الحركة الديمقراطية الآشورية والحركة الوطنية العراقية
خوشابا سولاقا
من المفروض بأي حركة سياسية أو حزب سياسي ان ياخذ
بنظر الاعتبار بل ان يعتمد في صياغة افكاره السياسية وأيدلوجيته وتركيب
علاقته على ضوء البيئة الاجتماعية المحيطة به وان يتأثر بها ويؤثر فيها
بأعتباره جزءاً لا يتجزأ منها. بالتأكيد لاي حزب سياسي أهداف سياسية
واجتماعية واقتصادية يطلبها من القوى المهيمنة على السلطة، ولكي يتمكن من
تحقيق ذلك لابد ان يكون هناك من بين القوى السياسية المهيمنة على السلطة من
يؤيد شرعية تلك المطاليب واستحقاقها هو استحقاق وطني مكمل لما هو مقر ومعاش
للاخرين، لابد من اجراء فرز بين القوى السياسية سواءاً الكبيرة منها او
الصغيرة لاكتشاف من هو مؤيد وصديق ومن هو معارض او معادٍ ومن هو حيادي
الموقف تجاه تلك المطاليب المشروعة. وهذا يعني قراءة الواقع قراءة واقعية
وموضوعية يحدد على ضوئها استراتجية العمل ورسم الخطط المرحلية لتحقيق
الاهداف وتحديد وسائل العمل وصياغة الآليات المناسبة وبعكس ذلك تكون فرص
النجاح لاي حزب سياسي محدودة، او قد تكون خيبة الامل والفشل محتومة في ضوء
هذه الرؤية للخارطة الديموغرافية والسياسية والميثولوجية للعراق.
انطلقت الحركة الديمقراطية الآشورية في عملها السياسي على المستويين القومي
والوطني استراتيجياً وتكتيكياً في تعاملها وحواراتها وعلاقاتها مع الاخر
مهما كان هذا الاخر في عملها السياسي منذ تأسيسها وحتى اليوم وفق مبدأ
الشراكة والعدالة والمساواة في الوطن وليس على وفق علاقة التابع والمتبوع
كما كان يتعامل مع ابناء شعبنا في الوطن الاطراف الاخرى في الماضي قبل سقوط
النظام الفاشي الديكتاتوري وكما تسعى بعض الاطراف القومية ذات التوجهات
العنصرية واخرى ذات التوجهات الدينية المتشددة في اقصاء وتهميش وعزل ابناء
شعبنا بمختلف الوسائل السياسية من تهجير وتطهير عرقي واستخدام الاموال في
شراء الذمم لضعاف النفوس من ابناء شعبنا.
بالرغم من ذلك وما يحصل
اليوم من محاولات الالتفاف والتجاوز على حقوقنا القومية والوطنية استمرت
الحركة الديمقراطية الآشورية على سياستها مع الجميع وفتح أبواب الحوار
السياسي الايجابي معهم في سبيل اكتشاف اكبر قدر ممكن من المشتركات القومية
والوطنية لبناء وتأسيس رؤية وطنية مشتركة ومتوازنة وتأسيس لثقافة وطنية
ترسخ في الاذهان بان الوطن هو وطن الجميع وان يكون المعيار لمنح الحقوق
والامتيازات هوالولاء الوطني وليس الانتماء القومي او الديني او اعتماد
مبدأ الاكثرية والاقلية، لان مباديء الدولة الديمقراطية تقر بتساوي
الاكثرية والاقلية بالحقوق امام القانون.
فعلى المستوى القومي
انطلقت الحركة الديمقراطية الاشورية في عملها السياسي في التعامل والتحاور
مع الاطراف الاخرى من احزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات
الدينية، على اساس الايمان بوحدة شعبنا القومية مهما اختلفت معتقداته
المذهبية وانتماءاته القبلية والعشائرية والمناطقية والايمان المطلق بان
التسميات الثلاثة "الكلداني السرياني الآشوري" هي تسميات متعددة لقومية
واحدة وشعب واحد وان هذه التسميات فرضت على مكونات شعبنا لاسباب مختلفة
لاهوتية في حينها اصبحت الان واقع حال معاش لابد لنا التعامل معها كما هي
ونسعى من خلال عملنا الى معالجة الموضوع من معالجة اسبابها ونترك ذلك للفعل
التاريخي التراكمي المستقبلي من خلال توسيع قاعدة المشتركات التاريخية
والمصالح القومية الانية لابناء شعبنا في هذه المرحلة من تاريخ العراق، على
حساب تقليص وتضييق هوة الخلافات والتناقضات والصراعات الموجودة واهمال أو
تأجيل ما لايمكن الوصول الى ايجاد مشترك من الخلافات للمراحل القادمة من
مسيرة شعبنا التاريخية نحو الوحدة القومية الشاملة..
كما تتعامل الحركة
الديمقراطية الاشورية مع الاحزاب والتجمعات والكتل السياسية القومية وغيرها
من المؤسسات على اساس امتلاكها لقرارها السياسي، اي بمعنى اخر ان تكون
مستقلة وحرة في قرارها السياسي وان لاتكون خاضعة لارادة اطراف خارجية وتعمل
لخدمة اجندات تلك الاطراف مهما كانت، في ذات الوقت الحركة الديمقراطية
الآشورية تؤمن بتعدد الاراء وبحرية الرأي والرأي الاخر ولا تؤمن بمصادرة
قرار وحرية الاخرين مهما اختلفت معهم في وجهات النظر والرؤى، لانها
بطبيعتها ديمقراطية التكوين والتوجه وبالتالي تنأى بنفسها ٍعن الادعاء
بانها الممثل الشرعي والوحيد لابناء شعبنا.
لذلك نرى ان في صفوف
الحركة يتواجد الكلداني والسرياني والآشوري بدون تمييز على مستوى القيادة
والقاعدة، هذا دليل على كون الحركة الديمقراطية الآشورية هي حركة شعبنا
"الكلداني السرياني الآشوري" بكل تلاوينه المذهبية والعشائرية والمناطقية.
اما على المستوى الوطني فأن الحركة الديمقراطية الآشورية تؤمن بان شعبنا
"الكلداني السرياني الآشوري" جزء من الشعب العراقي وان مصالحه مرتبطة
إرتباطاً وثيقاً بمصالح الشعب العراقي وان مايفيد او يضر الشعب العراقي
يعنينا بنفس القدر وفي تاريخنا الحديث توجد الكثير من الشواهد المأثورة
والتضحيات الجسام تدل على شراكتنا في الوطن مع غيرنا من ابناء العراق من
الاخوة العرب والكورد والتركمان والشبك والصابئة المنيدائين والايزيدين
وارتباطنا المصيري بهم بل اكثر من ذلك ان شعبنا هو شعب اصيل وصاحب أول
وارقى حضارة انسانية إمتداداً من سومر وأكد وبابل وآشور عبر سبعة آلاف سنة.
كل هذه المعطيات ساهمت وصقلت أيديولوجية الحركة الديمقراطية الآشورية
وانضجت المنطلقات النظرية لصياغة سياستها الاستراتيجية والتكتيكية في بناء
علاقاتها مع القوى الوطنية العراقية بمختلف تلاوينها القومية والدينية
والعقائدية ففتحت لها قنوات التعامل والتحاور مع تلك القوى قبل سقوط النظام
وبعده ودخلت معها في تحالفات وطنية.
|