زوعا اورغ يلتقي مرشح قائمة الرافدين في محافظة نينوى
سامي حبيب اسطيفو : ارفض مبدأ الوعود الفارغة وسأتمسك
بالعمل كمبدأ وغاية

اجرى الحوار
" سامر الياس سعيد "
وسط غابة من اللافتات والملصقات والبرامج
الانتخابية التي بدأت القوائم المشاركة تهيئتها والمجاهرة بها أمام ناخبيها
وفي خضم الوعود والعهود التي بدا مرشحو تلك القوائم الانتخابية وفي
دوامتها انطلقت حاملا أوراقي وفي ذهني العديد من الاسئلة التي بلورتها كل
تلك الأجواء وأنضجتها تجربة سابقة صدمت أبناء المحافظة ووضعتهم على مفترق
طرق تماما مثل ماكانوا متيقنين إن ذهابهم لصناديق الانتخابات في الدورة
السابقة كفيل بإنهاء معاناتهم فصدموا بصورة أخرى اشد سوءا من تلك الأيام
التي عاشوها وسط غياب تام للخدمات وتواتر متزايد للبطالة ولاداعي للحديث
عن الأحداث الدموية التي تعيشها المدينة فذلك كفيل لمساحة أوسع وخاصة في
أوساط شعبنا السرياني الكلداني الآشوري وما تمخض عنه من حالات تهجير قسري
وازدياد لمحاولات استهدافهم كانت الحلقة الأكثر تحديثا ما شهدته الموصل في
مطلع تشرين الأول (أكتوبر ) الماضي ..كل تلك المعطيات كانت محورا أساسيا في
لقائي بمرشح قائمة الرافدين في محافظة نينوى السيد سامي حبيب اسطيفو في
محاورة هذا نصها :
*تيسر لك مؤخرا عقد العديد من المؤتمرات
الانتخابية المباشرة ولقائك بالناخبين في فرصة لتجسيد برنامجك الانتخابي
أمامهم فماذا لمست من طموحات ورغبات جاهرت بها تلك الفئات أمامك ؟
-بالطبع تم عقد ثلاث مؤتمرات انتخابية في مناطق متفرقة من سهل نينوى
مثل برطلة والقوش وأخيرا في قضاء الحمدانية وما لمسته من خلال تلك
الندوات استجابة وردود أفعال ايجابية من قبل الناخبين عبروا من خلالها
عن قناعاتهم بقائمة الرافدين ومرشحيها والأفكار والبرامج الايجابية التي
قدمتها لتغيير الواقع الذي يعيشونه نحو الأفضل ..
*وبماذا تعد ناخبيك خاصة مع انتشار لهجة الكلام
وتعود الناخب على لغة الوعود التي أدمن سماعها منذ الدورة الانتخابية
السابقة دون إن يلمس تجسيدا لتلك العهود والوعود ؟
-شخصيا ارفض الوعود لأنها سهلة بالنسبة لأي مرشح وبإمكان كل واحد منهم
انم يقوم إطلاقها لاستقطاب الناخبين لكن خبرتي المستقاة من الفترة التي
كنت فيها عضوا في مجلس قضاء الحمدانية تجعلني أكثر تصميما على تجسيد
الرغبات والطموحات التي يجاهر بها الناخبين من توفير مدارس تتوفر فيها
مستلزمات الدراسة وتوفير الخدمات بصورة أساسية وكل هذا يجري وفق الميزانية
المقرة من قبل الدولة وتسقيطا لواقع خبرتي بما دار في القضاء من نقص لكل
تلك الخدمات والحاجة إلى الاهتمام بالشوارع واكسائها وهو ما يجعلنا نتدخل
من اجل المصلحة العامة وغاية المواطن أولا ..
