السياسية التي حصلت في العراق ومازال ولابد من تقويم مسارات عملنا والسعي لتقريب  وجهات النظر في هذا الوقت العصيب الذي يمر به شعبنا وهو اضعف الايمان ! وبعكسه لن نجني سوى المزيد من الضرر والخسائر والضياع الذي بات يقترب من الانقراض!!

 مع الاعتذار  لجميع الاحبة القراء ان كان صحفي رياضي قد (دس انفه) في شؤون سياسية هذه المرة ؟!!

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links