استهداف
المسيحيين
ضحية
النزاعات وتلكؤ الأمم المتحدة
جيفارا زيا
بعد الاستهداف المباشر من قبل مجموعة إرهابية-ضالة.. طالت حافلات نقل طلبة
مسيحيين من الكلدان السريان الآشوريين إثناء توجههم من بخديدا الى جامعة
الموصل لنيل علومهم وخدمة بلادهم، الا انهم لم ينالوا الا الفواجع والآلام
بتكرار التهديدات والهجمات ومع ذلك أبوا الاستمرار في كفاحهم العلمي.. وفي
كل مرة تتشابه النتائج وتقيد الجرائم ضد مجهولين-إرهابيين-ظلاميين.. وثم
تغلق ملفات التحقيق ليعاد فتحها في فترات الانتخابات وتشكيل الحكومات مع
تفاقم صراعات الأزمة، ليتبنى كل طرف أولوياته في تقديم الدعم للاستغلال
السياسي وليس الإنساني واستثمار آلام ومشاعر الضحايا في الإعلام بشكل مفرط
ومخيف يهوٌل الحدث ويخرجه عن حقيقته المأساوية ليضعه في كفة المتاجرات
الإعلامية للتنافس.
لقد ترجى أبناء سهل
نينوى الاصلاء ان يحافظوا على وجودهم ويشعروا بتمثيلهم في أرضهم بإدارة
أنفسهم ولكن القدر تأسف عندما أصبح مأواهم مناطق يتنازع عليها مَن ليس لهم
شان بفرض وصاياهم على غيرهم، ولان زمن التهميش والتمييز لن يرى النور حتى
في نهاية النفق، فهذه كانت رؤيتنا بان مناطقنا هي لنا بإرادتنا وحريتنا ولا
نحتاج لعرابين وسماسرة يضعوننا في جانب على حساب الجانب الآخر المتصارعان
لكسب أراضينا وإفهامنا بأننا يجب أن نتبع احدهم لحمايتنا.. فهذه هي ضريبة
هذا المفهوم الذي يروح بفعلهِ الأبرياء، الذين باتوا يفهمون مخططات من
يدعون بأنهم مرجعيتهم !!
فهل يمكن لهذا الفعل
الإجرامي ان يعد من الخروقات ألامنية؟ أم لنا الحق في الشك بالقوى الأمنية
القريبة جداً من موقع الحدث؟ والانكى عندما قاموا بتعميق الجرح وتسديد
أطلاقاتهم على طلبتنا والغيارى من أبناء كوكجلي وبازوايا الذين تسارعوا
لإجلاء جرحانا..
فقد طالبنا كثيرا
بإجراء التحقيقات القانونية وكشف المدانين ولَوَحنا- إن لم نهدد بتقديم
ملفات استهداف المسيحيين الى المحققين الدوليين، ولكن يبقى حسنا الوطني فوق
جميع الاعتبارات بأمل أن تأخذ الجهات المحسوبة على الوطنية عاتقها بتشخيص
الجناة الارهابيين-الظلاميين...
ونتأسف لحالنا ووضعنا،
ففي هذه المرة برغم ان الفاجعة كانت اكبر والهدف من ورائها أعمق، فالتفكير
يراودنا بأنها حالة حصلت ما بعد الانتخابات والمتنافسين او المتصارعين هم
في حالة نحو التحالفات، وربما هذا الموضوع قد يعكر صفقاتهم السياسية..
التقينا لمرات واشتكينا
وطالبنا من مؤسسة دولية-العراق عضوٌ فيها وهي هيئة الأمم المتحدة لكي تقوم
بدورها في ضمان لائحة حقوق الإنسان وترسيخها في العراق الجريح واخذ دورها
في حماية واحترام حقوق الأقليات، وكمثيلاتها تسمع، وتَهمل إجراءاتها.. ولكن
هذه المرة الأمم المتحدة مطالبة بضرورة احترامها لمبادئها..
|