*هل سيتحدد برنامجك على أبناء شعبنا فقط أم سيشمل
كل مكونات المجتمع العراقي وأطيافه ؟
-بالإضافة للأمور الخاصة بأبناء شعبنا فان برنامجي يضم فقرات عامة منها
ما يختص بالفلاحين ومعالجة أوضاعهم من خلال إعادة بعض الحقوق المسلوبة
منهم وتعويضهم عما فاتتهم من إجراءات باطلة استهدفت هذه الشريحة وأضرت
بالتالي على الواقع الزراعي للمحافظة عموما أما فيما يخص شعبنا وبالأخص
القاطنين في مركز محافظة نينوى حيث تعرضوا قبل حوالي الشهرين لموجة عمليات
استهدفتهم وأرغمت الكثيرين على النزوح والالتجاء لمناطق من سهل نينوى
فسنسعى جاهدين لحث المسؤولين التنفيذيين في المحافظة على تعزيز الجانب
الأمني بغية عدم تكرار هذا الخرق الذي اضر كثيرا بهذا المكون الأصيل من
أبناء العراق عبر تكثيف الدوريات وزيادة السيطرات الأمنية التي تحول دون
حدوث أي أمر يضر بالمواطن العراقي ورغم إن الأحداث التي شهدها تشرين الأول
كانت قد حصلت والمحافظة تعيش تعزيزا امنيا وحضور مكثف إلا إن المسؤولين
عالجوا الخلل وشخصوا الضعف الحاصل من خلال استقدام قوات أمنية من العاصمة
واستبدال القوات المتواجدة بقوات أخرى.
*شريحة الشباب ربما تكون الأقرب بالنسبة إليك
خاصة مع كونك تدريسي في إحدى مؤسسات التعليم العالي وعلى تماس مباشر مع
هموم وهواجس الشريحة المذكورة ؟
-أقول بالنسبة للشريحة الشبابية فإنها حاضرة بقوة في تفكيري من خلال
عضويتي في مجلس قضاء الحمدانية وعضويتي في مجلس نينوى للبحث والتطوير ومن
تلك البرامج التي أعدها للشباب هي إنشاء جامعة في سهل نينوى تكون الثانية
في المحافظة بعد الجامعة الرائدة (جامعة الموصل ) وكخطوة أولى فستضم
الجامعة كليتين ومعهد تقني وقد قمنا بتسليم عضو البرلمان العراقي الأستاذ
يوناذم كنا دراسة شاملة بهذا الخصوص ومعززة بآراء من قبل حاملي الشهادات
العليا يبينون حاجتهم للمؤسسة الأكاديمية المذكورة كما أرى ضمن البرنامج
الانتخابي احتضان الشباب الخريجين للاستفادة من طاقاتهم في وظائف تؤمن
مستقبلهم وبالتالي يبتعدون عن التفكير بترك البلد واللحاق وراء سراب
الهجرة التي باتت كالسوس تنخر في جسد مجتمعنا العراقي ..
*وماذا عن محاولاتك التي أسست عليها لتجسيد هذا
الأمر ؟
-بذلت جهودا حثيثة في تعيين الطاقات الخريجة من خلال المخاطبات
والمداولات لان المحافظة بحاجة ملحة إلى طاقات الشباب فضلا عن أبعاد هذا
الأمر عن أي دوافع وغايات أخرى حتى يبقى الأمر مرهون بالحاجة الفعلية
والشعور المتأتي بالمسؤولية من قبل السلطة المحلية لأبناء هذا المجتمع وأود
إن اذكر إن موقعي في المؤسسة الأكاديمية يمنحني واقعا معاشيا أفضل من تطلعي
لاكتساب مقعد في مجلس المحافظة لكن الشعور بالمسؤولية يحتم علي ان أؤمن
لأبناء المجتمع فرص طيبة للعيش والاستقرار ..
*تواردت الأنباء مؤخرا وراء سعيكم للاهتمام
باللغة الأم (السريانية ) وإيجاد موقع مهم لها في المجتمع خاصة في مناطق من
سهل نينوى ؟
-يكمن تركيزي على الموضوع من زوايا عديدة أهمها الحفاظ على اللغة
الأصيلة وإحيائها ومؤخرا قدمنا طلب باعتماد اللغة السريانية في علامات
الدلالة للشوارع والأحياء في مناطق كقرقوش وكرمليس كخطوة أولى وتم
استحصال الموافقات بشأنها كما سأسعى جاهدا من خلال المداولة ولقاء رؤساء
الطوائف لإيجاد حلول لمدارسنا المسيحية في محافظة نينوى من خلال حث أولياء
الأمور على تسجيل أبنائهم فيها وإعادتها إلى سابق عهدها من البروز وتخريج
الطاقات المتميزة كالنخب الطبية والهندسية وغيرها من الشخصيات المؤثرة في
المجتمع ..
