يرحلون ونبقى ..
حازم زوري
رسالتهم
لنا القتل والترويع والثأر والإفناء ورسالتنا لهم الحب والسلام والغفران
والبناء , يحملون لنا الموت والخراب على اكف الشر ونحمل لهم غصن الزيتون
وإرادة الخير والبناء , انهم اعداء الحياة يقبعون في كهوف جهلهم وضلالهم
يريدون العودة بالإنسان الى عصور الظلام , هم نفر اشتروا الضلالة بالهدى
ورهنوا أنفسهم للشيطان , لذتهم القصوى في القتل وسفك الدماء والافتراء على
الله ورسله وأديانه , بأسم الله والدين يمارسون هوايتهم المحببة ( القتل )
ويكشّرون عن انياب حقدهم وشرهم على الأرواح البريئة والنفوس الطاهرة
فيمعنون فيها قتلا وبربرية , قلوبهم تقطر سماً وقيحاً وكرهاً ببني البشر ,
يقتلون بدم بارد بلا رادع من خلق ولا وازع من ضمير . هم مسوخ العصر وأدرانه
وامراء الشر وخدمه , به يلوذون ويعتصمون واليه يرجعون , لم يبق في قلوبهم
متسع للرحمة ولا في نفوسهم منزع للخير والفضيلة لقد انتزعوا آخر بذرة للخير
من أنفسهم فتهالكوا على الرذيلة والمعصية ينشدون تدمير الانسان والانسانية
والقضاء على رقيها وعلى كل عوامل الخير في هذه الحياة متخذين من ثقافة
القتل والخراب التي يبشرون بها قانونا يريدون له ان يحكم الكون .. الا بئس
ما يفعلون .
لهم نقول حتى اخر نبض فينا : ايها البرابرة , مهما فعلتم بنا ومهما أوغلتم
فينا قتلاً وفتكاً وتنكيلاً فلن تفلحوا في اقتلاع جذورنا من هذه الارض ولن
تنجحوا في محو حب العراق والإخلاص له من قلوبنا لان سواعد اسلافنا وعقولهم
قد بنته , ودمائهم قد روته , واسهاماتهم الحضارية قد اعلت شانه بين الامم ,
وعظامهم قد قدست ثراه . كل شبر في هذا الوطن ينطق بمآثرنا و اعجازاتنا فيه
, لن تزيلوا اثار خطانا على اديمه , لن تستطيعوا محو بصماتنا على تاريخه
وحضارته , نحن ماضيه وحاضره وسنكون مع اخيار الوطن بناة مستقبله .
نحن ملح الارض وانتم عفونتها , نحن بذار الحياة الطيبة وانتم زؤانها , نحن
كلمة البدء والحرف الاول في ابجدية الحياة ورسل التسامح وابناء النور وانتم
النكرات الدخيلة ولصوص الليل واعداء المعرفة والتعايش وابناء الظلام .
لنا الحياة الجميلة التي اعزها الخالق وتريدون ( خاب فألكم ) اطفاء جذوتها
ولكم الظلمات والجحور ولعنة الانسان في كل مكان . دم الابرياء وانين
اليتامى وحرقة الثكالى ستلاحقكم وتقضّ عليكم مضاجعكم , اما قصاص الرب ,
فالويل لكم من قصاصه ايها المارقون العابثون بخلق الرب غير المكترثين بزرعه
الثمين ( الانسان ) الذي جبلته يد القدير .
ستريقون الدماء كثيرا في وطننا لكنه سيبقى عصيا على مشاريعكم الظلامية
وسيبقى التآخي والتعايش بين مكوناته عنوان هذا الوطن الجميل . ستمضون الى
حتوفكم وجحوركم المظلمة وسنمضي الى غدنا المشرق بعد ان نطهُر ارض الوطن من
ركام رجسكم واثامكم .
نحن الاصل ولنا البقاء اما انتم وفكركم المظلم فطارئون زائلون تلاحقكم
لعنات هذا الشعب المنكوب المبتلى بكم ، نحن باقون ايها العتاة القساة
الدمويون نعضّ على الجراح ونسمو بالألم وندفع الضريبة الباهضة ثمنا غاليا
لبقائنا ووجودنا على هذه الارض الطاهرة دما غاليا زكيا كل يوم ، باقون لن
نرحل ولن ننهزم ولن نفقد الامل والايمان بحتمية انتصارنا وهزيمتكم .
هي
رسالتنا الاسمى ان نكون شهداء وشهود هذه الأيام العصيبة من تاريخنا ،
شهداء مسيحيتنا ووطنيتنا وشهودا على مجازركم التي فاقت في همجيتها
وبدائيتها مجازر التتار .
كلنا اليوم ، كل العراقيين ونحن منهم مشاريع استشهاد قائمة وحاضرة ما دام
الوحش الكامن في أعماقكم قد تغلب على ادميتكم وانحطّ بكم من منزلة الانسان
الراقي الى مرتبة الوحش الضاري الذي تحركه الغرائز وتقوده شهوة الانتقام .
ايها القتلة الظلاميون الجهلة لا مكان لكم في ارضنا ، لا سقف لكم تحت
سمائنا ، ومحرمة عليكم كل قطرة ماء من عذب انهارنا ، من دماء شهدائنا ستورق
شجرة الحياة في ارض النهرين وسنكتب من جديد اسفارا رائعة للحياة وفصولا
اخرى للبطولة والتضحية والثبات في ارض الاجداد ، سنشمخ بهاماتنا في هذا
الوطن كالنخيل ، سنثبت لكم ان افناؤنا هو المستحيل ، ستمضون يا رعاع الارض
ونبقى كالجبال الرواسي ، كدجلة والفرات .
|