راديو آشور من نينوى

 

سامر الياس سعيد

                رغم سني انطلاقتها التي لاتتعدى الست سنوات لكنها مع تلك المدة القصيرة نسبيا فقد استطاعت راديوآشور من نينوى استقطاب طبقات المجتمع ليعدوها صوتهم الإعلامي ونافذتهم المفتوحة عبر آفاق للاستطلاع عما يلاقيه أبناء شعبنا من خلال  الرسالة الإخبارية والبرامج التي تتنوع هوياتها بين الفني والثقافي والرياضي كما إن المميز في كادرها الإذاعي هو العمل بالروحية الشبابية التي تبدو طابعا تتميز به فضلا عن الاستعانة بالنخب المثقفة لكي يعدوا لها مسارا مستقلا هدفه نشر ثقافة التسامح وبث روح التآخي بين مكونات المجتمع العراقي خاصة وان نطاق بثها يغطي منطقة تتنوع طبقاتها بين أطياف مختلفة لذلك فالحيادية  والأمانة الإعلامية هو السمة التي تبقى الهوية البارزة والبصمة التي تكتسبها الإذاعة  التي استطاعت ترجمة رغبة المستمعين وتبقيهم داخل حدودها التي لاتتاثر بزحف التقنية الحديثة والعوم في فضاءات الانترنت والفضائيات  التي تنقل الصورة والصوت معا ..هذه الأفكار هي الانطباع الاولي الذي حمله هاجسي في زيارتي لمقر الإذاعة ومن ثم لقائي بقسم من كادرها الذي يتقدمه الزميل الإعلامي راما مدير راديو آشور الذي منحني نبذة عن مراحل تأسيس راديو آشور من نينوى فقال :

مرت مراحل تأسيس إذاعتنا بمرحلتين أساسيتين  كانت شرارتها الأولى أو بمعنى أدق الانطلاقة الحقيقية بتاريخ 12 نيسان 2003 ونحن بذلك نعد من أوائل القنوات الإعلامية التي باشرت مهامها وكانت تلك الفترة عبارة عن بث تجريبي بواقع البث لمدة ست ساعات  تنطلق من التاسعة صباحا وفي هذه الفترة جرى اختيار بعض النخب المثقفة لاستقطابها للعمل في الإذاعة والاستفادة من خبراتها ..

وتابع الزميل  راما كانت أجهزة  الإذاعة التي كنا نعمل عليها غير مواكبة للتطور فضلا عن البث عبر موجة   a.mوهي خلافا لما هو متعارف عليه في البث على موجة الـf.m وهو الأمنية التي كنا نعول عليها فتحققت عبر المرحلة الثانية من التأسيس والانطلاقة حيث تزامنت هذه المرحلة  مع الاحتفال بالفاتح من السنة الآشورية البابلية في نيسان من العام  2006 حيث تبلورت خارطة الإذاعة الحقيقية عبر اعتماد دورة إذاعية خلال مدة زمانية أمدها ثلاثة أشهر تتجدد بالتوالي عبر انتخاب مجموعة من البرامج التي يعدها زملاؤنا الإذاعيين ..

