معاناة
أب
وليم اسكندر
عيد الميلاد على الأبواب
ودقات نواقيسه لم تتبق الا هنيهات ونسمعها لتلتئم الأفراح وتجتمع العوائل
على مائدة الفرح والمحبة والسلام بالرغم من الظروف التي نعيشها .. لكن مع
اننا نسمع أحاديث الرعاة وهم يحثون خطاهم الى مذود الطفل يسوع ثمة تأوهات
حزينة في بيت لعائلة مسيحية تقطن الموصل وهي تفتقد عضوا من أسرتها يعاني
محنة الخطف .. ننصت لتأوهات أب يبث معاناته خلال الأسطر القليلة التي
قدمها بالقول انني انعام حبيب والد المختطف نجوان الذي حمل صليب المعاناة
من خلال مجموعة اختطفته وهو داخل الحرم الجامعي لجامعة الموصل في الرابع
من ايلول من العام الحالي .. ويتابع الوالد قوله فيشير ان نجوان ذهب
للجامعة في صبيحة ذلك اليوم المشؤوم من اجل الاطلاع على موعد امتحانه في
الدور الثاني كونه طالب في المرحلة الاولى في كلية الآداب قسم اللغة
الفرنسية المرحلة المسائية الا ان عودته للبيت تأخرت في ذلك اليوم مما
جعلنا نحاول الاتصال به مرارا فتفاجئنا بان هاتفه مقفل وسرعان ما اتصلت
بنا المجموعة التي اختطفته لتبدأ مرحلة المساومات التي انته عند حد دفعنا
لمبلغ ثلاثة الاف دولار امريكي من اجل أطلاق سراحه الا ان الأمر لم ينتهي
عند هذا الحد فبقي ولدنا نجوان مجهول المصير منذ اللحظة التي تم فيها دفع
المبلغ ورؤيتنا له وهو يلوح لنا من بعيد في احدى مناطق مدينة الموصل ..
ويختتم الوالد انعام حبيب حديثه بمناشدة
المختطفين باطلاق سراح ولده نجوان من اجل عودته لأسرته ومن اجل ان يكون
احتفالهم بالعيد هذا العام مزدوجا بقربه منهم وهذا ما نتمناه نحن ايضا
ببركات ودعاء العراقيين ..
|