كلمة الحركة الديمقراطية الاشورية
في الحفل التأبيني المقام في هولندا بمناسبة اربعينية
الخالد الذكر الدكتور هرمز ابونا
زوعا - خاص
ايها الحضور الكريم، نحن نجتمع اليوم في هذا الحفل التأبيني اكراما ووفاء
لآستاذنا ومعلمنا المرحوم الدكتور هرمز ابونا الذي رحل عنا في 27-4-2009 في
مدينة تورنتو الكندية.
سوف لن نضيف جديدا على سيرة المفكر ان قلنا:انه كان رمزا متميزا من رموز
امتنا،من اولئك الرموز الذين يخلفون فراغا كبيرا يوم يغادرونا الى مثواهم
الاخير،ولا نطنب في وصفه لو قلنا صراحة:انه كان النجم الالمع والابرز في
سماء هذا الزمان الذي تكتنفه الظلمة،ولا نغالى لو قلنا:ان صوت هرمز ابونا
الهادر كان هو الاعلى بين كل الاصوات التي حاولت وتحاول ان تنال من تاريخ
امتنا، رغم ضجيج المزايدات والمساومات التي ما انفكت ومنذ عهود وعهود طويلة
تجتهد ان تخنق كل صوت ينادي بحقوق ابناء امتنا.
لقد عرف عن الدكتور هرمز ابونا سعيه الدؤوب واجتهاده الذي لم يعرف
الكلل في تقصي الحقائق التاريخية التي كان يخضعها الى منطق العقل
والعلم،فتوفر له علم غزير ومنطق قويم في كل ما كتبه وما قاله،وكان ان انتج
ما يف حاجة كل باحث في تاريخ ابناء بابل ونينوى.
كان المفكر والمعلم هرمز ابونا وفيا لرسالته وامته وكان ابناء الامة
اوفياء لوفائه،فقد كرم جهد الدكتور ابونا بما يليق العديد من المنظمات
القومية لابناء شعبنا،وكان اخر من كرمه هو سيادة مطران كندا للكنيسة
الشرقية في حفل جماهيري كبير بتاريخ 19-4-2009،وبهذه التكريمات التي حظى
بها الدكتور ابونا تكون امنية المعلم الخالد الذكر فائق نعوم قد تحققت يوم
قال:ان تقديم وردة واحدة للانسان في حياته افضل من وضع الاف الاكاليل على
قبره.
لقد واجه الدكتور هرمز ابونا خلال مسيرة حياته الحافلة الكثير من الصعاب
والمعوقات بشجاعة بالغة،وهذا لا يثير استغرابنا مطلقا،فقامة بطول هرمز
ابونا تتعرض غالبا الى الكثير من الرياح الحاسدة والحاقدة، لقد عمل مصدا
لكل الرياح الصفراء التي حاولت وتحاول ان تحرف مسرى التاريخ وتجيره من اجل
غايات ونوايا لا يحلو لها سوى ان ترى قامات ابناء بابل ونينوى منثية.
لقد قلنا للمعلم الكبير والسنديانة التي تمتد جذورها الاف السنين في ارض
ما بين النهرين،وفي مناسبات عديدة:شكرا لك سيدي،شكرا على كل كلمة كتبتها او
نطقت بها وانت تحاور وتحاجج في تاريخ الامة،واليوم ايضا يحلو لنا ان نقول
له:شكرا لكل ما قدمته من جهد،الجهد الذي اثمر عن دراستك الموسوعية في تاريخ
الاشوريين منذ سقوط نينوى والى ساعة فراقنا.
الوداع ايها السيد المعلم الاكبر في مدرستنا القومية،ونعاهدك عهد وفاء
ان نصون الامانة التي حملتنا اياها لننقلها من جيل الى جيل حتى انقضاء
الدهور،لقد شاءت مشيئة الله ان نكون الاول كما تقول كتب السماء والارض،ونحن
نثق ان هذه الارادة سوف تحفظ امتنا حتى النهاية.
وفي هذه المناسبة نقدم خالص شكرنا وامتناننا الى الجمعية الاشورية
الهولندية التي بادرت الى احياء مناسبة استذكار المرحوم الدكتور هرمز ابونا
في اربعينيته،كما نشكر كل الذين تجشموا عناء السفر وحضروا للمشاركة بتكريم
الراحل واولئك الذين منعتهم ظروفهم الخاصة عن الحضور فأرسلوا بما واسانا في
مصابنا الجلل بفقدان الدكتور ابونا.
الرحمة السماوية للدكتور هرمز ابونا والصبر والسلوان لاهله واصدقائه
ومحبيه ولنا.
|