![]() |
![]() |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
(العراقي عبارة عن وثائق واوراق منذ الولادة حتى الممات)
طلال فكتور في الساعات الاولى من ولادة الطفل العراقي يسرع والده لاستحصال بيان الولادة من المستشفى والذهاب به الى المركز التمويني لضمان حصوله على الحليب ولو مرة واحدة في كل ثلاثة اشهر قد تكفيه لشهر واحد اما الشهرين المتبقية يتعود الطفل على شرب الببسي كولا .ولكي يدخل ضمن افراد العائلة في البطاقة التموينية بشكل دائم لابد من استخراج هوية الاحوال المدنية من دائرة النفوس وبالطبع تكون بدون صورة . وعند بلوغه سن السادسة يعود الوالد لدائرة النفوس لاستبدالها باخرى مثبت فيها صورته حتى تقبله المدرسة تلميذا في صفها الاول وعند تخرجه من المرحلة الابتدائية يبدأ الوالد رحلة اخرى مع الاوراق الرسمية العراقية حيث يسارع الى استخراج شهادة الجنسية العراقية لولده المدلل حتى يثبت عراقيته اولا ومن ثم قبوله كطالب في المرحلة الثانوية . وهنا تنتهي مهمة الوالد مع الاوراق الرسمية لتبدأ واجبات ولده الذي اصبح شابا وفي المرحلة النهائية من الدراسة الجامعية ويلتقي بزميلة له دخلت قلبه عنوة لينتهي الموضوع بالزواج في المحكمة الشرعية بعد تقديم جملة من الوثائق الرسمية الاصلية والمصورة حتى يحصل على عقد للزواج وبه يستطيع استخراج بطاقة تموينية خاصة باسرته الجديدة بعد اجراء معاملة طويلة في دائرة النفوس لفتح صفحة مستقلة له ولزوجته في سجلاتها العتيقة. ليعود مسرعا الى مختار المنطقة الساكن فيها ليزوده بمظبطة الى دوائر الشرطة للحصول على بطاقة السكن الرسمية. وكل ذلك يتم باستنساخ كل الوثائق التي بحوزته مع الصور الشخصية وتوزيعها على الدوائر المعنية. واجب لابد منه لان الاتي يستوجب ذلك والا حرم من فرص المستقبل وبعد كفاح طويل يجد له ولزوجته فرصة عمل في احدى دوائر الدولة بعد تقديم الوثائق المطلوبة مضافا اليها كتاب تزكية من احد الاحزاب الرئيسية في العراق ليصبح موظفا في الدولة يحمل هويتها. وبمرور السنين وبتحويشة من الرواتب ينوي شراء سيارة من احد المعارض وبعد توقيع العقد مع صاحبها الشرعي تبدا الرحلة هذه المرة مع دائرة المرور لتبديل السنوية باسمه واستخراج كوبون البنزين. وكل ذلك يتطلب بالطبع الوقوف امام جهاز الاستنساخ لتكملة المعاملة المطلوبة. وفي كل يوم سعيد من الايام العراقية الجميلة يبشره رئيسه في الدائرة بان الوزارة قد خصصت له قطعة ارض سكنية وفق السياقات الجديدة في العراق الجديد وما عليه الا تسجيلها باسمه. يفرح الرجل كثيرا ويلملم اوراقه الرسمية منذ ولادته حتى اللحظة لاستنساخها وتقديمها لدائرة التسجيل العقاري فيدخلها في امان الله ليخرج منها بعد اشهر ممزق الثياب خالي الجيوب وبيده ورقة الطابو كما تسمى عندنا وهي كلمة اجنبية استورثناها من جراء الاحتلال العثماني. ولكي يباشر في بناء الدار لابد من استحصال اجازة البناء وحصة من الاسمنت وغيرها وهو مستمر في توزيع الهدايا (الانتخابية) عفوا لقد سقطت كلمة الانتخابية سهوا. واقصد بذلك الهدايا لانجاز المعاملات الرسمية. وبعد انجاز بناء الدار والسكن فيه لابد ان يكون قد حصل على كوبون النفط والا تجمد وزوجته في داره