مذابح سميل ....بين صراع السلطة والقوى الكبرى
الانكليز في الاعوام من 1931 الـى 1933 يغيرون
استراتيجيتهم ويستغنون عن الكلدو اشوريين
.jpg)
صاورا بولص
في اوائل حزيران من عام 1932 القيادة الكلدواشورية تحت زعامة
مار ايشاي شمعون بدأت تطالب الانكليز بتنفيذ وعودها التي قطعتها للشعب
الاشوري وعدم التنصل من المسؤولية التاريخية من اجل هذا الشعب، وعلى ضوء
ذلك ومن اجل بلورة الموضوع ودراسته بصورة مستفيضة مستفيدين من خبرة الضباط
الكلدواشوريين الذين عملوا مع الانكليز خلال العشرينات عقدت القيادة
المشتركة اجتماعا استثنائيا في 15 تموز 1932 جمعت مار شمعون و الملك ياقو
والملك لوكو شليمون اضافة الى سورما خانم مع رؤساء العشائر والاساقفة مار
يوالاها من بروار ومار سركيس وبعض القساوسة، وفي الاجتماع المنعقد في
العمادية من جملة ماطالب به المجتمعون مايلي:
.jpg)
اولا: الاعتراف بالكلدواشوريين كشعب له حقوقه المشروعة وعدم اعتباره
طائفة عنصرية عرقية او دينية.
ثانيا: يجب جعل منطقة هكاري ضمن السيادة العراقية واعطائها
للكلدواشوريين لادارتها. او اذا تعذر ذلك فاعتبار مناطق عقرة واجزاء من
زاخو وسميل والعمادية وجزء من دهوك ضمن ادارتهم على ان يكون المتصرف
الاداري او القائمقام من الاخوة العرب اي تكون ادارتها العليا عربية.
ثالثا: تحقيق اسكانهم مع تحسين مناطقهم خدميا وانشاء مؤسسات ضرورية
هامة.
رابعا: المناطق المسجلة والمضمونة من قبل الحكومة العراقية تكون املاكا
رسمية لهم.
خامسا: الموظفين الرسميين سيكونون من الكلدواشوريين والعرب. واعتماد
اللغة السريانية في المدارس للمناطق المتواجدين فيها والعربية تكون لغة
رسمية ايضا.
سادسا: تكون سلطة مار شمعون مضمونة ومعرفة من قبل الحكومة العراقية
والانكليز.
.jpg)
سابعا: تخصيص اموال من الحكومة العراقية وتحت اشراف الانكليز وضمان من
قبل عصبة الامم لبناء وانشاء المؤسسات و المجمعات السكنية والمدارس
والمستشفيات والمستوصفات وغيرها في مناطقهم.
ثامنا: عدم مصادرة الاسلحة الخفيفة التي اهدتها الحكومة الانكليزية لهم
بعد الخدمات التي قدمها الكلدواشوريين لهم.
هذه المطاليب وغيرها اثارت الانكليز وبدات معها الشكوك حول استمرار
الكلدواشوريين في دعمهم للانكليز خصوصا بعد لقاء البطريرك مار شمعون
بالسفير الانكليزي فرانسيس همفريز حيث وضعه امم خيارين اما القبول
بالمطاليب هذه او القبول بانسحاب الكلدواشوريين من جيش الليفي الذي اسسه
الانكليز لحماية الجبهة الشمالية للعراق في بداية العشرينات والتي كان
يتعذر على الجيش العراقي فعل ذلك انذاك، واثر المطاليب التي اعتبرها
الانكليز تهديدا لبقائهم في العراق تحرك الدبلوماسيون الانكليز للضغط على
الكلدواشوريين والاعتماد على سياستهم المعروفة "فرق تسد" حيث بدأوا
اتصالاتهم برجال الدين من الطوائف المسيحية الاخرى وطالبت البعض منهم
بالذهاب الى عصبة الامم وتقديم معلومات مضللة تفيد بان المسيحيين في العراق
غير راضين عن سياسة البطريرك الكلدواشوري واعتباره بطريركا لطائفة واحدة من
مجموع الطوائف المكونة للشعب الكلدواشوري، ومن جانب اخر يقوم السفير همفريز
بالمماطلة تارة وتسويف القضية تارة اخرى من اجل الاسراع في قبول العراق في
عصبة الامم ليسهل التدخل الدولي في اية قضية مصيرية عراقية وابقاء الانكليز
بعيدين عنها.
.jpg) 
وفي السياق ذاته يلتقي همفريز مع الحكومة العراقية ويستغل غياب الملك
فيصل الذي كان مناصرا للكلدواشورين ليستفز العراقيين على الكلدواشوريين
وتحريض الحكومة عليهم ومن هنا اعطي الضوء الاخضر للجيش والشرطة والقوى
الامنية لبدء الاستعدادات لضرب الكلدواشوريين وبدأت الحكومة باعتبارهم
متمردين وايضا اخذت باستعمال لفظة عصاة عليهم.
الحكومة الانكليزية تسارع في عقد الاجتماعات وتدرس قضية الكلدواشوريين
من خلال الاعتماد على التقارير المضللة التي كان يبعثها السفير همفريز
متجاهلين التقارير التي بعثها الضباط الانكليز في العمادية وزاخو ودهوك
الذين كتبوا عن الحالة والمسألة بحقيقتها وقد صور الانكليز للحكومة
العراقية بان الكلدواشوريين يودون الاستقلال عن العراق من خلال اخذ اراض
ليست لهم كما صورتهم بانهم دخلاء على البلد في حين ان الانكليز كانوا
يعرفون جيدا دور الاشوريين وحضارتهم من قبل الاف السنين وخصوصا ان احد
الرعايا الانكليز وهو العالم لايارد زار مواقع الكلدواشوريين في هكاري
وتياري وباز وجيلو وبروار وصبنا والتقى بقادة الامة ورؤساء عشائرها ومن
خلال مساعدتهم امكنه التنقيب عن الاثار الكلدواشورية وايجادها ونقلها الى
انكلترا وتحت اشراف السيد هرمز رسام. لكن سياسة الانكليز ومحاولاتهم التنصل
من المسؤولية تجاه الكلدواشوريين دفع الحكومة العراقية الى الاستعداد
لتنفيذ مؤامرة ضربهم.
ر
.jpg)
وفي الوثائق التي سانشرها وهي من محتويات الارشيف البريطاني الملكي سوف
توضح مدى الاعيب الانكليز ومسؤوليتهم التاريخية تجاه المذابح التي حدثت
بسببهم لشعبنا الكلدواشوري وخصوصا مذابح الحكومة العثمانية وايضا في سميل
وضواحيها.
.jpg) |