مع اقتراب موعد الانتخابات جثث هامدة تنزع صباح المواطن
.jpg)
سامي زيا
مع اقتراب موعد انتخابات برلمان اقليم كردستان العراق المقرر أجرائها في 25
حزيران الجاري أرتفعت وتيرة الحملات الانتخابية وتصاعدت حمى التنافس بين
القوائم المتنافسة في الوصول إلى الجماهير عبر وسائل متعددة.
وتبقى الوسيلة المباشرة من خلال البوسترات والملصقات والفلكسات الدعائية
هي الطريقة الأكثر أتباعاً من قبل جميع القوائم المتنافسة لوضوح الطرح فيها
وسهولة التواصل عبرها مع المتلقي. ونتيجة التنافس الشديد برزت مع قرب موعد
الانتخابات تصرفات غير مسؤولة وتعتبر تجاوز على حق الاخرين في الاتصال
بالجماهير، وذلك عبر التجاوز على الملصقات الدعائية للقوائم المتنافسة وقد
سجلت خلال اليومين الماضيين حالات كثيرة تم فيها رفع الملصقات من أماكنها
أو الشطب عليها بالأصباغ وتشويه محتواها أو محو رقم القائمة أو تمزيقها،
والأخيرة هي الطريقة الأكثر تحبباً وأستعمالاً من قبل المتجاوزين على
الملصقات الأعلانية للقوائم لأنها لا تكلفهم سوى جهد بسيط يبذلونه لشق
وتمزيق لوحة دعائية من أعلاها إلى أسفلها. وقد لوحظ إن إن أغلب هذه
العمليات التخريبية تتم ليلاً عند خلو الشوارع والساحات من المواطنيين،
بحيث عندما يخرج الناس صباحاً يتفاجأون بمناظر لا تسرهم وتنزع لها صباحهم
من البداية، فمشهد لوحة أعلانية جميلة بمضمونها وشكلها ملقاة على الأرض
كجثة هامدة أغتيلت ليلاً مع نسمات الهواء البارد بدم بارد على يد شخص بارد
لا يهمه الجو ولا يتفاعل مع نسمات الهواء التي ضربت وجهه الجامد عندما هم
بقتل تلك اللوحة التي مع شقيقاتها أضفت على هذا الجو الكرنفالي ألوانه
البراقة ورشت في فضائاته عطورها الزكية، والذي بدونها وشقيقاتها لكان الجو
رمادياً مقرفاً يشبه أجواء التشيلي في زمن بينوشيه.
.jpg)

|