لقاء مع السيد نينوس يوخنا سكرتير اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري

زوعا - نقلا عن خويادا دوت كوم

            بعد انعقاد مؤتمر اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري السادس ولتسليط الضوء على نشاطات وفعاليات الاتحاد واهم المقررات التي انبثقت عن المؤتمر ولمناقشة واقع شبيبتنا وطلبتنا وواقع شعبنا كان لنا هذا اللقاء مع السيد نينوس يوخنا سكرتير الاتحاد..  

**كيف تقيمون مؤتمر اتحاد الطلبة والشبيبة الكلدوآشوري الاخير المنعقد في دهوك؟

يعتبر مؤتمرنا السادس المنعقد في دهوك 14-15 تشرين الاول محطة مهمة فهو الى جانب كونه استحقاق تنظيمي فان اتحادنا اليوم يقف امام صعوبات ومعوقات على المستويين الداخلي والخارجي..كما وتاتي اهمية المؤتمر لتقييم اداء الاتحاد في الاربع سنوات الماضية منذ مؤتمر كرمليس الخامس 2003 وتقييم نشاطاته وايجاد السبل لتطوير آلياته والوقوف حيال القضايا الطلابية والشبابية، ومن جانب اخر فأن الوضع الصعب والحساس الذي يمر به وطننا عموما والازمات المختلفة ولكون الشريحة الطلابية والشبابية العراقية مستهدفة من خلال التهديد والاغتيال وتفجير المرافق العلمية والتربوية واجبار الطلبة الى ترك مقاعدهم الدراسية وتهجير الأساتذة والعقول والكفاءات العلمية من خلال التهديد المباشر او الاغتيال والخطف، فتجمعنا في مؤتمر دهوك السادس وبحضور 198 مندوبا من مختلف مناطق الوطن هو رسالة مفادها ان عجلة العلم والثقافة لايمكن لها ان تتوقف في بلد كان ولا زال منبعا للعلوم والفكر وان شعبنا يساهم كما ساهم دائما في تدويم عجلة العلم والفكر والثقافة، وهي من جانب اخر رسالة الى المشككين بوحدتنا القومية من ابناء شعبنا او خارجه والى قواه السياسية بان مؤتمرنا ومن خلال أعضاءه المنتمين الى كافة كنائس شعبنا وطوائفه ومن كافة قراه وبكافة لهجاته قادرون على ترسيخ الوحدة في صفوفه ويمكن لهم ان يكونوا ثقلا ثقافيا يساهموا بفعالية في القضايا القومية والوطنية على حد سواء، حيث لا مصالح تربطنا كشبيبة وطلبة ولا تنافس يؤرقنا من اجل منافع شخصية او فئوية ضيقة ولا نتعامل مع الكراسي لكي نتقاتل عليها ولا نعمل تحت الاضواء الاعلامية بل كل ما همنا ويهمنا هو وحدة شعبنا وصوابية نهجه القومي واستقلالية قراره واحترام ارادته الحرة.

ابتدء مؤتمرنا بدراسة تقرير السكرتير وناقش برنامج عمل الاتحاد والنظام الداخلي وتم اقرارهما  وفي نهاية اليوم الثاني تم انتخاب السكرتير ومن ثم اعضاء اللجنة التنفيذية المتكونة من 16 عضو. استطيع الجزم ان مؤتمرنا كان ناجحا واهم ما اتسم به الى جانب الشعور العالي بالمسؤولية القومية والوطنية القرارات والتوصيات التي خرج بها ومنها المطالبة والعمل على انشاء جامعة في سهل نينوى وفتح اقسام اخرى للغة السريانية في كافة الجامعات العراقية وعدم اقتصارها على جامعة بغداد وتطوير الاليات العلمية والكوادر التربيوية وايجاد السبل التي تضع المعالجات للمشاكل التي تعانيها مدارسنا السريانية كما وناقش اليات تطوير العمل مع اخوتنا الطلبة في المهجر وتفعيل النشاطات والعمل مع الاتحادات المختلفة لتكوين حركة طلابية عراقية تساهم في الحياة العامة وتكون وسيلة ضغط لكي تشارك في رسم السياسات العامة وطالب بمعالجة المناهج وبما ينسجم والعراق الجديد. لقد تحرك مؤتمرنا بديناميكية تجاه تفعيل الافكار والطروحات التي كانت في جدوله واثبت المؤتمرين وعيهم العالي من خلال النقاشات اوالافكار المطروحة، فخرج المؤتمر عن سياق المؤتمرات البروتوكولية الجاهزة فكان التفاعل ايجابي وممتاز وان الحضور المكثف للمندوبين أضفى طابع الشعور بالمسؤولية،والرؤية المهمة التي تجسدت بالاضافة الى المقررات والتوصيات كانت في كيفية مناقشة موضوع التسمية الذي يشغل الكثيرين من مثقفينا وسياسينا، فقد ناقشها المندوبين بشعور عالي بالمسؤولية واضعين امام اعينهم المصلحة العليا مؤكدين على وحدة تسمية شعبنا وبدون تشنجات ومناقشات بيزنطية عقيمة لتقر الكلدواشورية وباغلبية كبيرة جدا.   

