|
أخطر من الإرهاب

عيسى رشيد
منذ قرون ومسيحيي الشرق عرضة للإرهاب والترهيب, مذابح ..
مجازر .. تشريد .. انتهاك الحرمات .. قتل الأطفال والشيوخ .. اغتصاب النساء
.. تمثيل بأجساد الضحايا .. بقر بطون الحوامل .. إخراج الأجنّة من الأرحام
.. الاستيلاء على الممتلكات والأماكن المقدّسة من أديرة وكنائس وأراضي
وقفية .. السيطرة على مئات القرى بأراضيها وكرومها وبساتينها بقوة السلاح
.. حرمانهم من الحقوق الاجتماعية والثقافية والدينية والمدنية ، وتهجيرهم
بشكل قسري لتغيير ديموغرافية المنطقة كلاًَ حسبما تقتضي مصلحته ، ليكتبوا
التاريخ من جديد بأقلامهم المزيّفة مزوّرين الحقائق وطمس البراهين التي
تثبت وتؤكّد عراقة هذا الشعب في أرض أجداده . أسألُ الضمير الإنساني الذي
غاب عن وعيه منذُ زمنٍ طويل ، أيّ ذنبٍ اقترفه هؤلاء الأبرياء العزّل فيما
يحدث ويقع عليهم من ضيم وظلم إلا لأنّهم ينتمون للإمبراطورية الآشورية
السومرية الأكادية البابلية ، التي أعطت العالم من العلوم والمعرفة ومن
الحكمة والشرائع والهندسة والطب والفلك وفي جميع ميادين الحياة ، من زراعة
وتجارة وصناعة ما لم تعطيه أيّ إمبراطورية أو شعب آخر للبشرية ، والى يومنا
هذا ها هم أحفادهم البذرة الصالحة والمخلصة والمتفانية لأوطانها في كل
الأوقات والظروف. حسب قراءتي المتواضعة للسياسة العالمية عامّة والصهيونية
خاصّة ، لا أرى أحداً له مصلحة بتفريغ الشرق من المسيحيين إلا زمرة من
الصهاينة التي تعسكر في البيت الأسود ، أقول الأسود لأن البياض بعيد عن
أحقادهم بعد الأرض عن السماء بمؤازرة أعوانهم في البنتاغون ، أمّا القتلى
فهم تلامذة الإف بي آي جنّدتهم هذه الأيادي الآثمة بمباركة وتآمر كل أجهزة
الاستخبارات الأوروبية المختلفة ، متّفقين ومتضامنين على تهجير مسيحيي
الشرق وضربهم في كل مكان وزمان والتاريخ يشهد على ذلك مجازر عام 1915
بإشراف الألمان وفي عام 1933 بأمر من الإنكليز ، وقبلها وبعدها بطرق وأشكال
مختلفة واليوم وغدا إلى أن يفرّغوا الشرق من أقدم مكوّن. البارحة وقبل سبعة
أعوام عندما دخل المرتزقة حرّاس تابوت العهد ودنّسوا أرض بيت نهرين بنعالهم
القذرة كانت الخطوة الأولى نهب متحف بغداد حيث كان يحتوي على آلاف القطع
الأثرية النادرة التي تشهد على عظمة الحضارة النهرينية الآشورية التي تفنّد
التاريخ التوراتي الصهيوني المزيّف, أمّا الخطوة الثانية كانت أوقح من
الأولى حيث شهدت مجموعة من الآليات المدرّعة ترافقها الجرّافات الثقيلة وهي
تجرف موقع أثري بالقرب من مدينة بابل الأثرية وقد كتب عليها ها قد عدنا يا
نبوخد نصّر, هذا الملك العظيم الذي احتضنهم ومنحهم أخصب المقاطعات وأدخلهم
في وظائف الدولة بشهادة الباحث اليهودي يوسفوس لتثبت الحكمة التي تقول "إذا
أكرمت اللّئيم تمرّد". أمّا الخطوة الثالثة والفصل ما قبل الأخير من
المسرحية الصهيونية وضع المنطقة الممتدّة من بابل إلى نينوى تحت سيطرة
عملائهم المعرّفين لديهم بالإرهابيين بمسمّياتهم المختلفة ، من قاعدة وغير
ذلك ليصولوا ويجولوا طولاً وعرضاً في هذه المنطقة مموّلين من قبلهم
يتدرّبون تحت حمايتهم وكانت كلمة السرّ بينهم وبين الإدارة الأميركية
وأعوانهم من الأوروبيين المتضامنين معهم وقد قالها بوش الابن ( هذه هي حربٌ
صليبية ). فمع كلمة السرّ بدأ عمل الموساد ومن يحتمي تحت مظلّتهم ، ويسير
حسب مصلحته في ركبهم بالانقضاض على سكان هذه المنطقة ، لأن في حساباتهم
التاريخية والجغرافية سكانها هم الآشوريين الأصليين سكان بيت نهرين مهما
كانت ديانتهم إسلامية مسيحية صابئة يزيديين , فالغرب ومعه الصهاينة لا دين
لهم إلا أحقادهم ومصالحهم , وبما أن المكون المسيحي لا يوجد من يحميه ولا
منطقة إدارية أو ملاذ آمن له فلذلك كانت الفريسة الأسهل لهم ، وإلا ما حدث
ويحدث وسوف يحدث غداً كلّه تمّ ويتم تحت أنظارهم وعلى مرأى من أعين الجميع
. أخيراً أقول ومع مرارة القول إننا سنظلّ فوق صدوركم جاثمين ، وكما قال
الشاعر محمود درويش ( سنبقى صامدين في ارض أجدادنا مهما اشتدّ الظلم والقهر
ونطلب من الله أن يشفي جرحانا والخلود لشهدائنا الأبرار ).
|
|
|