                إما عن برامج الدورة الحالية فيقول الزميل راما أنها تتألف من عدة برامج أهمها برنامج صورياثا اليومي  الذي يبث باللغة السريانية وهو برنامج هادف يرمي إلى نقد بعض ظواهر المجتمع السلبية عبر تجسيدها تمثيليا  بالاستعانة بأصوات بعض الفنانين  فيما يستقطب برنامج مع نهرين  العديد من الاتصالات خاصة وانه يمد جسور التواصل مع المستمعين الذين يرتبطون معه عبر اتصالاتهم  التي نتلقاها من محافظات يصل مدى بث إذاعتنا إليها حيث يصل هذا المدى لمحيط محافظتي نينوى ودهوك .. إما عن المعوقات التي تعانيها الإذاعة فيشير إليها  مدير إذاعة آشور بالقول إن كل الوسائل الإعلامية  تعاني من المعوقات  خصوصا في العراق مما يثيره الخوض في المواضيع الشائكة  وصعوبة الحصول على تصريح من مسؤول معين عادة ما يتذرع بالمركزية في اخذ موافقة التصريح للوسائل الإعلامية أو بالتشاور مع وزارته المعينة  في بغداد ناهيك عما تشكله هذه الدائرة الروتينية من إرباك يؤثر في مسار عملنا إما عن طموح الإذاعة فيسلط الزميل راما الضوء عليه من خلال جملة من  الأمنيات يتقدمها الارتباط بالفضائيات حينما يتيسر للإذاعة  إن تصل لمستمعيها عبر الستلايت  ويختتم الزميل راما حديثه بالإشارة إلى الدورات التي تقيمها الإذاعة لمنتسبيها والتي ترمي من خلالها  زيادة الخبرات سواء الفنية بالنسبة لفنيي الصوت  أو اللغوية بالنسبة للإذاعيين سواء باللغتين السريانية او العربية .. المحطة التالية كانت تحتوي على تجوال في أروقة الإذاعة للوقوف على أقسامها المتعددة  والتي تتنوع ما بين القسم الثقافي الذي يدير مسؤوليته الشاعر المعروف شاكر مجيد سيفو  إما الرياضي فيدير مسؤوليته الرياضيان كرومي بحودي وحازم ججي فضلا عن قسم الأخبار الذي يوفر خدمة إخبارية هي عبارة عن ست نشرات إذاعية مفصلة كل ست ساعات يوميا تحتوي في طياتها تناول أخبار أبناء شعبنا في محافظة نينوى بوجه الخصوص والأحداث الجارية في كافة محافظات العراق عموما  وتلخص  لويز بهنام عملها على جهاز المكسر في أستوديو الإذاعة حيث تقول  أنها تستعين ببرنامج على جهاز الحاسوب مرتبط بالمكسر حيث تعمل من خلاله على تنقية الصوت وإفراغه من المؤثرات الخارجية فضلا عن التحكم  والسيطرة بالتقنيات الصوتية  وتتابع لويز نعمل أيضا على مونتاج البرامج الإذاعية التي تردنا  وتختتم حديثها بسرد موقف محرج تعرضت له  عبر  احد البرامج الإذاعية التي كانت تبث على الهواء وقبل ان تلتقي المذيعة التي كانت تتلقى اتصالا بإحدى المشاركات انخرطت الاثنتان بحديث جانبي ولم يعلما بأنهما بعد قليل سيكونا على الهواء وممكن ان يسمع حديثهما مستمعي الإذاعة فحاولت تدارك الموقف ونجحت بذلك ..

                  إما مخرجة البث ايفلين نجيب فتستعرض خلال حديثها المعوقات التي كانت تعانيها خاصة أنها كانت من المجموعة القليلة من الكادر والتي رافقت مراحل البث التجريبي لراديو اشور  وما كانت تعتري هذه المرحلة من صعوبة التعامل مع أجهزة غير متطورة وقديمة قبل إن تستبدل بأخرى حديثة فتقول ايفلين أنها كانت تعاني في بعض الأحيان من تسجيل بعض البرامج لكنها تفاجيء بان الصوت غير نقي أو غير واضح مما يستدعي إعادة التسجيل لمرة أخرى  وتستطرد مخرجة البث ايفلين نجيب بعض البرامج التي تبث حاليا عبر الدورة الإذاعية وخاصة برنامج مع نهرين الذين يذاع على الهواء وتتخلله مسابقات عبر طرح أسئلة للمستمعين مع تخصيص جوائز قيمة للمشاركين الذين يرفدوا البرنامج بإجاباتهم الصحيحة فضلا عن سلسلة من البرامج الأخرى مثل برنامج البوم الذي يتخصص بطرح البوم غنائي لفنانين آشوريين  وتقدم مقدمة البرنامج موجز عن كلمات أغاني  الألبوم مع سيرة لكتابها من الشعراء الغنائيين وموجز أخر عن الملحنين الذين تعامل معهم فنان الألبوم  وهنالك أيضا في جعبة إذاعة آشور برامج أخرى مثل قوس قزح  البرنامج المنوع الذي تمتزج فيه الأغنية مع المعلومة التي تتباين بين الثقافية والعلمية  والأخبار الفنية وهنالك برامج ثقافية مثل برنامج غربة طائر وهمسات كاتب  وشاعر وديوان كما يقدم يوم الثلاثاء برنامج يستعرض العناوين البارزة لجريدة بهرا وإطلالة على ابرز مقالاتها ومواضيعها وبرنامج اجتماعي يحمل عنوان ادونيس يختص باستقطاب اتصالات المستمعين للوقوف على مشاكلهم وبرنامج فني بعنوان أصالة  يغوص في التراث الفني الثر لرواد الأغنية العراقية وهو بمثابة رسالة عرفان للأصوات التي صدحت بها حناجر ذهبية  مثل رياض احمد وياس خضر وحميد منصور وآخرون ..وننتهي بجولتنا في أروقة الإذاعة عند قسم الأرشيف  حيث تخبرنا  مسؤولة القسم نادية سولاقا عن أرشيف ثر تزخر به الإذاعة ويحمل تسجيلات للبرامج الإذاعية  عبر كاسيتات يقارب عددها  المئات وتعمل حاليا على تطوير طريقة خزن تلك التسجيلات بالاستعانة بالحاسوب ..

 

 

Home - About - Archive - Bahra  - Photos - Martyrs - Contact - Links