الحلم
عصام شابا فلفل
من منا لا يحلم .. ومن منا لا يرغب بتحقيق احلامه الجميلة.. فحين يرى احدنا
رؤيا مخيفة او حلما مزعجا .. نراه يقضي نهاره مهموما كئيبا . ولا يقبل
الحديث مع احد وحتى السلام في بعض الاحيان … وفي احيان اخرى يبقى حبيس
الهم والغم ، كل ذلك وبسبب تلك الرؤيا المزعجة.. اما البعض الاخر فنراه
سعيدا مرحا .. فرحا. وحدود الارض لاتسعه من البهجة . والسبب هو الحلم
طبعا.. وهذه المرة كان سعيدا مبهجا.. وهناك من الناس من يلجأ الى العراف او
قاريء الكف او يحاول ايجاد مفسر لرؤياه ، متمنيا ان يكون التفسير لصالحه.
اما العرافين والمفسرين فيقولون ان الأحلام تتحقق ولو على المدى البعيد !
وفي بعض الاحيان يكون تحقيقها حرفيا وبالتفصيل الدقيق ( حسب اعتقادهم طبعا
) .. اما الاحلام نفسها فتأتي وتذهب ونحن نعيش على امل تحقيقها .. وعن
تفسير بعض الاحلام فيكون على رأي الناس من المثقفين والعامة تفسيرا واحدا
.. فمثلا .. حين ترى في منامك ان احد اسنانك قد سقط، فتفسيره وفاة شخص
عزيز عليك، اما اذا رأيت روحك في مزرعة خضراء والمياه تنساب تحت اقدامك
فأنك ستصبح من اصحاب الملايين .. واذا رأيت حمارا له ذيل اخضر .. فأنك في
اليوم التال ستأكل باقة من الفجل .. …!
اما انا والشهادة لله .. فقد تحققت احلامي جميعا عن اخرها .. رغم انني
قلما احلم اثناء النوم .اذ ان احلامي تأتيني اثناء اليقظة فقط …! ففي
دراستي الجامعية، وحينها كنت حرا طليقا غير مقيد بخاتم امرأة ، حلمت بأني
امتلك واقود سيارة انيقة فارهة من طراز الكاديلاك ، وبأني اسكن قصرا فخما
من عدة طوابق ، اثاثه من الانتيكات والنوادر ، والخدم والحشم تصول وتجول في
اروقته والكل يعمل تحت امرتي ، وان لي رصيد بأحد المصارف يقدر بكذا مليون
من الدنانير، وبأني سوف احصل على شهادت الدكتوراه في الاختصاص الذي احبه..
والخ.. من احلام الشباب ..
ومرت الايام والاشهر والسنين ، عندها والحقيقة تقال ، تتحققت جميع
الاحلام التي راودتني في سني الشباب .. فالسيارة الكاديلاك اصبحت عربة من
الخشب بثلاث عجلات اقودها بفخر واعتزاز وابيع بها الباقلاء في احد الاحياء
الشعبية من المدينة.. والقصر الجميل اضحى غرفة حقيرة ضيقة لا تتجاوز
ابعادها المترين في ثلاثة امتار في دار مؤجرة ، والانتيكات الفخمة اصبحت
اثاث متواضع جدا.. هذا ان وجد.. اما الخدم والحشم فكانوا الزبائن في الحي
الشعبي والذين (يأمرونني بكل فخر) لأقدم لهم طبقا شهيا من الباقلاء وبكل
احترام واجلال ، اما الرصيد المالي فقد اصبح عدة ملايين من الدنانير على
ذمتي كديون اثقلت كاهلي، والشهادة العليا فيا ويلاه، فقد حرمت منها بسبب
خطأ لم يكن لي ذنب فيه ارتكبه بحقي احد المسؤلين السابقين ظلما وبهتانا..
وهكذا
هذه هي حقيقة احلامي وامنياتي التي تحققت فعلا ولكن على طرقتها الخاصة
وبالاتجاه المعاكس تماما ......اتمنى من الله تحقيق احلامكم والســـلام
|