**ماهو دور الاتحاد في القضايا القومية والموقف من التسمية؟     

موقفنا من التسمية واضح.. لقد تبنى اتحادنا منذ 2003 وفي مؤتمره الخامس في كرمليش التسمية الكلدواشورية وفي مؤتمرنا الاخير اعاد تبني التسمية منطلقا من إيمانه التام بوحدة شعبنا وايمانه ان الكلدواشورية هي المخرج الحقيقي لوحدة تسميتنا ولقطع الطرق امام المتصيدين في الماء العكر، وكذلك منطلقا من توصيات وقرارات المؤتمر القومي العام الكلداني السرياني الاشوري في 2003 ..حيث ان اتحادنا كان السباق الذي تبنى وحدة تسمية شعبنا وما يؤسفني حقا ان اغلب الجهات المشاركة فيه تنصلت في الشهر الاول عن التسمية ولكن المفرح ان الجميع اليوم متفقين على اننا شعب واحد حتى لو كان البعض منهم متخذا منها اسلوبا ونهجا شعاراتيا نفعيا ضيقا.ونحن في الاتحاد لسنا متزمتين البتة بالتمسك بتسمية ما ونفضل هذه على تلك، ولكننا ننظر الى المؤتمر القومي العام 2003 بانه يمثل الشرعية القومية كونه ضم تحت خيمته اغلب الفصائل والشخصيات والاتجاهات الفكرية وكذلك التوصيات التي خرج بها كانت ملبية لطموحات شعبنا قوميا ووطنيا.اما المؤتمرات التي تلته فانها لم تأت بالجديد الذي يضاف الى ذلك المؤتمر ونحن اليوم بحاجة الى مؤتمر ثان يكمل ما بدء به مؤتمر بغداد القومي ويضع المعالجات للخلل الذي رافق تنفيذ قراراته وتوصياته.اما عن دورنا في القضايا القومية ، نعم ان اتحادنا معني بالطلبة والشبيبة ولكنه ايضا ينظر الى قضايا شعبنا القومية ويحاول ان يساهم في وضع المعالجات بمفهومها الثقافي وبطابعها الفكري والتي تؤدي بالتالي الى الضغط على مفردات الفكر السياسي القومي للمؤسسات التي نراها تمتلك الرؤية الفكرية الصائبة وتعالج واقع شعبنا وفقا للمنطلقات القومية والوطنية.

نحن اذ ننظر الى شريحة الطلبة والشباب بانها الشريحة الفعالة في المجتمع...لكن واقع شبابنا اليوم يثير القلق كون نسبة مهمة منهم لا تأبه لما يحدث في الساحة القومية والوطنية وان مرض الهجرة اصاب هذه الشريحة بالذات وهو امر خطير يحتاج الى اصلاح حقيقي فنحن نهيب بهم وندعوهم الى رفض الواقع وتسخير طاقاتهم وثقافتهم لبناء وتحقيق الذات لكي نساهم جميعا في دفع المسار القومي الى امام وتصويب الاخطاء وكشف المخططات التي تحاول النيل من ارادة شعبنا ولنعمل من اجل بناء العراق الجديد. 

**كيف تقيمون علاقة الاتحاد مع الاتحادات الطلابية والشبابية

نحن نعمل مع الاتحادات الطلابية والشبابية على اساس الاحترام المتبادل وبما يتلائم وتوجهاتنا الفكرية، حيث اننا نقف على مسافة واحدة مع جميع الاتحادات، فاتحادنا هو عضو مؤسس لبرلمان طلبة العراق في بغداد وعضو مؤسس في فدراسيون الاتحادات الطلابية في اقليم كردستان.نحن ننشط مع الاتحادات في هذين التجمعين بغية تفعيل دور الطلبة والدفاع عن مصالحهم وحقوقهم. وان ما يوتر علاقاتنا احيانا مع هذا الاتحاد او ذاك فهو ياتي في سياق حرص اتحادنا على حقوق طلبتنا وشبيبتنا.

