قداس اربعينية شهداء كنيسة النجاة المهيب

رمز وحدة عراقيتنا الدائم

                                     وليد يلدا

                      استذكرنا هذا اليوم الجمعة المصادف10-12-2010 م لمشهد الساعات الاليمة التي مرت على شهدائنا الابرار في كنيسة النجاة من مسيحيين ومسلمين وعلى رأسهما الابوين الشابين ثائر ووسيم اللذين نالوا الشهادة وهم في بيت الله متضرعين له سائلينه انهاء محنة العراق والعراقيين مبصرين لغدٍ امن يزدهر فيه الامن والسلام.

المشاهد الاليمة التي استذكرناها خلال قداس اربعينية شهداء كنيسة النجاة ، لم تكن بالشيء البسيط لزوالها من ذاكرتنا بعد القداس، لما تركته من شجون ٍ وأسى في قلوبنا لما حدث وسيحدث بأبناء الطائفة المسيحية ، أن لم يتخذ من هذا الحادث الشنيع عبرة لتعديل بعض مواد الدستور العراقي بما يخص حقوق المكوّن المسيحي بما يرضينا  والمصادقة عليها ، لتكون مرحلة اثبات جدية القول والشعارات التي تم اطلاقها طول فترة المناسبة الاليمة، وأن الغد لناظريه قريب.          هذه المناسبة الخالدة تكللت بحضور سيادة البطريراك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان الكلي الطوبى والعديد من الشخصيات الدبلوماسيه والدينية والسادة المسؤولين في الحكومة الذي زاد من عزيمة ابناء الطائفة لمواصلة الصبر والثبات وعدم الاكتراث لتهديدات الاشرار في اخلاء العراق من المسيحيين المكوّن البسيط المسالم المحب للجميع الذي كان وسيزال متجذراً في كل ارض العراق لا لشيء سوى انها هكذا ارادة الله ليختارنا ان نكون شهوداً وبذار خير وسلام لوطننا العراق الذي ولدنا وتربينا فيه منذ سنين، سؤالي للاشرار اللذين خططوا ومولوا لقتل المؤمنين وتدميرالكنيسة. هل ان عبادة الله رب الاكوان في كل بيوت الله التابعة لكافة الاديان تحتاج الى قيادة مسلحة ترغم المؤمنين وتجبرهم على شيء يراد فرضه بالقوة والقصاص؟

الاجابة لهذا السؤال شاء الله ويسوع المسيح ان يصدر من الطفل الشهيد ذو الاربع سنوات عندما صدح بصوته الناعم الشجاع..((بس كافي قتل)) وكرر قوله عدة مرات هذه الكلمات التي اطلقت بأرادة الله من حنجرة هذا الطفل المعجزة الى ان اسكتته اطلاقات الغدر  للاشرار عندما اصابته وهو ينتفض بقوة في حضن امه...اهٍ كم هي  معبّرة ومؤلمة هذه اللحظات ولاسيما وان المقاومة والاستهجان لهذا الفعل الجبان قد صدرت من اصغر شخص قبل استشهاده ضمن كوكبة شهدائنا الابرار الذي اختاره الله لاسكات بنادق الاشرار وزرع شعور الاستحقار لذاتهم ولفعلتهم الشنيعة.      صورة هذا الطفل المعجزة ستبقى عالقة في اذهاننا جيلا بعد جيل لتخليد هذة الملحمة الاليمة للاستفادة منها في اعادة تنظيم صفوفنا لمواجهة كل اشكال الفرقة والانجرار نحو الفتن الطائفية المغرضة التي نهايتها الاندحار وبئس المصير في بلدٍ مثل العراق الذي نهل منه اجدادنا العظام وسجلوا اسمى صور النضال والكفاح لنبذ التفرقة لاننا جسدا واحدا لايفرقنا كعراقيين...الدين الطائفة ، اللغة. فهذا هو قدرنا ومصيرنا المشترك لنبقى سوية ونصد كل هجمات الغرباء التي تحاول قتل روح الاخوة والمواطنة الصالحة في بلدنا العراق (الله الواحد الاكبر).

كوكبة الشهداء الذين استشهدوا في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد

اثناء حضورهم القداس الالهي يوم الاحد الدامي والمصادف 31 اكتوبر (تشرين الاول) 2010م