*وماذا عن رؤيتكم تجاه الإعلام الذي أضحى الآن
سلاح ذو حدين ؟
-بالطبع فهنالك إعلام جاد يسعى لنقل الخبر أو الحدث بموضوعية وحيادية
وهنالك قنوات أخرى تبتعد عن تلك الموضوعية لتروج من خلال غاياتها لأفكار
هي بعيدة عنا كشعب له حضارة وأصالة ولكنها تتمسك بالقشور فتضحي وبالا على
الشعب المتمسك بأرضه ووطنه وأنا شخصيا اعتبر الإعلام الوجه الحقيقي الذي
يعكس مكنون كل شعب وفي المقابل ارفض الإعلام الذي يحاول تشويه الحقائق
خاصة التي تخص شعبنا وجوهره الوطني والديني والأخلاقي وأود الإشارة إلى
حادثة شخصية وقعت لي حينما ذكر لي كاهن صديق يقيم في اليونان معبرا عن
استيائه لإحدى القنوات المحسوبة على شعبنا في تعاملها مع حدث جلل وقع في
البلد وتعاملت معه القنوات العراقية باهتمام بالغ وعبرت عن الحداد والحزن
كموقف فيما كانت تلك القنوات تبث حفلة صاخبة ..
*وماذا عن تعاملك مع البرامج الانتخابية للقوائم
الأخرى وما تفرزه من نظرة تتعامل مع باقي مكونات المجتمع العراقي بنظرات
متفاوتة ومتباينة ؟
-لقد افرز واقع الحال تجربة معاشية غنية بالكثير من المواقف سواء مع
واقع عملي الوظيفي أو دراستي فلذلك استفدت من تلك التجربة بعلاقات جيدة
مع مختلف مكونات المجتمع العراقي وبنيت تلك العلاقات الحياتية على قيم
مشتركة متأصلة في نفس كل مؤمن مهما اختلفت المسميات والمذاهب وبما إنني
عملت في مجال منظمات المجتمع المدني فقد ارتأيت التقدم بمقترح قبل عامين
لإلغاء كلمة الآخرون في الإشارة إلى المكونات الصغيرة في المجتمع العراقي
لأنها مقولة تعكس التهميش والإقصاء بحق هذه الشرائح التي امتزجت دمائها مع
دماء العراقيين في أحداث ومواقف كثيرة .
*وموقع المرأة من فقرات البرنامج الانتخابي ؟
-إذا كانت الطبيعة لاتفرق بين مكانة المرأة أو الرجل فلذلك ففي البرنامج
الانتخابي هنالك مساواة بين مكانة المرأة والرجل ولا يوجد علامات تمييز
فمساهمة المرأة مع أخيها الرجل لها تأثير كبير في مفاصل المجتمع ..
*وما هي أمنياتك بحق أبناء الموصل ممن غادروها
بسبب الأوضاع خاصة إن اغلبهم من أصحاب الخبرات ورجال أعمال سيعكسون وجه
مزدهرا للمدينة لو تسنى لهم العودة بعد استتباب الوضع ؟
-لاشك إن أمنيتي تتلخص بعودتهم خاصة أصحاب المعامل ممن تركوا معاملهم
ومصانعهم بعد إن تحولت اغلب المناطق الصناعية في المدينة إلى مناطق ساخنة
تصعب فيها ممارسة الأعمال بصورة طبيعية ومع ذلك فانا متفائل بعد إن تم
تبليغ أصحاب المعامل والذين اختاروا مناطق من قضاء الحمدانية كبديل
لممارسة أعمالهم من قبل السلطة المحلية بالعودة إلى محالهم ومعاملهم
الأصلية وذلك في ربيع العام الحالي ..
*ردك يقودنا إلى سؤال عن مدى تفاؤلك بواقع
المدينة عموما ؟
-أنا متفائل بواقعها القادم خاصة مع دعوة المهجرين والنازحين للعودة إلى
مدينتهم وممارسة أعمالهم فيها بعد استتباب الأمن فيها من خلال الإجراءات
الكفيلة بترسيخ هذا الأمر ودعوة أبناء المحافظة للانخراط بالمؤسسات الأمنية
فتنتفي الحاجة لاستقدام قوات من هنا أو هناك لغرض حماية المدينة .
|