الجديد من برد الشتاء. اذا اصبح كل شيء على مايرام ولاينقصه وعائلته الا قضاء عطلة الصيف في احدى الدول للراحة والاستجمام. فيقف صباحا متوسلا امام دائرة الجوازات السفر لينجز تلك المهمة وبنفس الطرق السابقة. لما لا فقد اصبح خبيرا في المعاملات الرسمية. المهم صار عنده جواز سفر يكون عادة اسم صاحبه باللغة الانكليزية غير مطابق للغة العربية. لاباس فالموظفة المختصة لاتجيد الترجمة. يسافر الرجل وعائلته ليطلع على مايدور في العالم الخارجي فيجد انهم متخلفون جدا عن مانحن عليه في العراق من تطور في كافة المجالات. فيعود مسرعا الى بلده. وهنا بدأ قطار العمر يزيد من سرعته للوصول الى المحطة الاخيرة. فيقدم طلبا للتقاعد ويستحصل على هوية المتقاعدين ليقف بطابور طويل امام احدى فروع المصارف كل ثلاثة اشهر لاستلام راتبه المجزي الذي يوفر منه في حسابه الخاص. ومن اكل اللحوم الحمراء بكميات كبيرة يوميا مقلية بالدهون المستوردة والموزعة في البطاقة التموينية يصاب صاحبنا بالامراض. ولابد من استخراج بطاقة الادوية المزمنة التي عادة تكون مستوردة من مناشىء رديئة واحيانا تكون مدة صلاحيتها قد انتهت وبهذه الوثيقة الرسمية يكون قد استكمل الوثيقة قبل الاخيرة من رحلة العمر العراقية السعيدة. منتظرا بعد عمر طويل الوثيقة الاخيرة التي لم يراها مطلقا وهي شهادة الوفاة. وقبل ان اختم مقالتي لابد من ذكر تلك الوثائق البالغة (23) وثيقة حسب تسلسلها للاستفادة منها وهي 1- بيان الولادة 2- هوية الاحوال المدنية 3- شهادة الجنسية العراقية 4- شهادة التخرج من مراحل الدراسة 5- هوية الموظفين 6- عقد الزواج 7- البطاقة التموينية 8- مظبطة السكن 9- بطاقة السكن 10- اجازة السوق 11- عقد شراء السيارة 12- سنوية السيارة 13- قرار منحة قطعة ارض للسكن 14- ورقة الطابو 15- اجازة البناء 16- ورقة استلام حصة الاسمنت والمواد الصحية 17- كوبون البنزين 18- كوبون النفط 19- كوبون الغاز 20- جواز السفر 21- بطاقة الادوية المزمنة 22- هوية المتقاعدين 23- شهادة الوفاة. هذا كان سيداتي سادتي قبل الاحتلال الاجنبي للبلاد . اما بعد الاحتلال فقد اضيفت الى تلك الوثائق نوع اخر بتسمية جديدة وهي الباجات المعلقة في الرقاب وبالوان زاهية وباللغتين الاصلية أي الانكليزية والمستوردة أي العربية. اما اذا فقدت تلك الوثائق جميعها بغفلة من الزمن فان استخراج بدائلها يعني الانتحار وهو افضل الخيارات لان بقائك على قيد الحياة بدونها لايعني شيئا فانت انسان مجهول. واضيف معلومة الى قرائي الاعزاء حيث اشارت الاحصائيات الدولية الى ان العراق حصل على المرتبة الاولى في استيراد اجهزة الاستنساخ وادواتها الاحتياطية والاوراق والاحبار الخاصة بها. اطال الله اعماركم اعزائي القراء وكفاكم شر مراجعة الدوائر الرسمية وحفظ الباري جيوبكم وكرامتكم من السالبين واوصيكم بحماية وثائكم ولو بارواحكم. واخيرا اقول الايكفي العراقي الالامه وحمله الثقيل مناشدا حكومتنا الجديدة لاعادة النظر في تقليص تلك الوثائق والعودة الى نظام البطاقة الموحدة. مع تقديري واحترامي لكل الساعين الى اضافة وثائق جديدة اخرى.
|
|
Home - About - Archive - Bahra - Photos - Martyrs - Contact - Links