**اعلام ونشاطات الاتحاد والمعوقات التي تواجهها

في الحقيقة اعلامنا ليس بالمستوى الذي نطمح اليه ولكننا لو نظرنا بالمقارنة الى الاعلام الطلابي الشبابي بصورة عامة فاننا في موقع متقدم منها كون الاعلام الذي يخص هاتين الشريحتين عموما لا يلبي طموحاتها في العراق..نحن نصدر جريدة ميزلتا أي المسيرة وهي شهرية مركزية ولنا موقعنا الالكتروني ولنا نشرات دورية بالاضافة الى البرامج الاذاعية ويهتم اعلامنا ايضا باصدار كراسات تثقيفية واخرها كان (للشباب فقط) والذي يحوي مواضيع قيمة حول المشاكل التي تعانيها الشبيبة وحلولها.

نحن نعاني من قلة اهتمام اعلامي ومثقفي شعبنا بميزلتا على وجه الخصوص رغم انها أي ميزلتا الوحيدة التي تصدر بين ابناء شعبنا وتعني بالطلبة والشباب وايضا نعاني انعدام الدعم الحكومي لها ونتمنى منهم ايلاء اهتمام اكبر بميزلتا.

 اما بجانب النشاطات فلدينا الكثير لنقوم به وعلى كافة المستويات (الثقافية، الرياضية، الكشفية، الفنية، الترفيهية، العلمية والتربوية) وبالرغم من اننا نحي الكثير منها لكننا نواجه صعوبات ومعوقات منها مادية ومنها الصعوبات التي ترافق انجاز النشاط وفي الظروف الامنية الصعبة.

** عقد الكثير من المؤتمرات وحلقات نقاشية حول تعديل المناهج الدراسية في العراق واقليم كردستان..ماهي رؤيتكم للمناهج المقرة حاليا ولاسيما المناهج السريانية؟.

في الحقيقة المناهج الدراسية المعمول بها حاليا في عموم العراق تحتاج الى مراجعة شاملة، فانها وبالرغم من بعض الاضافات او الحذف هنا وهناك لكنها بحاجة الى  تطوير لكي تتلاءم والتطور العالمي وتواكب ركب التطور العلمي. المفاهيم الانسانية ومواد حقوق الانسان يجب ان تدرس فعليا وكمادة اساسية، تعريف الطالب بتاريخ العراق من خلال مواد دراسية مكتوبة بطريقة مهنية اكاديمية بعيدا عن الافكار الطارئة او الانتقائية. اما عن المناهج السريانية فبالإضافة الى الملاحظات التي ذكرتها اعلاه فهناك بعض الدروس في مادة التاريخ لاتنسجم والخصوصية القومية والثوابت التاريخية لطالب اللغة السريانية، ونحن اذ طالبنا في كونفرانس الفدراسيون الخاص بالتربية في الاقليم والذي انعقد في اربيل قبل سنة تقريبا واعدنا مشروعا متكاملا بالتعاون مع المديرية العامة للتعليم السرياني ومع خبراء اللغة والمهتمين بتاريخ شعبنا بابدال تلك الدروس واضافة دروس اخرى تعني بتاريخ شعبنا حيث لايوجد ما يشير اليه، الا ان الوزارة وللأسف لم تعتمد تلك المقترحات لحد الان ونحن اذ نتساءل هل يعقل ان يدرس طلبتنا مادة التاريخ وفي مدارس اللغة السريانية ولا يوجد ما يدل على تاريخنا؟! وهل يعقل ان يدرس الطلبة ويقرأ تاريخ اوربا وامريكا وتاريخ الحضارة ولا يوجد ما ينصف حضارتنا العراقية في مناهجنا؟؟ في حين أرقى جامعات العالم تدرس تاريخ شعبنا مرادفا لتاريخ العراق القديم بل والمنطقة!!في حين تراثه واثاره مهملة متروكة للنبش والسرقة وكان القائمين عليها لا يعلمون؟؟ ونحن بصدد اعداد دراسة كاملة لتقديمها للوزارة مرة اخرى لعلنا نستطيع تحقيق ماهو للصالح العام.

