طوبى
لانقياء القلوب فانهم يشاهدون الله
د. غازي أبراهيم رحو
بقلوب
مفعمة بالحزن والاسى نقف اليوم معكم جميعا من هذا المنبر لنودع ونصلى من
اجل استشهاد رجل السلام والتسامح والمحبة مطراننا الجليل المثلث الرحمات
الشهيد بولص فرج رحو ليلتحق بفرسان شهدائنا شهداء الكنيسة وشهداء العراق
ان شهيدكم الذى قدم روحه الطاهرة قربانا لحبه للمسيح ولحبه لشعبه
العراقى الاصيل بكل طوائفه واديانه السماوية ولمدينته الموصل الحدباء التى
احبها وكافح وناضل فى دينونته من اجلها ومن اجل خلق حالة المحبة
والتسامح من خلالها لتعم المحبة جميع ارض الرافدين
ارض العراق العزيز ومن اجل خلق عراق مسالم متسامح قدم نفسه وروحه
الطاهرة لها وبقى الشهيد فى مدينته الموصل بالرغم من التهديدات والتفجيرات
التى طالت كنيسته وبيته لانه كان يقول دائما ويردد ان الموصل الشهباء
ارضا مقدسة للمسيحيين وارضا متعايشة فيها الاديان السماوية بالمحبة والؤئام
يتعايش فيها المسيحى مع اخيه المسلم فى السراء والضراء وان هذه المدينه
التى التقى فيها الهلال مع الصليب على المحبة والتسامح يجب ان نبقى فيها
هكذا كان يقول مطراننا الجليل...
مطراننا الذى نودعه اليوم من خلال صلواتكم والذى اغتالته يد اعداء
الانسانية والسلام هذا الشيخ المؤمن بالمحبة بين الجميع والذى قال قبل
ايام قلائل فى حفل تشييع احد كهنته الرهبان واوصى شعبه بان يحب الاخ اخاه
وان يحب المؤمن عدوه ليغير المسيح طريقهم فى الظلام علهم يعودو عن غيهم
...نودع اليوم هذا القديس ونعزى كل محبى السلام وفى مقدمتهم بابا
الفاتيكان بيندكتوس وجميع الاساقفة والرهبان الاطهار وشعبنا العراقى
الصابر كما نعزى محبيه واهله واخوته واقربائه ... نعزى فيه المحبة
والسلام والتسامح التى ناظل من اجلها بايمانه وصلواته ... نودعه اليوم
بعد ان توج خطواته بالسلام والتسامح التى يشهد عليها ابناء بلدته الموصل
بشيوخها ورجالها واطفالها وشبانها ..... نودعه اليوم وكنا نعلم ما قدمه
لنا ولدينونتنا هذا المطران الجليل الذى ترفع فى حياته عن كل المسميات
والذى لم يرتضى لنفسه الا ان يكون رمزا للاخوة والسلام لمدينته الموصل
ولوطنه العراق حيث لم يكن ميراثه الا محبه لا حدود لها فى نفسه ومد يد
العون لكل المحتاجين والسائلين فى عراقه الغالى ومدينته الشماء
برجالها وعوائلها ومؤمنيها من رجال الدين الاتقياء بمختلف طوائفهم
ومنابتهم مدينته التى احبها ففتحت يدها وابوابها له ولرسالته السمحاء
ولعراقيته الاصيلة حيث كان رمزا وحاضرا فى كل معاناة شعبنا العراقى بكل
طوائفه واديانه ومتفاعلا مع الام شعب العراق لاجتياز مراحله الصعبة
ومحنته الاليمة .... نودعه اليوم ليلقى ربه وهو مطمئنا ومرتاحا فى الضمير
لما قدمه لشعبه ... نودعه ونقول له انه كان وسيبقى حيا فى ظمائرنا وعقولنا
واستشهاده ستبقى شعلة لتضى لنا الطريق فى الايمان والمحبة.....
سيدى ومولاى الجليل العزيز المطران فرج رحو .... اقول لك اليوم نم
...نم... نم قرير العين فاننا نبشرك ان ذكراك ستبقى خالدة لدينا ... وان
قصتك فى الشهادة فى هذا الزمن الغادر سترويها الاجيال لان استشهادك توج
مسيرة الايمان التى خطها سيدنا وربنا يسوع المسيح عندما صلب على
الصليب......... اننا نبكيك اليوم.. نبكيك دما ودمعا لذكر اسمك الوقور
الطاهر ... فعش ياسيدى قويا عند ربك بايمانك بالله والمسيح والعذراء
والكنيسة ..... فالجنة فتحت لك ابوابها وبئس ما فعله الغادرون .... لان
شهدائنا فى السماء ينعمون مع القديسين والصديقيين والملائكة فى
الجنة.......... نم قرير العين لان اسمك سيبقى نجما ........وتنزف باسمك
المؤمنين ... وتبكيك السماء لفقدانك هذا ... وستبقى روحك ترفرف فى كل
كنيسة خدمت فيها ..وفى قلب كل طفل عمذته بيديك وبوجدان كل شابة وشاب وكل
شيخ وامراة الرحمة لك ولكل الشهداء اللذين سارو فى طريقك هذا ... رحم
الله مطراننا الجليل والراحة الابدية اعطه يارب ونورك الازلى فليضى له
ابن عمك الذى لن ينساك الدكتور غازى ابراهيم رحو
|