محطات ..
وأحلام .. وقائمة الرافدين
نشرا
بيث ايشو
في الأيام القادمة وتحديداً في السابع من أذار 2010 سيتوجه شعبنا
الكلداني السرياني الأشوري بشكل خاص والشعب العراقي بشكل عام إلى صناديق
الأقتراع للأدلاء بأصواتهم إلى اللذين سيمثلونهم في البرلمان العراقي
القادم ولمدة اربعة سنوات .
أنه عرس أخر وحلم أخر ومحطة أخرى ، وعندما حاولت النزول في تلك المحطة
للمشاركة في العرس وأنا في الحلم ، وجدت جموع من الناس وهي تتهيأ للذهاب
والمشاركة في الإنتخابات ، وبعد عدة محاولات من الأقتراب نحو الجموع
إيماناً بالحكمة العراقية التي تقول ( حشر مع الناس عيد ) ، ساقني الوعي
الباطني إلى عائلة تتكون من ( الأب والأم وطفلين ) علمت لاحقاً أنهم سوف
يصوتون لقائمة الرافدين ، سألتهم وكأنني صحافي مرموق جاء إليهم وهو يبحث عن
الحقيقة الكبرى ، حقيقة التفاعل الفعال بين الجماهير الشعبية وقائمة
الرافدين ، وقلت لهم : لماذا أو بالأحرى ما هي الأسباب التي تدعوكم للتصويت
لقائمة الرافدين ؟
فأجاب الأب مبتسماً : ببساطة أن قائمة الرافدين ( 389 ) تتجسد فيها
أمالنا ، الأمال في بناء عراق ديمقراطي حر ، وأحلامنا ، الحلم في ضمان
حقوقنا القومية .
وتابع قائلاً : وصوتي دائماً سيكون لقائمة الرافدين لأنها تملك الإرادة
الحرة المستقلة ، وإرادتنا الحرة ستقودنا في الغالب لأن نختار القائمة
الحرة ، والقائمة الحرة الوحيدة هي قائمة الرافدين .
فقالت ( الأم ) التي كانت مثلي تفضل الاستماع : هذا كلام صحيح .
ثم تابعت حديثها : بالإضافة إلى ما قاله ( زوجي ) فإن قائمة الرافدين
تتميز بالألوان التالية :
اولاً : أمتلاكها لتاريخ نضالي طويل محفور في ذاكرة شعبنا الجمعية .
ثانياً : صاحبة الخبرة والممارسة في ادارة الأزمات والصراعات والتي ستكون
في محصلتها النهائية لصالح شعبنا وأمتنا .
ثالثاً : يكفي لقائمة الرافدين بأنها تمثل ( الحركة الديمقراطية الأشورية
) وشرائح كبيرة من مجتمعنا المدني والشخصيات المتعلمة والمثقفة ، والجدير
بالذكر فإن الحركة هي صاحبة مشروع الشهادة وقدمت في سبيل ذلك خيرة شبابها
من القياديين والكوادر والأعضاء ، لذا فأنها تستحق صوتنا وفاءاً لشهدائنا
اولاً ، وأخلاصاً وتقديراً لنضال زوعا ثانياً .
وأخذت ( الأم ) تكرر بصوت خافت ، نعم تستحق قائمة الرافدين صوتنا ، تستحق
قائمة الرافدين صوتنا .
سادت فترة صمت طويلة ، قطعتها مخاطباً الطفلين : ما هو أسمكما يا حلوين ؟
فقال الأول : أسمي كلدو .
وقال الثاني : وأنا أسمي أشور .
حقاً أسمان جميلان ، وما دمتما مع بابا وماما وبين هولاء الناس ، فهل
ستصوتان انتما ايضاً ؟
فقالا بصوت واحد : لا يحق لنا التصويت كما يقولا بابا وماما ، لكن عندما
نكبر سيحق لنا التصويت عندها سوف نصوت لقائمة الرافدين .
وقلت : لماذا قائمة الرافدين بالذات ؟
كلدو : لأنني احب اللون البنفسجي !
أشور : وأنا ايضاً احب اللون البنفسجي .
بعدها أخذ الطفلين يرددان كلمات بصوت خافت لكنه مسموع :
سننتخب الرافدين
نحن والوالدين
قسماً بالشهيدين ( 1 )
سننتخب الرافدين
* * * *
من أجل الخير لوطننا
من أجل العزة لشعبنا
من أجل الكرامة لأمتنا
سننتخب الرافدين
* * * *
سننتخب الواعيين
سننتخب المخلصين
لأنهم مجربين
والله سننتخب الرافدين .
سررت بأجابة الطفلين ، وسرحت قليلاً مع نفسي ، وحاولت الابتعاد عن العرس
والأقتراب من المحطة لصعود القطار والخروج من الحلم ، واذا بصوت ( زوجتي )
بوقار عمرها الذي يناهز الثمانين عاماً يستيقضني : ألا تقوم يا رجل وتذهب
للمشاركة في الإنتخابات ؟ هل نسيت أن اليوم هو يوم الإنتخابات العراقية ؟
الأب : اعرف اعرف ، لكن قل لي يا أمرأة أين هما كلدو وأشور هل سيذهبان
معنا .
الأم : أه لقد ذهبا كلدو وأشور إلى مركز الاقتراع الإنتخابي منذ الصباح ،
وكانا فرحان جداً ، ويغنيان اغاني لقائمة الرافدين .
صمت طويل بعد نفساً عميق ، رفعت رأسي للأعلى وكأني استرجع ملفات قديمة من
عميق ذاكرتي وقلت : إنها رسالة ، الرسالة التي حملها الأباء والأجداد
وحملتها أنا منذ عقود وعقود ، وها هما كلدو وأشور والألاف غيرهم قد حملوا
رسالتي ، لأنهم يدركون ، بأنها رسالة الشهداء الخالدين منذ نعوم فائق
وفريدون اتورايا وأغا بطرس و( يوسف ، يوبرت ، يوخنا ) ورفاقهم والتي تقول :
( نحن الشهداء صوتنا لقائمة الرافدين ، لأنها تمثلنا جميعاً وتمثل شعبنا
الوفي ايضاً ) .
سننتخب الرافدين
قسماً بالشهيدين
سننتخب الرافدين .
( 1 ) الشهيدان هما جميل وشيبا .
|