الأساليب القديمة الحديثة في قضم أراضي برطلة

                                                 اجرى الحوار: مايك اسطفنو

             تعد برطلة من المدن القديمة منذ أيام الإمبراطورية البابلية الأشورية وسكانها الأصليون هم من السريان وديانتهم هي المسيحية هم بلا شك أحفاد حمورابي وأشور ونبوخذنصر نعم أحفاد هؤلاء العظام الذين ارفلوا العالم بحضارة عريقة وبمختلف العلوم والمعرفة الأمة التي أنجبت الفلاسفة والعباقرة كذلك البطاركة والمطارنة هم أحفاد الذين نقلوا الفلسفة والعلوم اليونانية إلى العربية في عهد الخلافة العباسية ومنهم حنين بن إسحاق وابن بختيشوع وغيرهم كما ظهروا فيهم فلاسفة أمثال ابن العبري واحوذامة والكثير الكثير الذين اغنوا العالم بالعلم والمعرفة ولا تزال برطلة ترفد العراق بالأطباء والمهندسين والأساتذة علاوة على أنواع الحرف والمهن التي تبني العراق بأيادي مخلصة وماهرة وكان التميز والتفوق من شيمتهم وهما صفتان تعتبران قمة العطاء للوطن وبرغم كل هذا تعرضت برطلة وأهاليها المسالمين والمحبين للوطن والشعب للظلم والإجحاف شمل الكل بلا استثناء منذ أيام العهد السابق ولحد ألان حيث قام ذلك النظام بعملية مفبركة والغاية كانت التغيير الديموغرافي والاثني حيث قام بإطفاء مساحات شاسعة من أراضي أهل برطلة المسالمين الودودين بدون رأفة أو شفقة شملت أراضيهم فقط دون المساس بأراضي غيرهم من مكونات اخرى من القوميات والأديان الأخرى وتلك كانت الخطوة الأولى في التغيير الديمغرافي والاثني لمدينة برطلة. إذ تم توزيعها على أناس قدموا من بعيد ويختلفون تمام الاختلاف في المفاهيم والثقافات المدنية والحضارية علاوة على الاختلاف الاثني والعقائدي والديني..

ما جعل أهالي مدينة برطلة الأصليين يعيشون في المحن والمصاعب العديدة وهم لا حول لهم ولا قوة فقط متسلحين بالإيمان والمحبة للكل .وهكذا مرت سنين عجاف وهم ينتظرون من ينقذهم ومن ينصفهم ويخلصهم من هذا الظلم والإجحاف ويعيد الحق الشرعي لهم في استرجاع أراضيهم التي استو رثوها من آبائهم وأجدادهم لمئات السنين وهي مصدر رزقهم لأنها تدر عليهم بغلاتها التي يتقاسمونها مع بقية الشعب العراقي...

وهكذا كان الصبر طويلا"ومملا" إلى أن جاء اليوم الذي انزاح ذلك الكابوس القابع من على صدر العراقيين جميعا"واستبشروا خيرا"كباقي العراقيين وتأملوا باسترجاع حقهم المغتصب وليتنفسوا صعداء غيران آمالهم راحت سدى.. وظل حقهم مفقود إلى هذه اللحظة التي اكتب بها هذه المأساة.. إذ لم يتغير شئ سوى الوجوه ولكن الغايات ظلت كما كانت لا بل أزادت عنفا "وقوة" وهمجية" وبدأت أساليب قضم الأرض تأخذ ابعادا "أثقل وطأة" من سابقاتها لم تكتفي فقط بالأراضي بل ابتلاع الدور والعقارات وبسرعة غير معهودة والغاية هي.. هي التغييرالديموغرافي والأثني لمدينة برطلة الجريحة المظلومة وما من منقذ.... لذلك توجهنا إلى أهالي برطلة المظلومين للوقوف جلياً أمام الحقائق ولصد هذه الهجمة الشرسة وفضحها أمام جميع الشرفاء والمخلصين والمنصفين من أبناء العراقيين الأبرار أن يمعن بها "مليا" وأن يرى كيف تذبح الإنسانية ظلماً وجوراً..

توجهت إلى كل الوجهاء والبسطاء من أهالي برطلة الكرام وكان الجواب هو.... فقد اكتفيت بالسيد "يوسيب داويذ يوسيب يونايا" دون التطرق إلى تفاصيل أخرى عنه خوفاً عليه ممن لا يخافون الله وهذا لايهمني بقدرماتهمني المعلومات والحقائق عن تلك الأساليب إلاأنسانية وهكذا كان الحوار.

