هيئة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية في
العراق
تصدر بيانا تشجب وتدين الجرائم التصفوية المرتكبة
بحق المندائيين في العراق
زوعا - خاص
تتكرر يوما فآخر جرائم التصفية الدموية البشعة التي طاولت أتباع الديانات
القديمة في العراق. وتسفر الجريمة الإرهابية النكراء في حلقات مسلسلها
البشعة عن ضحايا بشرية وخسائر مادية وعن ضغوط معقدة على أتباع المجموعات
الدينية من مسيحيين ومندائيين وأيزيديين، وكان آخر تلك الجرائم اغتيال
طاول الشبيبة المندائية في بغداد.
إن تلك الجريمة البشعة هي فصل آخر يضاف إلى
سلسلة أعمال التنكيل والمطاردة والاختطاف وأشكال الابتزاز التي يتعرض لها
أبناء تلك المجموعات الدينية المسالمة التي تمارس حياتها بأضيق سبل العيش،
متجنبة أية أسباب للاحتكاك، رافعة راياتها البيضاء، مؤكِّدة ممارساتها في
طريق السلام والوئام والإخاء مع الآخر...
إلا أن كل هذه السمات الإنسانية من الطيبة
والسلوك الإيجابي بكل قيمه النبيلة المثلى لا يروق للمتشددين المتطرفين
الذين ما زالوا يحملون راياتهم السود في دروب الشر والرذيلة والجريمة!
إنّنا هنا بهذه الواقعة الأليمة بحق أحد
الشباب المندائيين لنشجب كل الجرائم الدموية التصفوية الجارية ولندين
المجرمين القتلة من الإرهابيين وممالئيهم.. ونذكر هنا ببياننا في العاشر من
حزيران يونيو 2010 وبمضامينه التي أكدنا فيها على تحميل المسؤولية كاملة
للمؤسسات الأمنية المعنية بواجب حماية هذه المجموعات الدينية التي باتت
أعداد أتباعها في تناقص خطير يشير بأصبع التحذير إلى بشاعة الجرم الذي
سيفضي إلى عمليات التطهير العرقية والدينية في وطن التعدد والتنوع..
ونحن نذكر هنا بمطالبنا الثابتة ليس
بالاكتفاء بالإجراءات الأمنية المنتظرة ومنها أولا الشروع بالتحقيق الجدي
وإعلان النتائج على الأشهاد بل وبتوفير البرامج الضرورية الأشمل من قبيل
تغيير المناهج الدراسية وتوسيع الأنشطة الإعلامية والثقافية التي تعنى
بالتثقيف إيجابا بمعاني الإخاء والمساواة وروح المواطنة ومنع التمييز بكل
أشكاله مما طاول ويطاول أتباع هذه المجموعات الدينية الأصيلة ممن ساهم في
إشادة حضارات وادي الرافدين والعراق القديم والوسيط، فضلا عن أعلام الفكر
والعلم والاقتصاد والسياسة ممن شارك في بناء الدولة العراقية الحديثة..
أيها الأحبة من الصابئة المندائية من أنجم
سومر الباقية الخالدة، إننا نشاطركم الحزن والأسى وآلام الفقد ومواجع
الخسارة الكبيرة ونتمنى أن تكون هذه الجراحات الفاغرة بكل آلامها وأوصابها
خاتمة مطاف الأحزان..
الذكر الطيب للراحلين إلى سلام الأبدية
والصبر والسلوان لعوائلهم وذويهم وأحبتهم..
ونعدكم أن نواصل العمل بلا كلل ولا توقف من
أجل ضمان إعلاء كلمة الحق في تحقيق عراق السلام والديموقراطية، عراق
التعددية واحترام الآخر والعيش بسلام وأمان على أساس من الإخاء والعدل
والمساواة وعلى أساس من أعمق تقدير لبناة جذور حضارة العراق ومجده وصانعي
غنى التنوع وثراء معانيه في حاضر العراق الجديد..
الموت للقتلة الجناة والحياة للعراقيين
الأصلاء من أخوتنا الصابئة المندائيين وكل الأطياف والمكونات العراقية.
الأمانة العامة
14 كانون الثاني 2011
|