شفاء العمري يروي تجربته
المسرحية امام طلبة الفنون الجميلة

زوعا -
الموصل
خامرني شعور بان طلبة قسم الفنون
المسرحية في كلية الفنون الجميلة بجامعة الموصل يمتلكون حظوظ جيدة إذ سنحت
لهم فرصة النهل من ينابيع الرواد وتجاربهم الغنية بالفكر والبحث والتحصيل
وراء المعلومة خلافا عما يحدث الان من إمكانيات ميسرة في سبيل البحث
والتقصي .. هذه التجربة التي خاضها أساتذة القسم المذكور كانت غنية
بالمعطيات والثمار الايجابية خاصة وان ضيوف الكلية من الرواد كانوا
بالمستوى المتميز ورحلة أغنائهم الأجواء بروايات وإحداث كانت حافلة
بالتجارب التي تدفع الجيل الجديد لاقتفاء الأثر ومضاعفة الجهود من خلال
التميز وتحقيق أثار مميزة على خطاهم ومنها التي كنت فيها شاهد عيان على
استضافة الكلية المخرج المسرحي الرائد شفاء العمري ليتحدث عن تجاربه
وحكاياته في هذا المضمار.. بدأت الجلسة بتقديم مقتضب لكنه حافل بالإشارات
التي ميزت مسيرة العمري على خشبة المسرح حيث انطلقت كلمات الدكتور جلال
جميل لتضف الضيف بالأستاذ الكبير الذي قدم للموصل مالم يقدمه أي فنان فتربع
على عرش الإخراج المسرحي كما قدم جميل عبارات الشكر والتقدير للقائمين
وراء تجربة استضافة الخبرات الموصلية والنخب الفنية في المدينة وخاصة
لرئيس قسم الفنون المسرحية الدكتور محمد اسماعيل الطائي الذي عمل على
إقامة المواسم الثقافية والمهرجانات المسرحية ليمد جسور تواصل بين طلبة
القسم والكشف عن إمكانياتهم وإبداعاتهم .. وبدا المخرج المسرحي الرائد شفاء
العمري بتناول جوانب من سيرته الفنية منطلقا من عشقه حد النخاع للمسرح (على
حد وصفه )فيستطرد بالقول ان الحياة بلا مسرح لاتساو شيئا وعبر عن ألمه
لعدم اكتسابه شهادة أكاديمية في المسرح لكنه عوضها بالقراءة والمطالعة
لمدة قياسية تجاوزت ال (18 ) ساعة لكي يلحق بركب المعرفة وتطوير قدراته
المسرحية وحينما كان يفشل في البحث عن إجابات وافية فيما يخص قراءاته كان
يشد الرحال الى بغداد لمتابعة الرواد ومعرفة إجاباتهم الوافية على أسئلته
في مرحلة وصفها بالمراقبة والمتابعة في حين كانت تلك المرحلة تشكل منافسة
حافية بين مخرجين من عيار الراحل إبراهيم جلال وسامي عبد الحميد و بدري
حسون فريد وتابع العمري ان المرحلة اللاحقة استدعت منه الدخول الى مجال
الفن من خلال اغناء تجربته الفنية التي كان نادي الفنون في الموصل منطلقا
لأولى شرارتها وبالتحديد عام 61 وتعرف على العديد من الشخصيات الفنية
داخل هذا النادي منها شخصية الفنان التشكيلي نجيب يونس الذي قال عنه
العمري بأنه يحول كل شيء الى لون وصورة وتعرف ايضا على الموسيقار عبد
الستار العاصي الذي كان من أوائل خريجي قسم الموسيقى والفنان محمد حسين
مرعي وعازف الإيقاع فتحي عبد الله وعازف الناي حسين الفخري وتعرف ايضا على
ثلاثي يؤدي أعمالا ارتجالية على مسرح النادي مؤلف من داؤد سليمان وميسر
عبد فليح ويونس السبعاوي وتحدث العمري عنه اول تجربة مسرحية بعنوان
(الماعندو فلس) التي الفها المرحوم سامي طه الحافظ واخرجها علي أحسان
الجراح كما قدم له عز الدين ذنون دورا مهما في مسرحية فلسطين ظل راسخا
في ذاكرة من تابع المسرحية رغم ان الدور لم يستغرق سوى عشر دقائق فقط
ونال على أثرها شهادات ثناء وتقدير احدها من الفنان نجيب يونس وبعدها
استرسل المخرج شفاء العمري ليسلط الضوء على تجربته في التحديث والتجريب على
النصوص المسرحية ومحاولة (تعريقها) وتقديمها بشكل يلائم الأجواء الموصلية
ومنها إخراجه لنص معنون ب (البركان ) لمؤلفه محمود فتحي الذي كان طالبا في
المرحلة الإعدادية حينها وكأول موصلي قدم على خشبة المسرح في المدينة
(الاستثناء والقاعدة ) للالماني بريخت وتناول في رحلة سيرته الفنية جهوده
في تأسيس مسرح الجامعة بتوجيه من الدكتور محمد المشاط رئيس جامعة الموصل
آنذاك والذي كان من أوائل المنادين بمد جسور تواصل بين الجامعة والمجتمع
وعلى خشبة المسرح المذكور قدم العمري مسرحية لفصل واحد كتبها المرحوم محمد
عطاء الله فيما سلط أضواء النقد على فصول المسرحية المذكورة ناقد من بغداد
يدعى علي مزاحم عباس دون ملاحظاته وهوامشه في مجلة متخصصة بالمسرح رغم انه
اندهش من نص تالف من سبعة صفحات لدفتر صغير فيما حفل العرض المسرحي
بالكثير من المعطيات التي نالت إعجاب الجمهور الحاضر واختتم العمري مرحلة
تجاربه بالإشارة الى الراهن وما يفرزه من أمور وظروف تمنع التواصل المسرحي
وبقاء الفكرة مرتبطة بزوال الاحتلال ليعود النبض الى خشبة المسرح والإعمال
التي تقدمها بعدها توالت الأسئلة ليجيب عليها العمري بشفافية وصدق ومحبة
وقبل ان تختتم الجلسة عرض وثائقي بعنوان( رموز) تناول سيرة ذاتية
وأرشيفية للمخرج المسرحي شفاء العمري ..
|