وزارة البيئة وبالتعاون مع وزارات الصحة والصناعة
والمعادن
تطلع على المشاكل البيئية في محافظة البصرة
زوعا - خاص
في اطار متابعتها لمشاكل التلوث البيئي في عموم العراق فقد اوفدت وزارة
البيئة فريقا فنيا متخصص الى محافظة البصرة للاطلاع على مشاكل المحافظة
البيئية حيث تكون الفريق من دائرة التوعية والاعلام البيئي وقسم شؤون مجلس
حماية وتحسين البيئة كما ضم الفريق في عضويته ممثلين من وزارات الصحة
والصناعة والمعادن ووزارة النقل حيث زار الوفد دائرة حماية وتحسين البيئة
في المنطقة الجنوبية /مديرية بيئة البصرة وعقد اجتماع تنسيقي مع مديرها
العام السيد طه ياسين محمد تم خلاله تدارس مجمل المشاكل التي تعاني منها
المحافظة ومنها مياه البزل الايرانية وواقع الموانئ العراقية ومشكلة
الاشعاع ومناطق المتضررة واجراءات مديرية البيئة والدوائر ذات العلاقة بهذا
الخصوص وحضر الاجتماع مدير بيئة البصرة خيرية عبود
وعلى الفور تم تشكيل
فريقي عمل من الوفد الزائر وممثلين من بيئة المحافظة احدهما قام بزيارة
ميدانية لعدد من المستشفيات شملت مستشفى الفيحاء العام (العسكري ) سابقا
ومستشفى ابن بيطار ومركز صحي بالمنطقة ذاتها حيث لاحظ الفريق المكون من
كوادر بيئة البصرة وممثل وزارة الصحة / دائرة الرقابة الصحية السيد طه
بريسم عدم وجود محرقة نظامية داخل هذة المؤسسات الصحية فضلاعن ان عمليات
فرز النفايات تتم بشكل بدائي وعشوائي اما بخصوص تصريف المياه السائلة فلا
تتوفر فيها اي اجراءات التصفية بل بشكل مباشر الى نهر
اما مايخص عمل الفريق
الاخر الذي تم تشكيله والمكون من دائرة التوعية والاعلام البيئي وقسم شؤون
مجلس حماية وتحسين البيئة فضلا عن كوادر بيئة البصرة وممثل من وزارة
الصناعة والمعادن قام بزيارة ميدانية الى الشركة العامة للصناعة الحديد
والصلب في خور الزبير حيث تم الاطلاع على واقع هذه الشركة حيث تعاني من
وجود ملوثات اشعاعية خطرة وهي ناتجة من عمليات الصناعية المشبوهة التي كان
النظام البائد يقوم بها داخل هذه الشركة حيث نتج عنها تلوث مساحات واسعة من
معمل الشركة بملوثات اشعاعية بعنصر (السيزونيوم 137)واوضح المهندس محمد مطر
حمادي مسؤول الموقع ان اجتماعا عقد في مقر وزارة الصناعة والمعادن وبحضور
ممثلين من وزارة العلوم والتكنلوجيا ووزارة البيئة / مركز الوقاية من
الاشعاع وومثل الشركة العامة للصناعات التعدينية حيث تم خلال هذا الاجتماع
وضع خطة تنفيذية لتقييم وازالة هذا التلوث وباسرع وقت متضمنا التوقيتات
المطلوبة ومهام كل جهة حيث كان دور وزارة البيئة /مركز الوقاية من الاشعاع
بتحديد الحدود المقبولة للاطلاق مع تحديد الاسباب فضلا عن وضع خارطة
اشعاعية للموقع يتم على اساسها العمل لازالة وتطهير الموقع من التلوث . الا
انه هذا المشروع تباطئ وذلك لاسباب فنية ومالية وان العمل جاري من اجل
مواصلة ازالة هذا الملوث نهائيا
الى ذلك زار الوفد قسم
التفتيش البحري في الشركة العامة لموانئ العراق والتقى بمديرها عبد الخالق
جميل حيث ناقش معه معوقات ومشاكل التي تعاني منها الشركة وخصوصا قلة الكادر
العامل في هذا المجال فضلا عن محدودية الامكانيات المتوفرة لها قياسا بحجم
الملوثات البيئية في موانئ العراق حيث دعا عبدالخالق الى ضرورة تفعيل خطة
ومشروع حماية البيئة البحرية والمقدم من قبل جهات ذات العلاقة وهي البيئة
والنفط والموانئ العراقية وذلك لمواجهة كوارث البيئة حال حدوثها من خلال
تسخير كافة الامكانات والمستلزمات المطلوبة . كما اكد عبدالخالق على اهمية
تفعيل العمل بالاتفاقات البيئية الدولية وخصوصا اتفاقية روبمي الخاصة