**تطرقتم الى تاريخ وحضارة العراق وما تعانيه المناهج الدراسية من نقص اكاديمي علمي في كتابتها،بماذا تصفون التصريحات الاخيرة التي اثيرت استفزاز ابناء شعبنا الكلدوآشوري بوصفه (جالية ومقيم) في ارضه التاريخية؟

في الحقيقة وللاسف لاتزال تلك المنظومة الفكرية التي نشأت وظهرت منذ بروز (الفكر القومي العربي) والتي استهدفت القوميات والاثنيات الاخرى من قبل بعض الكتاب والمفكرين العروبين  الشوفنين المتمثلة بالغاء الثقافات والصهر في بوتقة واحدة والتجريد الفكري والغزو الثقافي واعادة كتابة التاريخ وتصحيح القومية والتي استهدفت شعبنا الكلدوآشوري بالاضافة الى الاكراد والتركمان والايزيدين والارمن بل استهدفت الفكر العربي المعتدل،فتلك المنظومة (منظومة اعادة كتابة التاريخ) مترسخة لدى البعض لغاية اليوم ومستنسخة مع بعض التعديلات في البعض الاخر عربا واكراد فيعامل مع الاخر بمفهوم (الكبير والصغير، القوي والضعيف، الكثير والقليل) وانا اجزم ان كتاب مجلس الوزراء الذي نعتنا (بالجالية) وتصريح السيد ملا بختيار بأننا (مقيمون) هو خير دليل على ان تلك المنظومة الفكرية الشوفينية لازالت تنظر الى شعبنا من نفس الزاوية الضيقة.

** كان هناك دعوة من طلبة سهل نينوى لاتحادكم بغية ايجاد الحلول لمئات الطلبة الجامعيين والموظفين الذين ارغمتهم الظروف للعزوف عن مواصلة دوامهم..ماهي الخطوات التي اتخذتموها بهذا الصدد؟؟

 هذه ليست المرة الاولى التي ينقطع الطلبة في سهل نينوى من مزاولة دوامهم وتعرضهم للتهديد ففي السنة الدراسية 2004 ايضا هدد الطلبة وتعرضوا لمضايقات داخل الحرم الجامعي واصدر اتحادنا بيانا مقاطعا الدوام وفعلا قاطع طلبتنا الدوام وتدخل ممثلينا في البرلمان والحكومة انذاك واستطعنا ان نذلل العقبات وعاد الطلبة الى مزاولة دوامهم بعد ان اتخذت اجراءات من قبل رئيس الوزراء والوزارة ومجلس محافظة نينوى.ومع بداية العام الدراسي الحالي وصلتنا تقارير تفيد بان الطلبة في باخديدا وبرطلة وكرمليش وبعشيقة والعديد من الاساتذة والمحاضرين لا يزاولون دوامهم في جامعة الموصل وكلية الحدباء والمعاهد المختلفة..التقينا بمجموعة من الطلبة وسمعنا ارائهم ومقترحاتهم واصدرنا مذكرة ووضعنا الحلول والمعالجات فيها..ونحن بدورنا نتحرك على الجهات المعنية وفق المذكرة وتبقى الجهات المعنية مطالبة بالتحرك بسرعة على ضوء المطالبات لكي يستطيع الطلبة مزاولة دوامهم.في سهل نينوى لدينا اكثر من 4000 طالب وطالبة ولدينا المئات من الاساتذة والاختصاصين.وكما جاء في مقررات المؤتمر فنحن نعمل على ايجاد الاليات لتفعيل فكرة انشاء جامعة في السهل لتدخل حيز التنفيذ،ان كان التنفيذ حكوميا او من المستثمرين والمهتمين لانشاء جامعة اهلية او نواة لها كان تكون كلية اهلية قابلة للتطور مستقبلا. ان محافظة نينوى ونظرا لما تمثله من ثقل سكاني كبير بحاجة الى اكثر من جامعة ولكون السهل يمتلك ما يمكنه لانشاء جامعة، وكذلك كون السهل قد عانى الكثير من الاهمال في زمن النظام السابق فعليه وجوب بناء جامعة هناك اصبح امرا ملحا.فهو يحل الصعوبات التي تواجه ابناء المنطقة ويعطي بعدا ثقافيا علميا للمحافظة ويصب اخيرا ضمن المصلحة العليا للوطن عموما.

**ماهي علاقة الحركة الديمقراطية الشورية – زوعا والاتحاد؟

سؤال يطرح علينا كثيرا..وهي فرصة جيدة ان اوضح علاقتنا بزوعا. نحن ننتهج ونستلهم ونبني رؤيتنا وخطنا الفكري من نهج الحركة الديمقراطية الآشورية الا اننا تنظيم له شخصيته المعنوية ولنا هيكلنا الاداري والتنظيمي والعلاقة بيننا والحركة تقتصر على الجانب الفكري بالاضافة الى انها تدعمنا الى جانب مؤسسات قومية اخرى كاللجنة الخيرية الآشورية وجهات وشخصيات في المهجر.