- هل تأملتم خيرا بعد السقوط من اجل استرجاع حقوقكم وأراضيكم المطفأة .

* حتما كان لنا أمل كبير شأننا شأن جميع العراقيين أن يأخذ كل ذي حق حقه ولكن خاب ضننا وآمالنا راحت هباءا منثورا. إذ بدا كل واحد مثل ما يقول المثل الشعبي " كل من يحوز نار لكرصته " لا بل زاد في الطين بله وهي ظهور أيادي خفية قادمة من خلف الحدود تعتمد على أساليب مبتكرة وماكرة وخبيثة.

- هل يمكن تذكر بعض من هذه الأساليب؟

* نعم. تلك الأيادي الخفية تحمل بصمات مخابراتيه باجراءاتها وطرقها وأساليبها. لقد حركت مكاتب بيع العقارات في برطله " طبعا بقوة المال " وتحريكهم في استحواذ وشراء الأراضي والدور بمبالغ خياليه تفوق العاصمة بغداد نفسها التي لم تصل هذه المبالغ لذروتها.

- جيد: كيف تقوم محلات بيع العقارات باقتناص هذه الفرص؟

* كلنا نعرف ما وصل إليه العراق من فساد مالي وإداري حيث يتوجهون إلى مديرية التسجيل العقاري وبأغراء مالي كبير يشترون ذمم بعض موظفي الدائرة العقارية ذوي الضمائر الميتة والغاية لاستخراج سجلات التمليك الخاصة بالأراضي والبحث في النقاط التي يلجون بها ويختارون التي بها الورثة فيختارون الأضعف من بين الورثة مستغلين ضعفه المادي والمعيشي وذو اقل حصة في ألأرض ونتيجة انتشار البطالة والعوز والحرمان فيقومون بإغرائه بدفع أمول أضعاف مضاعفة له وشراء حصته ثم فرض على بقية الورثة بالبيع عن طريق المحكمة بأسلوب إزالة الشيوع ووضعهم تحت الأمر الواقع.

- هل هنالك من يبيع أراضيه خارج نطاق الورثة؟

* طبعا انك تعرف أن هنالك أناس لا يهمهم غير أنفسهم فقط وهم ضعاف النفوس وأنانيين ولا يبالي حتى بأجياله وخلفه وهمه الوحيد المال فقط ولا يرى من حياة سوى أكل وشرب ومتعة ولكن المشكلة أن جميع أراضي ودور وعقارات وأراضي برطلة فيها ورثه وفيها ضعاف النفوس ايضا .

- ألا ترى هنالك شيء غريب إن هؤلاء الذين يشترون الأراضي كانوا أناس بسطاء ولا يملكون هذه المبالغ يا ترى من أين لهم هذا؟

* سبق وان اخبرتكم عن الأيادي الخفية وأنا اعني الاجندة الخارجية ومن دول الجوار وبأسلوب مخابراتي محنك تدفع دون وجع القلب والهدف هو التغيير الديموغرافي والاثني علاوة على أبعاد سياسية أخرى لا يعلمهم إلا الله والراسخون في العلم.... لا بل هنالك عمليات الخنق الاقتصادي لأهالي برطله الأصليين.

- ما هو الخنق الاقتصادي؟

* هنالك عقارات ومحلات تقوم بلدية برطلة بإيجارها للمواطنين بأسلوب المزايدة العلنية من اجل تحديد بدل الإيجار السنوي وعندما تبدأ المنافسة تظهر وجوه غريبة وتقوم بمضاعفة الإيجارات بأسلوب ناري ومريب والغاية بالطبع الخنق الاقتصادي لأهالي برطلة الأصليين حتى يبقوهم على عوزهم وحرمانهم وعرقلتهم في مجاراتهم في شراء الأراضي والدور والعقارات. إضافة إلى جعل أحوالهم المعيشية سيئة وبالتالي يزيدون من فقرهم فقرا وحرمانهم حرمانا.

