فاجعة سيدة النجاة والاعلام المغرض
خالد القيســــي
الاعلام
المحايد او ذو المصداقية او المهنية هو تعبير عن حالة الحياة والمجتمع ونقل
مايدور فيه بأسلوب صادق ومتقدم بمعاني وخلق سامي تجسد مسيرة التحول
والتغيير التي حدثت في 9-4-2003 والابتعاد عن الاساليب الضارة التي ولدت
وتراكمت في فترة مسار التحول الديمقراطي يروج لها وتعرض من خلال فضائيات
تستغل حرية التعبير التي تنفسها البلد كنهج تعويقي وتطويقي للعملية
السياسية وتسخير هذه المرامي لاهداف ضارة بالمواطن والوطن...
ان افعال وواقع هذه
الفضائيات تؤكد على استمرارها في ايذاء وترويع الناس والمثال القريب للعيان
كيف وجدت واستغلت فرصة استهداف كنيسة سيدة النجاة لتطلق ابواقها باغراضها
السيئة واخراج الاحقاد المريضة وبشكل مضلل وبهتان كبير عندما حولت مقابلة
مع عائلة احد الناجين من نساء ورجل بسطاء الى منظرين ومحللين في العلم
العسكري والتخطيط واعطاء الدروس في اساليب انقاذ الرهائن...
وما زاد الطين بلة
الاستعانة بالمصري والجالس في لندن كقناع ووسيلة لاطلاق الاحكام والتهم
وتحويل المنبر كان المفروض ان يكون منبر رحمة ومحبة وجبر خواطر الضحايا الى
اسلوب تدميري للوجود المشترك بين كافة طوائف البلاد التي اكتوت جميعا من
هذا الارهاب... ونشر الكراهية والبغظاء والاعتداء على حقوق الاخرين من
مواطنين بسطاء ابرياء وقوى وطنية اقتحمت الكنيسة ببسالة واقتدار عظيم
وبعماية خاطفة لتحرير الرهائن.
ان الحقد ونفث
السموم على عملية جريئة اعطت درسا للارهاب ومموليه وحاظنيه وابواقه
الاعلامية في كيفية التعامل في السرعة والوقت وعدم اعطاء الفرصة للارهاب من
ان ينفذ مأربه في فرض مطاليبه اللا شرعية واللا انسانية... لقد كانت
الضحايا هي من صنع الارهاب الذين فجروا انفسهم في الناس الابرياء وليس من
جراء الاقتحام لابطال القوة المداهمة والتي حاولت هذه الفضائيات ايهام
الناس به.
ان الحالة المميزة
التي اصبح عليها العراق بعد التحول الجذري الذي اقتلع نظام الجور والظلم
وتكميم الافواه هو سبب لاصطفاف هذا الاعلام المأجور الذي سقط في درك
الرذيلة والافك والتضليل.
|