بحماية البيئة البحرية الاقليمية حيث كان للعراق دور بارز وفعال فيها الا
ان تعليق عضويته خلال حرب الخليج ادت الى تدهور كبير في بيئته البحرية
واضاف مدير التفتيش
البحري قائلا ان الوقت حان للانضمام للاتفاقية الدولية لحماية البيئة
البحرية كون العراق يعد حلقة وصل بين العالم وان ضمان سلامة بيئته البحرية
وهو ضمان لسلامة بيئة العالم اجمع
كما زار فريق العمل
مديرية الموارد المائية في المحافظة وذلك للوقوف على تداعيات مياه البزل
الايرانية حيث تم عقد اجتماع موسع مع مدير الموارد المائية السيد علاء
الدين طاهر بين فيه اجراءات المديرية وبالتعاون مع وزارات البيئة والدفاع
والخارجية في حل هذه المشكلة حيث اوضح قائلا ان مشكلة مياه البزل الايرانية
تعود الى قيام الجانب الايراني في شهر تشرين الثاني من العام المنصرم
بتصريف كميات كبيرة من مياه البزل عبر قناة السويب في المنطقة المحصورة بين
مخفر زيد الحدودي في الشلامجة ومخفر كوت سوادي وباتجاه شط العرب ومحاذيا
للسدة النفطية في مقدمة الجسر الانبوبي عند الكيلو (500*28)من خلال بوابات
انبوبية
واضاف طاهرقائلا ان هذا
التدفق شمل مساحات كبيرة من الاراضي العراقية الحدودية حيث بلغ منسوب هذه
المياه اكثر من (7)سم بالامتداد الى نهر الخين الذي يبلغ طوله (9كم) ليصب
في شط العرب وباتجاه محمية الصافية في هور الحويزة
على اثر ذلك تم اعلام
الجانب الايراني في طهران بهذا الموضوع من خلال لجنة فنية مشتركة من وزارات
الموارد المائية والبيئة والخارجية زارت ايران وبحثت مع مسؤولين هناك سبل
معالجة الازمة الراهنة فضلاعن التنسيق مع قيادة حرس الحدود المنطقة الرابعة
حيث تمت المباشرة بصيانة الساتر الحدودي وذلك عن طريق الجهد الهندسي
لوزارتي الدفاع والداخلية حيثتم السيطرة على الموقف
الا ان الجانب الايراني
عمد في الاسابيع اللاحقة على تصريف مياه بزل مرة اخرى عبر ممر انبوبي الى
نهر الخين الحدودي المشترك وعلى اثر ذلك تم استدعاء القنصل الايراني في
البصرة واعلامه بهذه الحالة حيث وعد بمعالجة الموضوع فنيا كما قام وفد من
الحكومة المحلية في البصرة ومديريات البيئة والموارد المائية بزيارة الى
محافظة خوزستان الايرانية حيث تم بحث التاثيرات السلبية لهذه المياه على
الجانب العراقي وطلب من الايرانيين اتخاذ الاجراءات الكفيلة يايقاف تدفق
هذه المياه
وفي اطار هذه الزيارة تم
في نهاية هذا الشهر ايقاف ضخ مياه البزل من الجانب الايراني بشكل نهائي في
معبر المشار اليه . كماقام الجانب الايراني بزيارة الى محافظة البصرة حيث
اطلع على الساتر الحدودي من منفذ الشلامجة حتى الجسر الانبوبي في قناة
السويب كما عقد اجتماعا مع مسؤولي الحكومة المحلية في المحافظة حيث تم
التاكيد على ضرورة اتخاذ الحلول السريعة لحل هذه المشكلة كون هذه المياه هي
مياه بزل ايرانية حيث طمأن العراق بانه سوف يعمل على حل هذه المشكلة بشكل
سريع من خلال ايجاد الحلول الفنية السريعة لها
ومن الجدير بالذكر ان
الاراضي العراقية التي تعرضت لهذه المياه هي اراضي جرداء تتوسط حدود
الجانبيين وتحتوي على مخلفات حربية والغام وملوثاتللتربة كونها كانت ساحة
عمليات عسكرية خلال عقد الثمانينات القرن الماضي وهي تحمل الان اثار بيئية
خطيرة وتشكل خطورة في المستقبل على المياهالجوفية في تلكالمناطق حيث اشارت
تقارير الفحوصات التي اجرتها بيئة البصرة مؤخرا بعد اخذ نماذج من عينات من
مياه البزل الى وجود ارتفاع كبير جدا في كميات الاملاح الذائبة والعكارة عن
الحدود المسموح بها مقارنة بالمحددات البيئية المعمول بها
|