- هل هنالك طرق أخرى غيرها ؟

* بالتأكيد حيث تم بناء على القطع التي تم توزيعها بحسب القرار 117الصادر في عهد النظام السابق رغم وقف التنفيذ هذا القرار بالإضافة إلى وجود عدد من العقارات  شيدت بدون ايجازات البناء أي بأسلوب التجاوز على الأملاك وما من تحرك لإيقاف ذلك أو إزالة ذلك التجاوز فحالة السكوت تبدو مريبة لدى المسوؤلين الإداريين في برطلة فهل ياترى ينطبق المثل الإنكليزي القائل إذا تكلم المال سكت الحق...

- بعد أن عرفنا هذه الأساليب المتعمدة في الاستحواذ على أراضيكم وأملاكم هل هنالك حلول تقترحها في إيجاد مخرج لمشكلتكم؟

* حتما نحن نفكر في إيجاد الحلول قد نصل إلى النتيجة لبلوغ هدفنا لاسترجاع حقوقنا بالطرق السلمية العقلانية وبطريقة حكيمة ومدروسة إذ اقترح الحلول التالية

1- دور رجال الدين الأفاضل....يا أبائي ...يا أسيادي ..نحن نحبكم..نقدر جهودكم وانجازاتكم نثمن خدمتكم إنكم ملح الأرض نأمل منكم دور فاعل أكثر حماسة ليس فقط في إقامة القداديس والعماذ وطقوس الزواج والصلاة على الراقدين بل في تنظيم ندوات إيمانية وروحية متواصلة ودورية للارتقاء بالقيم الروحية لدى المؤمنين.. تفاعلوا مع الكنيسة أعني الجمع المؤمن اهتموا ببناء الإنسان فهو خير من بناء دور العبادة التي لا سمح الله قد تخلوا يوما من المؤمنين إذا بقيت الحالة كما هي ألان ..؟؟؟؟ البار بالأيمان يحيا.. وليس بالخبز وحده يحيى الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله لتكن كلمة الله هي خبزنا اليومي .. استمحيكم عذرا أبائي الأفاضل صلوا من اجلنا نحن الخطاة.

2- دور السادة الوجهاء وأصحاب رؤوس الاموال الموقرين... أقول لكم بملء الفم أحبكم وكما يقول الشاعر جبران خليل جبران أحبكم رغم وان كان عسلكم علقما في فمي كفاكم تنظرون نحو مرآتكم المطلية بالفضة فهي لاتعكس غير صورتكم انظروا من خلال زجاج نافذتكم الشفاف لسوف تشاهدون أبناء جلدتكم أنهم يمضغون السكين جوعا ويشربون الخل العتيق ظمئا ويلبسون الأسمال سترا أقترح لسيادتكم أن تتحدوا برؤوس أموالكم و باشروا بإنشاء مساهمات بينكم باشروا بالاستثمار في مدينتكم ليتشع أبنائنا المغتربين لينظموا إليكم في استثماراتكم فهي الخطوة الأولى في نحر الفقر والعوز الذي اوجد الضعف لدى أبناء جلدتكم  اقضوا على البطالة صدقوني ستزيدون ثراء تفيدون وتستفيدون ستكنون السور المنيع من أجل أجيالكم القادمة أعملوا لمستقبل مدينتكم إذا توحدتم فلا قاهرا لكم... تقبلوا اعتذاري إذا أسأت الفهم.

3- دور الحكومة والبرلمان....أضع هذه القضية أمام كل الشرفاء العراقيين والعالم وأمام ضمير الإنسانية جمعاء ثم أسأل هل يرضيكم يا سادتي أن يعمل معكم هذا الإجراء؟ إذن هذه قضيتنا أمام السيد دولة رئيس الوزراء المحترم ونيابة السادة أعضاء برلمان الموقرون بتحكم ضميركم الحي هل هذه عدالة؟ لذا أطلب من السادة المسؤولين أن يضعوا حدا لهذه المأساة وليطبقوا المادة23 من الدستور العراقي وتفعيلها وبأثر رجعي من أجل إحقاق الحق .

كما أطالب الحكومة العراقية بإيقاف عمليات البيع والشراء للأراضي والدور والعقارات التي تبدو مريبة وأخذ أجرءات مناسبة في عمليات البيع السابقة والمشبوهة .

4- أذا لم تجد نفعا هذه المحاولات فعلى المندوبين من أبناء شعبنا رفعها إلى المحافل الدولية القانونية ..

- نتوجه بالشكر الجزيل للسيد يوسيب لهذه المقابلة الرائعة داعين له بالتوفيق والنجاح وتحقيق الأماني في استرجاع كل ذي حق حقه وشكرا