فالحركة (زوعا) ومنذ تأسيسنا عام 1991 هي المرشد الفكري والراعي الحقيقي لنشاطنا ونضالنا.قد يتهمنا البعض بعدم الاستقلالية وانا لست هنا بصدد مناقشة مفهوم الاستقلالية وماهيتها، وكيف يمكن ان تكون منظمة مستقلة وهي تعيش خضم الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتتأثر وتؤثر بها. 

والعالم ومنظماته تسير بذات الاتجاه..فمنظمات المجتمع المدني هي وسائل ضغط والاتحادات الطلابية والشبابية والنقابات هي دائما تتبع لافكار معينة وتتجه في اتجاهات بالتوازي مع تلك الافكار والتي تكون مجسدة في منظمات او احزاب او شخصيات.

وفي سبيل المثال عندما تقوم النقابات بالتظاهر ضد اجراء او قرار حكومي ما،فان النقابة التي تجسد الحزب الحاكم لا تشارك في المظاهرة او الاحتجاج بل على العكس والسبب هو انها تنتهج النهج الحكومي ذانه متمثلا بالحزب الحاكم. الا انها قد تمارس ضغطها على الحزب وعلى نفس القرار لكن داخليا. وان الاتحادات الطلابية عموما في الوطن تتبع لافكار معينة مجسدة في احزاب ومؤسسات معينة ونضرب هنا مثلا اخر، ففي الولايات المتحدة الأمريكية نعرف جميعا ان هناك حزبين رئيسيين يتناوبون السلطة وهم الحزب الجمهوري والحزب الديمقراطي وللحزبين اتحادات طلابية وشبابية خاصة بهم، فالحزب الجمهوري له "لجنة الطلاب الجمهوريين الوطنيين" التي تأسست عام 1892 وللحزب الديمقراطي "جمعية الطلاب الديمقراطيين في اميركا " تاسست عام 1932 وهي من اهم الحركات الطلابية في امريكا. وهذه الاتحادات تساند الاحزاب في مختلف الفعاليات ومن اهمها الحملات الانتخابية فالولى تخرج مع الحرب على العراق والثانية تقف ضدها وبناءاً على موقف الحزبين.

نحن ايضا نعمل بذات الاتجاه نساند زوعا في الانتخابات او ترويج لفكرة ما لكننا ايضا نقوم بدورنا كوسيلة ضغط ليس فقط خارجيا وانما داخليا ايضا ومن خلال الممارسة اليومية لنشاطاتنا والاحتكاك المباشر وربما بصورة غير مباشرة. انا لست هنا بصدد المقارنة بيننا وبين المنظمات الاخرى، ولكنني احاول تسليط الضوء على طبيعة عمل الاتحادات وان الامثلة التي ضربتها اعلاه ليست في سبيل الحصر وليست منطلقا لتبرير ارتباطنا بزوعا بل اننا نفتخر حقا بذلك الارتباط.

**كيف تقيمون عملية التعليم السرياني في الوطن؟؟

من المفرح جدا ان عملية التعليم السرياني حققت نجاحات كبيرة، فاليوم طلبتنا يتخرجون من المعاهد والجامعات المختلفة وهم درسوا باللغة السريانية.فتغمرنا الفرحة عندما نرى في حفلات التخرج للكليات والمعاهد التي يقيمها اتحادنا الطلبة الخريجين حاملين شهاداتهم الاعدادية من المدارس السريانية وفي العام التالي نرى في حفلات التعارف للطلبة المقبولين في الجامعات والمعاهد مجموعة من طلبتنا الدارسين باللغة السريانية..ومن الفخر ان يحضر مؤتمرنا الاخير مجموعة كبيرة منهم..الفضل يعود بالاساس الى اولياء الامور الذين دفعوا أبناءهم الى المدارس السريانية والى الحركة الديمقراطية الآشورية (زوعا) التي تبنت هذا المشروع ودعمته ماديا ومعنويا ومن خلال اصدار التشريعات الخاصة لتدريس اللغة السريانية في اقليم كردستان، وللجنة الخيرية الآشورية التي لم تذخر جهدا في توفير كافة المستلزمات للطلبة من اقسام داخلية ومستلزمات النقل والتكريم المادي والمعنوي للاساتذة والطلبة على حد سواء. اننا اذ نقيم عاليا جهودهم وجهود الاساتذة الكرام وابناء شعبنا في المهجر وجهود حكومة اقليم كردستان والحكومة المركزية الا اننا علينا العمل جميعا لتذليل العقبات التي تواجهها وتطوير الكوادر التدريسية. ان هذا المشروع هو مشروع واعد وطموح وكلي امل ان تقوم كافة المؤسسات بواجبها القومي والوطني من اجل تثبيت النجاحات وتطوير الاليات والقدرات والتي تصب جميعها في خدمة بلدنا العزيز.